تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ مَوْلِدِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع

وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی ع بِالْأَبْوَاءِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ ع لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَةٍ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً وَ قُبِضَ ع بِبَغْدَادَ فِی حَبْسِ السِّنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ وَ کَانَ هَارُونُ حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِینَةِ لِعَشْرِ لَیَالٍ بَقِینَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قَدْ قَدِمَ هَارُونُ الْمَدِینَةَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ عُمْرَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَّ شَخَصَ هَارُونُ إِلَی الْحَجِّ وَ حَمَلَهُ مَعَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ عَلَی طَرِیقِ الْبَصْرَةِ فَحَبَسَهُ عِنْدَ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ ثُمَّ أَشْخَصَهُ إِلَی بَغْدَادَ فَحَبَسَهُ عِنْدَ السِّنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ فَتُوُفِّیَ ع فِی حَبْسِهِ وَ دُفِنَ بِبَغْدَادَ فِی مَقْبَرَةِ قُرَیْشٍ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حَمِیدَةُ
1- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ الْقُمِّیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عِیسَی بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ دَخَلَ ابْنُ عُکَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِیُّ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ کَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَائِماً عِنْدَهُ فَقَدَّمَ إِلَیْهِ عِنَباً فَقَالَ حَبَّةً حَبَّةً یَأْکُلُهُ الشَّیْخُ الْکَبِیرُ وَ الصَّبِیُّ الصَّغِیرُ وَ ثَلَاثَةً وَ أَرْبَعَةً یَأْکُلُهُ مَنْ یَظُنُّ أَنَّهُ لَا یَشْبَعُ وَ کُلْهُ حَبَّتَیْنِ حَبَّتَیْنِ فَإِنَّهُ یُسْتَحَبُّ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع لِأَیِّ شَیْ‏ءٍ لَا تُزَوِّجُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ أَدْرَکَ التَّزْوِیجَ قَالَ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ صُرَّةٌ مَخْتُومَةٌ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَجِی‏ءُ نَخَّاسٌ مِنْ أَهْلِ بَرْبَرَ فَیَنْزِلُ دَارَ مَیْمُونٍ فَنَشْتَرِی لَهُ بِهَذِهِ الصُّرَّةِ جَارِیَةً قَالَ فَأَتَی لِذَلِکَ مَا أَتَی فَدَخَلْنَا یَوْماً عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُکُمْ عَنِ النَّخَّاسِ الَّذِی ذَکَرْتُهُ لَکُمْ قَدْ قَدِمَ فَاذْهَبُوا فَاشْتَرُوا بِهَذِهِ الصُّرَّةِ مِنْهُ جَارِیَةً قَالَ فَأَتَیْنَا النَّخَّاسَ فَقَالَ قَدْ بِعْتُ مَا کَانَ عِنْدِی إِلَّا جَارِیَتَیْنِ مَرِیضَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا أَمْثَلُ مِنَ الْأُخْرَی قُلْنَا فَأَخْرِجْهُمَا حَتَّی نَنْظُرَ إِلَیْهِمَا فَأَخْرَجَهُمَا فَقُلْنَا بِکَمْ تَبِیعُنَا هَذِهِ الْمُتَمَاثِلَةَ قَالَ بِسَبْعِینَ دِینَاراً
الکافی ج : 1 ص : 477
قُلْنَا أَحْسِنْ قَالَ لَا أَنْقُصُ مِنْ سَبْعِینَ دِینَاراً قُلْنَا لَهُ نَشْتَرِیهَا مِنْکَ بِهَذِهِ الصُّرَّةِ مَا بَلَغَتْ وَ لَا نَدْرِی مَا فِیهَا وَ کَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ قَالَ فُکُّوا وَ زِنُوا فَقَالَ النَّخَّاسُ لَا تَفُکُّوا فَإِنَّهَا إِنْ نَقَصَتْ حَبَّةً مِنْ سَبْعِینَ دِینَاراً لَمْ أُبَایِعْکُمْ فَقَالَ الشَّیْخُ ادْنُوا فَدَنَوْنَا وَ فَکَکْنَا الْخَاتَمَ وَ وَزَنَّا الدَّنَانِیرَ فَإِذَا هِیَ سَبْعُونَ دِینَاراً لَا تَزِیدُ وَ لَا تَنْقُصُ فَأَخَذْنَا الْجَارِیَةَ فَأَدْخَلْنَاهَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع وَ جَعْفَرٌ قَائِمٌ عِنْدَهُ فَأَخْبَرْنَا أَبَا جَعْفَرٍ بِمَا کَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا مَا اسْمُکِ قَالَتْ حَمِیدَةُ فَقَالَ حَمِیدَةٌ فِی الدُّنْیَا مَحْمُودَةٌ فِی الْ‏آخِرَةِ أَخْبِرِینِی عَنْکِ أَ بِکْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَیِّبٌ قَالَتْ بِکْرٌ قَالَ وَ کَیْفَ وَ لَا یَقَعُ فِی أَیْدِی النَّخَّاسِینَ شَیْ‏ءٌ إِلَّا أَفْسَدُوهُ فَقَالَتْ قَدْ کَانَ یَجِیئُنِی فَیَقْعُدُ مِنِّی مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ فَیُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَیْهِ رَجُلًا أَبْیَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ فَلَا یَزَالُ یَلْطِمُهُ حَتَّی یَقُومَ عَنِّی فَفَعَلَ بِی مِرَاراً وَ فَعَلَ الشَّیْخُ بِهِ مِرَاراً فَقَالَ یَا جَعْفَرُ خُذْهَا إِلَیْکَ فَوَلَدَتْ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ ع
2- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ سَابِقِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ حَمِیدَةُ مُصَفَّاةٌ مِنَ الْأَدْنَاسِ کَسَبِیکَةِ الذَّهَبِ مَا زَالَتِ الْأَمْلَاکُ تَحْرُسُهَا حَتَّی أُدِّیَتْ إِلَیَّ کَرَامَةً مِنَ اللَّهِ لِی وَ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِی
3- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ أَبِی قَتَادَةَ الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الزُّبَالِیِّ قَالَ لَمَّا أُقْدِمَ بِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی ع عَلَی الْمَهْدِیِّ الْقُدْمَةَ الْأُولَی نَزَلَ زُبَالَةَ فَکُنْتُ أُحَدِّثُهُ فَرَآنِی مَغْمُوماً فَقَالَ لِی یَا أَبَا خَالِدٍ مَا لِی أَرَاکَ مَغْمُوماً فَقُلْتُ وَ کَیْفَ لَا أَغْتَمُّ وَ أَنْتَ تُحْمَلُ إِلَی هَذِهِ الطَّاغِیَةِ وَ لَا أَدْرِی مَا یُحْدِثُ فِیکَ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیَّ بَأْسٌ إِذَا کَانَ شَهْرُ کَذَا وَ کَذَا وَ یَوْمُ کَذَا فَوَافِنِی فِی أَوَّلِ الْمِیلِ فَمَا کَانَ لِی هَمٌّ إِلَّا إِحْصَاءَ الشُّهُورِ وَ الْأَیَّامِ حَتَّی کَانَ ذَلِکَ الْیَوْمُ فَوَافَیْتُ الْمِیلَ فَمَا زِلْتُ عِنْدَهُ حَتَّی کَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِیبَ وَ وَسْوَسَ الشَّیْطَانُ فِی صَدْرِی وَ تَخَوَّفْتُ أَنْ أَشُکَّ فِیمَا قَالَ فَبَیْنَا أَنَا کَذَلِکَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَی سَوَادٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِیَةِ الْعِرَاقِ فَاسْتَقْبَلْتُهُمْ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ ع أَمَامَ الْقِطَارِ عَلَی بَغْلَةٍ فَقَالَ
الکافی ج : 1 ص : 478
إِیهٍ یَا أَبَا خَالِدٍ قُلْتُ لَبَّیْکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لَا تَشُکَّنَّ وَدَّ الشَّیْطَانُ أَنَّکَ شَکَکْتَ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَّصَکَ مِنْهُمْ فَقَالَ إِنَّ لِی إِلَیْهِمْ عَوْدَةً لَا أَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ
4- أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی ع إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ وَ نَحْنُ مَعَهُ بِالْعُرَیْضِ فَقَالَ لَهُ النَّصْرَانِیُّ أَتَیْتُکَ مِنْ بَلَدٍ بَعِیدٍ وَ سَفَرٍ شَاقٍّ وَ سَأَلْتُ رَبِّی مُنْذُ ثَلَاثِینَ سَنَةً أَنْ یُرْشِدَنِی إِلَی خَیْرِ الْأَدْیَانِ وَ إِلَی خَیْرِ الْعِبَادِ وَ أَعْلَمِهِمْ وَ أَتَانِی آتٍ فِی النَّوْمِ فَوَصَفَ لِی رَجُلًا بِعُلْیَا دِمَشْقَ فَانْطَلَقْتُ حَتَّی أَتَیْتُهُ فَکَلَّمْتُهُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ أَهْلِ دِینِی وَ غَیْرِی أَعْلَمُ مِنِّی فَقُلْتُ أَرْشِدْنِی إِلَی مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْکَ فَإِنِّی لَا أَسْتَعْظِمُ السَّفَرَ وَ لَا تَبْعُدُ عَلَیَّ الشُّقَّةُ وَ لَقَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِیلَ کُلَّهَا وَ مَزَامِیرَ دَاوُدَ وَ قَرَأْتُ أَرْبَعَةَ أَسْفَارٍ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ قَرَأْتُ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ حَتَّی اسْتَوْعَبْتُهُ کُلَّهُ فَقَالَ لِیَ الْعَالِمُ إِنْ کُنْتَ تُرِیدُ عِلْمَ النَّصْرَانِیَّةِ فَأَنَا أَعْلَمُ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ بِهَا وَ إِنْ کُنْتَ تُرِیدُ عِلْمَ الْیَهُودِ فَبَاطِی بْنُ شُرَحْبِیلَ السَّامِرِیُّ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَا الْیَوْمَ وَ إِنْ کُنْتَ تُرِیدُ عِلْمَ الْإِسْلَامِ وَ عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَ عِلْمَ الْإِنْجِیلِ وَ عِلْمَ الزَّبُورِ وَ کِتَابَ هُودٍ وَ کُلَّ مَا أُنْزِلَ عَلَی نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فِی دَهْرِکَ وَ دَهْرِ غَیْرِکَ وَ مَا أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ خَبَرٍ فَعَلِمَهُ أَحَدٌ أَوْ لَمْ یَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ فِیهِ تِبْیَانُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ وَ شِفَاءٌ لِلْعَالَمِینَ وَ رَوْحٌ لِمَنِ اسْتَرْوَحَ إِلَیْهِ وَ بَصِیرَةٌ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَیْراً وَ أَنِسَ إِلَی الْحَقِّ فَأُرْشِدُکَ إِلَیْهِ فَأْتِهِ وَ لَوْ مَشْیاً عَلَی رِجْلَیْکَ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَحَبْواً عَلَی رُکْبَتَیْکَ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَزَحْفاً عَلَی اسْتِکَ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَعَلَی وَجْهِکَ فَقُلْتُ لَا بَلْ أَنَا أَقْدِرُ عَلَی الْمَسِیرِ فِی الْبَدَنِ وَ الْمَالِ قَالَ فَانْطَلِقْ مِنْ فَوْرِکَ حَتَّی تَأْتِیَ یَثْرِبَ فَقُلْتُ لَا أَعْرِفُ یَثْرِبَ قَالَ فَانْطَلِقْ حَتَّی تَأْتِیَ مَدِینَةَ النَّبِیِّ ص الَّذِی بُعِثَ فِی الْعَرَبِ وَ هُوَ النَّبِیُّ الْعَرَبِیُّ الْهَاشِمِیُّ فَإِذَا دَخَلْتَهَا فَسَلْ عَنْ بَنِی غَنْمِ بْنِ مَالِکِ بْنِ النَّجَّارِ وَ هُوَ عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهَا وَ أَظْهِرْ بِزَّةَ النَّصْرَانِیَّةِ وَ حِلْیَتَهَا فَإِنَّ وَالِیَهَا یَتَشَدَّدُ عَلَیْهِمْ وَ الْخَلِیفَةُ أَشَدُّ ثُمَّ تَسْأَلُ عَنْ بَنِی عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَ هُوَ بِبَقِیعِ الزُّبَیْرِ ثُمَّ تَسْأَلُ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ أَیْنَ مَنْزِلُهُ وَ أَیْنَ هُوَ مُسَافِرٌ أَمْ حَاضِرٌ فَإِنْ کَانَ مُسَافِراً فَالْحَقْهُ فَإِنَّ سَفَرَهُ أَقْرَبُ مِمَّا ضَرَبْتَ إِلَیْهِ

الکافی ج : 1 ص : 479
ثُمَّ أَعْلِمْهُ أَنَّ مَطْرَانَ عُلْیَا الْغُوطَةِ غُوطَةِ دِمَشْقَ هُوَ الَّذِی أَرْشَدَنِی إِلَیْکَ وَ هُوَ یُقْرِئُکَ السَّلَامَ کَثِیراً وَ یَقُولُ لَکَ إِنِّی لَأُکْثِرُ مُنَاجَاةَ رَبِّی أَنْ یَجْعَلَ إِسْلَامِی عَلَی یَدَیْکَ فَقَصَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ وَ هُوَ قَائِمٌ مُعْتَمِدٌ عَلَی عَصَاهُ ثُمَّ قَالَ إِنْ أَذِنْتَ لِی یَا سَیِّدِی کَفَّرْتُ لَکَ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ آذَنُ لَکَ أَنْ تَجْلِسَ وَ لَا آذَنُ لَکَ أَنْ تُکَفِّرَ فَجَلَسَ ثُمَّ أَلْقَی عَنْهُ بُرْنُسَهُ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ تَأْذَنُ لِی فِی الْکَلَامِ قَالَ نَعَمْ مَا جِئْتَ إِلَّا لَهُ فَقَالَ لَهُ النَّصْرَانِیُّ ارْدُدْ عَلَی صَاحِبِی السَّلَامَ أَ وَ مَا تَرُدُّ السَّلَامَ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع عَلَی صَاحِبِکَ إِنْ هَدَاهُ اللَّهُ فَأَمَّا التَّسْلِیمُ فَذَاکَ إِذَا صَارَ فِی دِینِنَا فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ إِنِّی أَسْأَلُکَ أَصْلَحَکَ اللَّهُ قَالَ سَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِی أُنْزِلَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ نَطَقَ بِهِ ثُمَّ وَصَفَهُ بِمَا وَصَفَهُ بِهِ فَقَالَ حم. وَ الْکِتابِ الْمُبِینِ. إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَکَةٍ إِنَّا کُنَّا مُنْذِرِینَ. فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ مَا تَفْسِیرُهَا فِی الْبَاطِنِ فَقَالَ أَمَّا حم فَهُوَ مُحَمَّدٌ ص وَ هُوَ فِی کِتَابِ هُودٍ الَّذِی أُنْزِلَ عَلَیْهِ وَ هُوَ مَنْقُوصُ الْحُرُوفِ وَ أَمَّا الْکِتابِ الْمُبِینِ فَهُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ ع وَ أَمَّا اللَّیْلَةُ فَفَاطِمَةُ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ یَقُولُ یَخْرُجُ مِنْهَا خَیْرٌ کَثِیرٌ فَرَجُلٌ حَکِیمٌ وَ رَجُلٌ حَکِیمٌ وَ رَجُلٌ حَکِیمٌ فَقَالَ الرَّجُلُ صِفْ لِیَ الْأَوَّلَ وَ الْ‏آخِرَ مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ فَقَالَ إِنَّ الصِّفَاتِ تَشْتَبِهُ وَ لَکِنَّ الثَّالِثَ مِنَ الْقَوْمِ أَصِفُ لَکَ مَا یَخْرُجُ مِنْ نَسْلِهِ وَ إِنَّهُ عِنْدَکُمْ لَفِی الْکُتُبِ الَّتِی نَزَلَتْ عَلَیْکُمْ إِنْ لَمْ تُغَیِّرُوا وَ تُحَرِّفُوا وَ تُکَفِّرُوا وَ قَدِیماً مَا فَعَلْتُمْ قَالَ لَهُ النَّصْرَانِیُّ إِنِّی لَا أَسْتُرُ عَنْکَ مَا عَلِمْتُ وَ لَا أُکَذِّبُکَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ فِی صِدْقِ مَا أَقُولُ وَ کَذِبِهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاکَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ قَسَمَ عَلَیْکَ مِنْ نِعَمِهِ مَا لَا یَخْطُرُهُ الْخَاطِرُونَ وَ لَا یَسْتُرُهُ السَّاتِرُونَ وَ لَا یُکَذِّبُ فِیهِ مَنْ کَذَّبَ فَقَوْلِی لَکَ فِی ذَلِکَ الْحَقُّ کَمَا ذَکَرْتُ فَهُوَ کَمَا ذَکَرْتُ فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع أُعَجِّلُکَ أَیْضاً خَبَراً لَا یَعْرِفُهُ إِلَّا قَلِیلٌ مِمَّنْ قَرَأَ الْکُتُبَ أَخْبِرْنِی مَا اسْمُ أُمِّ مَرْیَمَ وَ أَیُّ یَوْمٍ نُفِخَتْ فِیهِ مَرْیَمُ وَ لِکَمْ مِنْ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ وَ أَیُّ یَوْمٍ وَضَعَتْ مَرْیَمُ فِیهِ عِیسَی ع وَ لِکَمْ مِنْ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ لَا أَدْرِی فَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع أَمَّا أُمُّ مَرْیَمَ فَاسْمُهَا مَرْثَا وَ هِیَ وَهِیبَةُ بِالْعَرَبِیَّةِ وَ أَمَّا

الکافی ج : 1 ص : 480
الْیَوْمُ الَّذِی حَمَلَتْ فِیهِ مَرْیَمُ فَهُوَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ لِلزَّوَالِ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی هَبَطَ فِیهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ وَ لَیْسَ لِلْمُسْلِمِینَ عِیدٌ کَانَ أَوْلَی مِنْهُ عَظَّمَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ عَظَّمَهُ مُحَمَّدٌ ص فَأَمَرَ أَنْ یَجْعَلَهُ عِیداً فَهُوَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ أَمَّا الْیَوْمُ الَّذِی وَلَدَتْ فِیهِ مَرْیَمُ فَهُوَ یَوْمُ الثَّلَاثَاءِ لِأَرْبَعِ سَاعَاتٍ وَ نِصْفٍ مِنَ النَّهَارِ وَ النَّهَرُ الَّذِی وَلَدَتْ عَلَیْهِ مَرْیَمُ عِیسَی ع هَلْ تَعْرِفُهُ قَالَ لَا قَالَ هُوَ الْفُرَاتُ وَ عَلَیْهِ شَجَرُ النَّخْلِ وَ الْکَرْمِ وَ لَیْسَ یُسَاوَی بِالْفُرَاتِ شَیْ‏ءٌ لِلْکُرُومِ وَ النَّخِیلِ فَأَمَّا الْیَوْمُ الَّذِی حَجَبَتْ فِیهِ لِسَانَهَا وَ نَادَی قَیْدُوسُ وُلْدَهُ وَ أَشْیَاعَهُ فَأَعَانُوهُ وَ أَخْرَجُوا آلَ عِمْرَانَ لِیَنْظُرُوا إِلَی مَرْیَمَ فَقَالُوا لَهَا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَیْکَ فِی کِتَابِهِ وَ عَلَیْنَا فِی کِتَابِهِ فَهَلْ فَهِمْتَهُ قَالَ نَعَمْ وَ قَرَأْتُهُ الْیَوْمَ الْأَحْدَثَ قَالَ إِذَنْ لَا تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِکَ حَتَّی یَهْدِیَکَ اللَّهُ قَالَ النَّصْرَانِیُّ مَا کَانَ اسْمُ أُمِّی بِالسُّرْیَانِیَّةِ وَ بِالْعَرَبِیَّةِ فَقَالَ کَانَ اسْمُ أُمِّکَ بِالسُّرْیَانِیَّةِ عَنْقَالِیَةَ وَ عُنْقُورَةَ کَانَ اسْمُ جَدَّتِکَ لِأَبِیکَ وَ أَمَّا اسْمُ أُمِّکَ بِالْعَرَبِیَّةِ فَهُوَ مَیَّةُ وَ أَمَّا اسْمُ أَبِیکَ فَعَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بِالْعَرَبِیَّةِ وَ لَیْسَ لِلْمَسِیحِ عَبْدٌ قَالَ صَدَقْتَ وَ بَرِرْتَ فَمَا کَانَ اسْمُ جَدِّی قَالَ کَانَ اسْمُ جَدِّکَ جَبْرَئِیلَ وَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمَّیْتُهُ فِی مَجْلِسِی هَذَا قَالَ أَمَا إِنَّهُ کَانَ مُسْلِماً قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع نَعَمْ وَ قُتِلَ شَهِیداً دَخَلَتْ عَلَیْهِ أَجْنَادٌ فَقَتَلُوهُ فِی مَنْزِلِهِ غِیلَةً وَ الْأَجْنَادُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ فَمَا کَانَ اسْمِی قَبْلَ کُنْیَتِی قَالَ کَانَ اسْمُکَ عَبْدَ الصَّلِیبِ قَالَ فَمَا تُسَمِّینِی قَالَ أُسَمِّیکَ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ فَإِنِّی آمَنْتُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ فَرْداً صَمَداً لَیْسَ کَمَا تَصِفُهُ النَّصَارَی وَ لَیْسَ کَمَا تَصِفُهُ الْیَهُودُ وَ لَا جِنْسٌ مِنْ أَجْنَاسِ الشِّرْکِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ فَأَبَانَ بِهِ لِأَهْلِهِ وَ عَمِیَ الْمُبْطِلُونَ وَ أَنَّهُ کَانَ رَسُولَ اللَّهِ إِلَی النَّاسِ کَافَّةً إِلَی الْأَحْمَرِ وَ الْأَسْوَدِ کُلٌّ فِیهِ مُشْتَرِکٌ فَأَبْصَرَ مَنْ أَبْصَرَ وَ اهْتَدَی مَنِ اهْتَدَی وَ عَمِیَ الْمُبْطِلُونَ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ مَا کَانُوا یَدْعُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ وَلِیَّهُ نَطَقَ بِحِکْمَتِهِ وَ أَنَّ مَنْ کَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ نَطَقُوا بِالْحِکْمَةِ الْبَالِغَةِ وَ تَوَازَرُوا عَلَی الطَّاعَةِ لِلَّهِ وَ فَارَقُوا الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ وَ الرِّجْسَ وَ أَهْلَهُ وَ هَجَرُوا سَبِیلَ الضَّلَالَةِ وَ نَصَرَهُمُ اللَّهُ بِالطَّاعَةِ لَهُ وَ عَصَمَهُمْ مِنَ الْمَعْصِیَةِ فَهُمْ لِلَّهِ أَوْلِیَاءُ وَ لِلدِّینِ أَنْصَارٌ یَحُثُّونَ عَلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِهِ آمَنْتُ بِالصَّغِیرِ مِنْهُمْ وَ الْکَبِیرِ وَ مَنْ ذَکَرْتُ مِنْهُمْ وَ مَنْ لَمْ أَذْکُرْ وَ آمَنْتُ بِاللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رَبِّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ قَطَعَ زُنَّارَهُ
الکافی ج : 1 ص : 481
وَ قَطَعَ صَلِیباً کَانَ فِی عُنُقِهِ مِنْ ذَهَبٍ ثُمَّ قَالَ مُرْنِی حَتَّی أَضَعَ صَدَقَتِی حَیْثُ تَأْمُرُنِی فَقَالَ هَاهُنَا أَخٌ لَکَ کَانَ عَلَی مِثْلِ دِینِکَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِکَ مِنْ قَیْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَ هُوَ فِی نِعْمَةٍ کَنِعْمَتِکَ فَتَوَاسَیَا وَ تَجَاوَرَا وَ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أُورِدَ عَلَیْکُمَا حَقَّکُمَا فِی الْإِسْلَامِ فَقَالَ وَ اللَّهِ أَصْلَحَکَ اللَّهُ إِنِّی لَغَنِیٌّ وَ لَقَدْ تَرَکْتُ ثَلَاثَمِائَةِ طَرُوقٍ بَیْنَ فَرَسٍ وَ فَرَسَةٍ وَ تَرَکْتُ أَلْفَ بَعِیرٍ فَحَقُّکَ فِیهَا أَوْفَرُ مِنْ حَقِّی فَقَالَ لَهُ أَنْتَ مَوْلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْتَ فِی حَدِّ نَسَبِکَ عَلَی حَالِکَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِی فِهْرٍ وَ أَصْدَقَهَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع خَمْسِینَ دِینَاراً مِنْ صَدَقَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع وَ أَخْدَمَهُ وَ بَوَّأَهُ وَ أَقَامَ حَتَّی أُخْرِجَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع فَمَاتَ بَعْدَ مَخْرَجِهِ بِثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ لَیْلَةً
5- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ ع وَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ الْیَمَنِ مِنَ الرُّهْبَانِ وَ مَعَهُ رَاهِبَةٌ فَاسْتَأْذَنَ لَهُمَا الْفَضْلُ بْنُ سَوَّارٍ فَقَالَ لَهُ إِذَا کَانَ غَداً فَأْتِ بِهِمَا عِنْدَ بِئْرِ أُمِّ خَیْرٍ قَالَ فَوَافَیْنَا مِنَ الْغَدِ فَوَجَدْنَا الْقَوْمَ قَدْ وَافَوْا فَأَمَرَ بِخَصَفَةِ بَوَارِیَّ ثُمَّ جَلَسَ وَ جَلَسُوا فَبَدَأَتِ الرَّاهِبَةُ بِالْمَسَائِلِ فَسَأَلَتْ عَنْ مَسَائِلَ کَثِیرَةٍ کُلُّ ذَلِکَ یُجِیبُهَا وَ سَأَلَهَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع عَنْ أَشْیَاءَ لَمْ یَکُنْ عِنْدَهَا فِیهِ شَیْ‏ءٌ ثُمَّ أَسْلَمَتْ ثُمَّ أَقْبَلَ الرَّاهِبُ یَسْأَلُهُ فَکَانَ یُجِیبُهُ فِی کُلِّ مَا یَسْأَلُهُ فَقَالَ الرَّاهِبُ قَدْ کُنْتُ قَوِیّاً عَلَی دِینِی وَ مَا خَلَّفْتُ أَحَداً مِنَ النَّصَارَی فِی الْأَرْضِ یَبْلُغُ مَبْلَغِی فِی الْعِلْمِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ بِرَجُلٍ فِی الْهِنْدِ إِذَا شَاءَ حَجَّ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ فِی یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَی مَنْزِلِهِ بِأَرْضِ الْهِنْدِ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِأَیِّ أَرْضٍ هُوَ فَقِیلَ لِی إِنَّهُ بِسُبْذَانَ وَ سَأَلْتُ الَّذِی أَخْبَرَنِی فَقَالَ هُوَ عَلِمَ الِاسْمَ الَّذِی ظَفِرَ بِهِ آصَفُ صَاحِبُ سُلَیْمَانَ لَمَّا أَتَی بِعَرْشِ سَبَإٍ وَ هُوَ الَّذِی ذَکَرَهُ اللَّهُ لَکُمْ فِی کِتَابِکُمْ وَ لَنَا مَعْشَرَ الْأَدْیَانِ فِی کُتُبِنَا فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع فَکَمْ لِلَّهِ مِنِ اسْمٍ لَا یُرَدُّ فَقَالَ الرَّاهِبُ الْأَسْمَاءُ کَثِیرَةٌ فَأَمَّا الْمَحْتُومُ مِنْهَا الَّذِی لَا یُرَدُّ سَائِلُهُ فَسَبْعَةٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ ع فَأَخْبِرْنِی عَمَّا تَحْفَظُ مِنْهَا قَالَ الرَّاهِبُ لَا وَ اللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَی مُوسَی وَ جَعَلَ عِیسَی عِبْرَةً لِلْعَالَمِینَ وَ فِتْنَةً لِشُکْرِ أُولِی
الکافی ج : 1 ص : 482
الْأَلْبَابِ وَ جَعَلَ مُحَمَّداً بَرَکَةً وَ رَحْمَةً وَ جَعَلَ عَلِیّاً ع عِبْرَةً وَ بَصِیرَةً وَ جَعَلَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ نَسْلِهِ وَ نَسْلِ مُحَمَّدٍ مَا أَدْرِی وَ لَوْ دَرَیْتُ مَا احْتَجْتُ فِیهِ إِلَی کَلَامِکَ وَ لَا جِئْتُکَ وَ لَا سَأَلْتُکَ فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع عُدْ إِلَی حَدِیثِ الْهِنْدِیِّ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ سَمِعْتُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ لَا أَدْرِی مَا بِطَانَتُهَا وَ لَا شَرَائِحُهَا وَ لَا أَدْرِی مَا هِیَ وَ لَا کَیْفَ هِیَ وَ لَا بِدُعَائِهَا فَانْطَلَقْتُ حَتَّی قَدِمْتُ سُبْذَانَ الْهِنْدِ فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ فَقِیلَ لِی إِنَّهُ بَنَی دَیْراً فِی جَبَلٍ فَصَارَ لَا یَخْرُجُ وَ لَا یُرَی إِلَّا فِی کُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَیْنِ وَ زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّ اللَّهَ فَجَّرَ لَهُ عَیْناً فِی دَیْرِهِ وَ زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّهُ یُزْرَعُ لَهُ مِنْ غَیْرِ زَرْعٍ یُلْقِیهِ وَ یُحْرَثُ لَهُ مِنْ غَیْرِ حَرْثٍ یَعْمَلُهُ فَانْتَهَیْتُ إِلَی بَابِهِ فَأَقَمْتُ ثَلَاثاً لَا أَدُقُّ الْبَابَ وَ لَا أُعَالِجُ الْبَابَ فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الرَّابِعُ فَتَحَ اللَّهُ الْبَابَ وَ جَاءَتْ بَقَرَةٌ عَلَیْهَا حَطَبٌ تَجُرُّ ضَرْعَهَا یَکَادُ یَخْرُجُ مَا فِی ضَرْعِهَا مِنَ اللَّبَنِ فَدَفَعَتِ الْبَابَ فَانْفَتَحَ فَتَبِعْتُهَا وَ دَخَلْتُ فَوَجَدْتُ الرَّجُلَ قَائِماً یَنْظُرُ إِلَی السَّمَاءِ فَیَبْکِی وَ یَنْظُرُ إِلَی الْأَرْضِ فَیَبْکِی وَ یَنْظُرُ إِلَی الْجِبَالِ فَیَبْکِی فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَقَلَّ ضَرْبَکَ فِی دَهْرِنَا هَذَا فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ رَجُلٍ خَلَّفْتَهُ وَرَاءَ ظَهْرِکَ فَقُلْتُ لَهُ أُخْبِرْتُ أَنَّ عِنْدَکَ اسْماً مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَبْلُغُ بِهِ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ تَرْجِعُ إِلَی بَیْتِکَ فَقَالَ لِی وَ هَلْ تَعْرِفُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ قُلْتُ لَا أَعْرِفُ إِلَّا بَیْتَ الْمَقْدِسِ الَّذِی بِالشَّامِ قَالَ لَیْسَ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ لَکِنَّهُ الْبَیْتُ الْمُقَدَّسُ وَ هُوَ بَیْتُ آلِ مُحَمَّدٍ ص فَقُلْتُ لَهُ أَمَّا مَا سَمِعْتُ بِهِ إِلَی یَوْمِی هَذَا فَهُوَ بَیْتُ الْمَقْدِسِ فَقَالَ لِی تِلْکَ مَحَارِیبُ الْأَنْبِیَاءِ وَ إِنَّمَا کَانَ یُقَالُ لَهَا حَظِیرَةُ الْمَحَارِیبِ حَتَّی جَاءَتِ الْفَتْرَةُ الَّتِی کَانَتْ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ عِیسَی ص وَ قَرُبَ الْبَلَاءُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْکِ وَ حَلَّتِ النَّقِمَاتُ فِی دُورِ الشَّیَاطِینِ فَحَوَّلُوا وَ بَدَّلُوا وَ نَقَلُوا تِلْکَ الْأَسْمَاءَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْبَطْنُ لآِلِ مُحَمَّدٍ وَ الظَّهْرُ مَثَلٌ إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُکُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّی قَدْ ضَرَبْتُ إِلَیْکَ مِنْ بَلَدٍ بَعِیدٍ تَعَرَّضْتُ إِلَیْکَ بِحَاراً وَ غُمُوماً وَ هُمُوماً وَ خَوْفاً وَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ مُؤْیَساً أَلَّا أَکُونَ ظَفِرْتُ بِحَاجَتِی فَقَالَ لِی مَا أَرَی أُمَّکَ حَمَلَتْ بِکَ إِلَّا وَ قَدْ حَضَرَهَا مَلَکٌ کَرِیمٌ وَ لَا أَعْلَمُ أَنَّ أَبَاکَ حِینَ أَرَادَ الْوُقُوعَ بِأُمِّکَ إِلَّا وَ قَدِ اغْتَسَلَ وَ جَاءَهَا عَلَی طُهْرٍ وَ لَا أَزْعُمُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ کَانَ دَرَسَ السِّفْرَ الرَّابِعَ مِنْ سَهَرِهِ ذَلِکَ فَخُتِمَ لَهُ بِخَیْرٍ ارْجِعْ مِنْ حَیْثُ جِئْتَ فَانْطَلِقْ حَتَّی تَنْزِلَ

الکافی ج : 1 ص : 483
مَدِینَةَ مُحَمَّدٍ ص الَّتِی یُقَالُ لَهَا طَیْبَةُ وَ قَدْ کَانَ اسْمُهَا فِی الْجَاهِلِیَّةِ یَثْرِبَ ثُمَّ اعْمِدْ إِلَی مَوْضِعٍ مِنْهَا یُقَالُ لَهُ الْبَقِیعُ ثُمَّ سَلْ عَنْ دَارٍ یُقَالُ لَهَا دَارُ مَرْوَانَ فَانْزِلْهَا وَ أَقِمْ ثَلَاثاً ثُمَّ سَلْ عَنِ الشَّیْخِ الْأَسْوَدِ الَّذِی یَکُونُ عَلَی بَابِهَا یَعْمَلُ الْبَوَارِیَّ وَ هِیَ فِی بِلَادِهِمُ اسْمُهَا الْخَصَفُ فَالْطُفْ بِالشَّیْخِ وَ قُلْ لَهُ بَعَثَنِی إِلَیْکَ نَزِیلُکَ الَّذِی کَانَ یَنْزِلُ فِی الزَّاوِیَةِ فِی الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ الْخُشَیْبَاتُ الْأَرْبَعُ ثُمَّ سَلْهُ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْفُلَانِیِّ وَ سَلْهُ أَیْنَ نَادِیهِ وَ سَلْهُ أَیُّ سَاعَةٍ یَمُرُّ فِیهَا فَلَیُرِیکَاهُ أَوْ یَصِفُهُ لَکَ فَتَعْرِفُهُ بِالصِّفَةِ وَ سَأَصِفُهُ لَکَ قُلْتُ فَإِذَا لَقِیتُهُ فَأَصْنَعُ مَا ذَا قَالَ سَلْهُ عَمَّا کَانَ وَ عَمَّا هُوَ کَائِنٌ وَ سَلْهُ عَنْ مَعَالِمِ دِینِ مَنْ مَضَی وَ مَنْ بَقِیَ فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع قَدْ نَصَحَکَ صَاحِبُکَ الَّذِی لَقِیتَ فَقَالَ الرَّاهِبُ مَا اسْمُهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ هُوَ مُتَمِّمُ بْنُ فَیْرُوزٍ وَ هُوَ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ وَ هُوَ مِمَّنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ عَبَدَهُ بِالْإِخْلَاصِ وَ الْإِیقَانِ وَ فَرَّ مِنْ قَوْمِهِ لَمَّا خَافَهُمْ فَوَهَبَ لَهُ رَبُّهُ حُکْماً وَ هَدَاهُ لِسَبِیلِ الرَّشَادِ وَ جَعَلَهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ وَ عَرَّفَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِهِ الْمُخْلَصِینَ وَ مَا مِنْ سَنَةٍ إِلَّا وَ هُوَ یَزُورُ فِیهَا مَکَّةَ حَاجّاً وَ یَعْتَمِرُ فِی رَأْسِ کُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً وَ یَجِی‏ءُ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنَ الْهِنْدِ إِلَی مَکَّةَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ عَوْناً وَ کَذَلِکَ یَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ ثُمَّ سَأَلَهُ الرَّاهِبُ عَنْ مَسَائِلَ کَثِیرَةٍ کُلُّ ذَلِکَ یُجِیبُهُ فِیهَا وَ سَأَلَ الرَّاهِبَ عَنْ أَشْیَاءَ لَمْ یَکُنْ عِنْدَ الرَّاهِبِ فِیهَا شَیْ‏ءٌ فَأَخْبَرَهُ بِهَا ثُمَّ إِنَّ الرَّاهِبَ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ ثَمَانِیَةِ أَحْرُفٍ نَزَلَتْ فَتَبَیَّنَ فِی الْأَرْضِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ وَ بَقِیَ فِی الْهَوَاءِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ عَلَی مَنْ نَزَلَتْ تِلْکَ الْأَرْبَعَةُ الَّتِی فِی الْهَوَاءِ وَ مَنْ یُفَسِّرُهَا قَالَ ذَاکَ قَائِمُنَا یُنْزِلُهُ اللَّهُ عَلَیْهِ فَیُفَسِّرُهُ وَ یُنَزِّلُ عَلَیْهِ مَا لَمْ یُنَزِّلْ عَلَی الصِّدِّیقِینَ وَ الرُّسُلِ وَ الْمُهْتَدِینَ ثُمَّ قَالَ الرَّاهِبُ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الِاثْنَیْنِ مِنْ تِلْکَ الْأَرْبَعَةِ الْأَحْرُفِ الَّتِی فِی الْأَرْضِ مَا هِیَ قَالَ أُخْبِرُکَ بِالْأَرْبَعَةِ کُلِّهَا أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ بَاقِیاً وَ الثَّانِیَةُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص مُخْلَصاً وَ الثَّالِثَةُ نَحْنُ أَهْلُ الْبَیْتِ وَ الرَّابِعَةُ شِیعَتُنَا مِنَّا وَ نَحْنُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ بِسَبَبٍ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حَقٌّ وَ أَنَّکُمْ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَنَّ شِیعَتَکُمُ الْمُطَهَّرُونَ الْمُسْتَبْدَلُونَ
الکافی ج : 1 ص : 484
وَ لَهُمْ عَاقِبَةُ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَدَعَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ ع بِجُبَّةِ خَزٍّ وَ قَمِیصٍ قُوهِیٍّ وَ طَیْلَسَانٍ وَ خُفٍّ وَ قَلَنْسُوَةٍ فَأَعْطَاهُ إِیَّاهَا وَ صَلَّی الظُّهْرَ وَ قَالَ لَهُ اخْتَتِنْ فَقَالَ قَدِ اخْتَتَنْتُ فِی سَابِعِی
6- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ بِامْرَأَةٍ بِمِنًی وَ هِیَ تَبْکِی وَ صِبْیَانُهَا حَوْلَهَا یَبْکُونَ وَ قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ فَدَنَا مِنْهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا مَا یُبْکِیکِ یَا أَمَةَ اللَّهِ قَالَتْ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا صِبْیَاناً یَتَامَی وَ کَانَتْ لِی بَقَرَةٌ مَعِیشَتِی وَ مَعِیشَةُ صِبْیَانِی کَانَ مِنْهَا وَ قَدْ مَاتَتْ وَ بَقِیتُ مُنْقَطَعاً بِی وَ بِوُلْدِی لَا حِیلَةَ لَنَا فَقَالَ یَا أَمَةَ اللَّهِ هَلْ لَکِ أَنْ أُحْیِیَهَا لَکِ فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ نَعَمْ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَتَنَحَّی وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ هُنَیْئَةً وَ حَرَّکَ شَفَتَیْهِ ثُمَّ قَامَ فَصَوَّتَ بِالْبَقَرَةِ فَنَخَسَهَا نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ فَاسْتَوَتْ عَلَی الْأَرْضِ قَائِمَةً فَلَمَّا نَظَرْتِ الْمَرْأَةُ إِلَی الْبَقَرَةِ صَاحَتْ وَ قَالَتْ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ فَخَالَطَ النَّاسَ وَ صَارَ بَیْنَهُمْ وَ مَضَی ع
7- أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ یَنْعَی إِلَی رَجُلٍ نَفْسَهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ یَا إِسْحَاقُ قَدْ کَانَ رُشَیْدٌ الْهَجَرِیُّ یَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْإِمَامُ أَوْلَی بِعِلْمِ ذَلِکَ ثُمَّ قَالَ یَا إِسْحَاقُ اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ فَإِنَّ عُمُرَکَ قَدْ فَنِیَ وَ إِنَّکَ تَمُوتُ إِلَی سَنَتَیْنِ وَ إِخْوَتَکَ وَ أَهْلَ بَیْتِکَ لَا یَلْبَثُونَ بَعْدَکَ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی تَتَفَرَّقَ کَلِمَتُهُمْ وَ یَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّی یَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ فَکَانَ هَذَا فِی نَفْسِکَ فَقُلْتُ فَإِنِّی أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِمَا عَرَضَ فِی صَدْرِی فَلَمْ یَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هَذَا الْمَجْلِسِ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی مَاتَ فَمَا أَتَی عَلَیْهِمْ إِلَّا قَلِیلٌ حَتَّی قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ فَأَفْلَسُوا

الکافی ج : 1 ص : 485
8- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ جَاءَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ قَدِ اعْتَمَرْنَا عُمْرَةَ رَجَبٍ وَ نَحْنُ یَوْمَئِذٍ بِمَکَّةَ فَقَالَ یَا عَمِّ إِنِّی أُرِیدُ بَغْدَادَ وَ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُوَدِّعَ عَمِّی أَبَا الْحَسَنِ یَعْنِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ ع وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَذْهَبَ مَعِی إِلَیْهِ فَخَرَجْتُ مَعَهُ نَحْوَ أَخِی وَ هُوَ فِی دَارِهِ الَّتِی بِالْحَوْبَةِ وَ ذَلِکَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِقَلِیلٍ فَضَرَبْتُ الْبَابَ فَأَجَابَنِی أَخِی فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ عَلِیٌّ فَقَالَ هُوَ ذَا أَخْرُجُ وَ کَانَ بَطِی‏ءَ الْوُضُوءِ فَقُلْتُ الْعَجَلَ قَالَ وَ أَعْجَلُ فَخَرَجَ وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ مُمَشَّقٌ قَدْ عَقَدَهُ فِی عُنُقِهِ حَتَّی قَعَدَ تَحْتَ عَتَبَةِ الْبَابِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ فَانْکَبَبْتُ عَلَیْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ قُلْتُ قَدْ جِئْتُکَ فِی أَمْرٍ إِنْ تَرَهُ صَوَاباً فَاللَّهُ وَفَّقَ لَهُ وَ إِنْ یَکُنْ غَیْرَ ذَلِکَ فَمَا أَکْثَرَ مَا نُخْطِئُ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ هَذَا ابْنُ أَخِیکَ یُرِیدُ أَنْ یُوَدِّعَکَ وَ یَخْرُجَ إِلَی بَغْدَادَ فَقَالَ لِیَ ادْعُهُ فَدَعَوْتُهُ وَ کَانَ مُتَنَحِّیاً فَدَنَا مِنْهُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیکَ أَنْ تَتَّقِیَ اللَّهَ فِی دَمِی فَقَالَ مُجِیباً لَهُ مَنْ أَرَادَکَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَ جَعَلَ یَدْعُو عَلَی مَنْ یُرِیدُهُ بِسُوءٍ ثُمَّ عَادَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ فَقَالَ یَا عَمِّ أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیکَ أَنْ تَتَّقِیَ اللَّهَ فِی دَمِی فَقَالَ مَنْ أَرَادَکَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَ فَعَلَ ثُمَّ عَادَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ یَا عَمِّ أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیکَ أَنْ تَتَّقِیَ اللَّهَ فِی دَمِی فَدَعَا عَلَی مَنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ ثُمَّ تَنَحَّی عَنْهُ وَ مَضَیْتُ مَعَهُ فَقَالَ لِی أَخِی یَا عَلِیُّ مَکَانَکَ فَقُمْتُ مَکَانِی فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ثُمَّ دَعَانِی فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ فَتَنَاوَلَ صُرَّةً فِیهَا مِائَةُ دِینَارٍ فَأَعْطَانِیهَا وَ قَالَ قُلْ لِابْنِ أَخِیکَ یَسْتَعِینُ بِهَا عَلَی سَفَرِهِ قَالَ عَلِیٌّ فَأَخَذْتُهَا فَأَدْرَجْتُهَا فِی حَاشِیَةِ رِدَائِی ثُمَّ نَاوَلَنِی مِائَةً أُخْرَی وَ قَالَ أَعْطِهِ أَیْضاً ثُمَّ نَاوَلَنِی صُرَّةً أُخْرَی وَ قَالَ أَعْطِهِ أَیْضاً فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِذَا کُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ مِثْلَ الَّذِی ذَکَرْتَ فَلِمَ تُعِینُهُ عَلَی نَفْسِکَ فَقَالَ إِذَا وَصَلْتُهُ وَ قَطَعَنِی قَطَعَ اللَّهُ أَجَلَهُ ثُمَّ تَنَاوَلَ مِخَدَّةَ أَدَمٍ فِیهَا ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَضَحٍ وَ قَالَ أَعْطِهِ هَذِهِ أَیْضاً قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَأَعْطَیْتُهُ الْمِائَةَ الْأُولَی فَفَرِحَ بِهَا فَرَحاً شَدِیداً وَ دَعَا لِعَمِّهِ ثُمَّ أَعْطَیْتُهُ الثَّانِیَةَ وَ الثَّالِثَةَ فَفَرِحَ بِهَا حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیَرْجِعُ وَ لَا یَخْرُجُ ثُمَّ أَعْطَیْتُهُ الثَّلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَمَضَی عَلَی وَجْهِهِ حَتَّی دَخَلَ عَلَی هَارُونَ
الکافی ج : 1 ص : 486
فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْخِلَافَةِ وَ قَالَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَتَیْنِ حَتَّی رَأَیْتُ عَمِّی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ یُسَلَّمُ عَلَیْهِ بِالْخِلَافَةِ فَأَرْسَلَ هَارُونُ إِلَیْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَرَمَاهُ اللَّهُ بِالذُّبَحَةِ فَمَا نَظَرَ مِنْهَا إِلَی دِرْهَمٍ وَ لَا مَسَّهُ
9- سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِیعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُبِضَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ع وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً فِی عَامِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَةٍ وَ عَاشَ بَعْدَ جَعْفَرٍ ع خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً