تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ الْإِرَادَةِ أَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ وَ سَائِرِ صِفَاتِ الْفِعْلِ

1- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ مُرِیداً قَالَ إِنَّ الْمُرِیدَ لَا یَکُونُ إِلَّا لِمُرَادٍ مَعَهُ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ عَالِماً قَادِراً ثُمَّ أَرَادَ
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عِلْمُ اللَّهِ وَ مَشِیئَتُهُ هُمَا مُخْتَلِفَانِ أَوْ مُتَّفِقَانِ فَقَالَ الْعِلْمُ لَیْسَ هُوَ الْمَشِیئَةَ أَ لَا تَرَی أَنَّکَ تَقُولُ سَأَفْعَلُ کَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَا تَقُولُ سَأَفْعَلُ کَذَا إِنْ عَلِمَ اللَّهُ فَقَوْلُکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ دَلِیلٌ عَلَی أَنَّهُ لَمْ یَشَأْ فَإِذَا شَاءَ کَانَ الَّذِی شَاءَ کَمَا شَاءَ وَ عِلْمُ اللَّهِ السَّابِقُ لِلْمَشِیئَةِ
3- أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع أَخْبِرْنِی عَنِ الْإِرَادَةِ مِنَ اللَّهِ وَ مِنَ الْخَلْقِ قَالَ فَقَالَ الْإِرَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ الضَّمِیرُ وَ مَا یَبْدُو لَهُمْ بَعْدَ ذَلِکَ مِنَ الْفِعْلِ وَ أَمَّا مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَإِرَادَتُهُ إِحْدَاثُهُ لَا غَیْرُ ذَلِکَ لِأَنَّهُ لَا یُرَوِّی وَ لَا یَهُمُّ وَ لَا یَتَفَکَّرُ وَ هَذِهِ الصِّفَاتُ مَنْفِیَّةٌ عَنْهُ وَ هِیَ صِفَاتُ الْخَلْقِ فَإِرَادَةُ
الکافی ج : 1 ص : 110
اللَّهِ الْفِعْلُ لَا غَیْرُ ذَلِکَ یَقُولُ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ بِلَا لَفْظٍ وَ لَا نُطْقٍ بِلِسَانٍ وَ لَا هِمَّةٍ وَ لَا تَفَکُّرٍ وَ لَا کَیْفَ لِذَلِکَ کَمَا أَنَّهُ لَا کَیْفَ لَهُ
4- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَلَقَ اللَّهُ الْمَشِیئَةَ بِنَفْسِهَا ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ بِالْمَشِیئَةِ
5- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمَشْرِقِیِّ حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ کُنْتُ فِی مَجْلِسِ أَبِی جَعْفَرٍ ع إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ مَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوی‏ مَا ذَلِکَ الْغَضَبُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع هُوَ الْعِقَابُ یَا عَمْرُو إِنَّهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَالَ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَی شَیْ‏ءٍ فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَا یَسْتَفِزُّهُ شَیْ‏ءٌ فَیُغَیِّرَهُ
6- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ فِی حَدِیثِ الزِّنْدِیقِ الَّذِی سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَکَانَ مِنْ سُؤَالِهِ أَنْ قَالَ لَهُ فَلَهُ رِضًا وَ سَخَطٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَعَمْ وَ لَکِنْ لَیْسَ ذَلِکَ عَلَی مَا یُوجَدُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ ذَلِکَ أَنَّ الرِّضَا حَالٌ تَدْخُلُ عَلَیْهِ فَتَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ أَجْوَفُ مُعْتَمِلٌ مُرَکَّبٌ لِلْأَشْیَاءِ فِیهِ مَدْخَلٌ وَ خَالِقُنَا لَا مَدْخَلَ لِلْأَشْیَاءِ فِیهِ لِأَنَّهُ وَاحِدٌ وَاحِدِیُّ الذَّاتِ وَاحِدِیُّ الْمَعْنَی فَرِضَاهُ ثَوَابُهُ وَ سَخَطُهُ عِقَابُهُ مِنْ غَیْرِ شَیْ‏ءٍ یَتَدَاخَلُهُ فَیُهَیِّجُهُ وَ یَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ لِأَنَّ ذَلِکَ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِینَ الْعَاجِزِینَ الْمُحْتَاجِینَ
7- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْمَشِیئَةُ مُحْدَثَةٌ

الکافی ج : 1 ص : 111
جُمْلَةُ الْقَوْلِ فِی صِفَاتِ الذَّاتِ وَ صِفَاتِ الْفِعْلِ
إِنَّ کُلَّ شَیْئَیْنِ وَصَفْتَ اللَّهَ بِهِمَا وَ کَانَا جَمِیعاً فِی الْوُجُودِ فَذَلِکَ صِفَةُ فِعْلٍ وَ تَفْسِیرُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّکَ تُثْبِتُ فِی الْوُجُودِ مَا یُرِیدُ وَ مَا لَا یُرِیدُ وَ مَا یَرْضَاهُ وَ مَا یُسْخِطُهُ وَ مَا یُحِبُّ وَ مَا یُبْغِضُ فَلَوْ کَانَتِ الْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ مِثْلِ الْعِلْمِ وَ الْقُدْرَةِ کَانَ مَا لَا یُرِیدُ نَاقِضاً لِتِلْکَ الصِّفَةِ وَ لَوْ کَانَ مَا یُحِبُّ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ کَانَ مَا یُبْغِضُ نَاقِضاً لِتِلْکَ الصِّفَةِ أَ لَا تَرَی أَنَّا لَا نَجِدُ فِی الْوُجُودِ مَا لَا یَعْلَمُ وَ مَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ کَذَلِکَ صِفَاتُ ذَاتِهِ الْأَزَلِیِّ لَسْنَا نَصِفُهُ بِقُدْرَةٍ وَ عَجْزٍ وَ عِلْمٍ وَ جَهْلٍ وَ سَفَهٍ وَ حِکْمَةٍ وَ خَطَإٍ وَ عِزٍّ وَ ذِلَّةٍ وَ یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ یُحِبُّ مَنْ أَطَاعَهُ وَ یُبْغِضُ مَنْ عَصَاهُ وَ یُوَالِی مَنْ أَطَاعَهُ وَ یُعَادِی مَنْ عَصَاهُ وَ إِنَّهُ یَرْضَی وَ یَسْخَطُ وَ یُقَالُ فِی الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِّی وَ لَا تَسْخَطْ عَلَیَّ وَ تَوَلَّنِی وَ لَا تُعَادِنِی وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ یَقْدِرُ أَنْ یَعْلَمَ وَ لَا یَقْدِرُ أَنْ لَا یَعْلَمَ وَ یَقْدِرُ أَنْ یَمْلِکَ وَ لَا یَقْدِرُ أَنْ لَا یَمْلِکَ وَ یَقْدِرُ أَنْ یَکُونَ عَزِیزاً حَکِیماً وَ لَا یَقْدِرُ أَنْ لَا یَکُونَ عَزِیزاً حَکِیماً وَ یَقْدِرُ أَنْ یَکُونَ جَوَاداً وَ لَا یَقْدِرُ أَنْ لَا یَکُونَ جَوَاداً وَ یَقْدِرُ أَنْ یَکُونَ غَفُوراً وَ لَا یَقْدِرُ أَنْ لَا یَکُونَ غَفُوراً وَ لَا یَجُوزُ أَیْضاً أَنْ یُقَالَ أَرَادَ أَنْ یَکُونَ رَبّاً وَ قَدِیماً وَ عَزِیزاً وَ حَکِیماً وَ مَالِکاً وَ عَالِماً وَ قَادِراً لِأَنَّ هَذِهِ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ وَ الْإِرَادَةُ
الکافی ج : 1 ص : 112
مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ یُقَالُ أَرَادَ هَذَا وَ لَمْ یُرِدْ هَذَا وَ صِفَاتُ الذَّاتِ تَنْفِی عَنْهُ بِکُلِّ صِفَةٍ مِنْهَا ضِدَّهَا یُقَالُ حَیٌّ وَ عَالِمٌ وَ سَمِیعٌ وَ بَصِیرٌ وَ عَزِیزٌ وَ حَکِیمٌ غَنِیٌّ مَلِکٌ حَلِیمٌ عَدْلٌ کَرِیمٌ فَالْعِلْمُ ضِدُّهُ الْجَهْلُ وَ الْقُدْرَةُ ضِدُّهَا الْعَجْزُ وَ الْحَیَاةُ ضِدُّهَا الْمَوْتُ وَ الْعِزَّةُ ضِدُّهَا الذِّلَّةُ وَ الْحِکْمَةُ ضِدُّهَا الْخَطَأُ وَ ضِدُّ الْحِلْمِ الْعَجَلَةُ وَ الْجَهْلُ وَ ضِدُّ الْعَدْلِ الْجَوْرُ وَ الظُّلْمُ