تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ حُدُوثِ الْعَالَمِ وَ إِثْبَاتِ الْمُحْدِثِ

1- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ لِی هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ کَانَ بِمِصْرَ زِنْدِیقٌ تَبْلُغُهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَشْیَاءُ فَخَرَجَ إِلَی الْمَدِینَةِ لِیُنَاظِرَهُ فَلَمْ یُصَادِفْهُ بِهَا وَ قِیلَ لَهُ إِنَّهُ خَارِجٌ بِمَکَّةَ فَخَرَجَ إِلَی مَکَّةَ وَ نَحْنُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَصَادَفَنَا وَ نَحْنُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الطَّوَافِ وَ کَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْمَلِکِ وَ کُنْیَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَضَرَبَ کَتِفَهُ کَتِفَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا اسْمُکَ فَقَالَ اسْمِی عَبْدُ الْمَلِکِ قَالَ فَمَا کُنْیَتُکَ قَالَ کُنْیَتِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَمَنْ هَذَا الْمَلِکُ الَّذِی أَنْتَ عَبْدُهُ أَ مِنْ مُلُوکِ الْأَرْضِ أَمْ مِنْ مُلُوکِ السَّمَاءِ وَ أَخْبِرْنِی عَنِ ابْنِکَ عَبْدُ إِلَهِ السَّمَاءِ أَمْ عَبْدُ إِلَهِ الْأَرْضِ قُلْ مَا شِئْتَ تُخْصَمُ قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ فَقُلْتُ
الکافی ج : 1 ص : 73
لِلزِّنْدِیقِ أَ مَا تَرُدُّ عَلَیْهِ قَالَ فَقَبَّحَ قَوْلِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِذَا فَرَغْتُ مِنَ الطَّوَافِ فَأْتِنَا فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَتَاهُ الزِّنْدِیقُ فَقَعَدَ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِلزِّنْدِیقِ أَ تَعْلَمُ أَنَّ لِلْأَرْضِ تَحْتاً وَ فَوْقاً قَالَ نَعَمْ قَالَ فَدَخَلْتَ تَحْتَهَا قَالَ لَا قَالَ فَمَا یُدْرِیکَ مَا تَحْتَهَا قَالَ لَا أَدْرِی إِلَّا أَنِّی أَظُنُّ أَنْ لَیْسَ تَحْتَهَا شَیْ‏ءٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَالظَّنُّ عَجْزٌ لِمَا لَا تَسْتَیْقِنُ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ فَصَعِدْتَ السَّمَاءَ قَالَ لَا قَالَ أَ فَتَدْرِی مَا فِیهَا قَالَ لَا قَالَ عَجَباً لَکَ لَمْ تَبْلُغِ الْمَشْرِقَ وَ لَمْ تَبْلُغِ الْمَغْرِبَ وَ لَمْ تَنْزِلِ الْأَرْضَ وَ لَمْ تَصْعَدِ السَّمَاءَ وَ لَمْ تَجُزْ هُنَاکَ فَتَعْرِفَ مَا خَلْفَهُنَّ وَ أَنْتَ جَاحِدٌ بِمَا فِیهِنَّ وَ هَلْ یَجْحَدُ الْعَاقِلُ مَا لَا یَعْرِفُ قَالَ الزِّنْدِیقُ مَا کَلَّمَنِی بِهَذَا أَحَدٌ غَیْرُکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَأَنْتَ مِنْ ذَلِکَ فِی شَکٍّ فَلَعَلَّهُ هُوَ وَ لَعَلَّهُ لَیْسَ هُوَ فَقَالَ الزِّنْدِیقُ وَ لَعَلَّ ذَلِکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَیُّهَا الرَّجُلُ لَیْسَ لِمَنْ لَا یَعْلَمُ حُجَّةٌ عَلَی مَنْ یَعْلَمُ وَ لَا حُجَّةَ لِلْجَاهِلِ یَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ تَفْهَمُ عَنِّی فَإِنَّا لَا نَشُکُّ فِی اللَّهِ أَبَداً أَ مَا تَرَی الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ یَلِجَانِ فَلَا یَشْتَبِهَانِ وَ یَرْجِعَانِ قَدِ اضْطُرَّا لَیْسَ لَهُمَا مَکَانٌ إِلَّا مَکَانُهُمَا فَإِنْ کَانَا یَقْدِرَانِ عَلَی أَنْ یَذْهَبَا فَلِمَ یَرْجِعَانِ وَ إِنْ کَانَا غَیْرَ مُضْطَرَّیْنِ فَلِمَ لَا یَصِیرُ اللَّیْلُ نَهَاراً وَ النَّهَارُ لَیْلًا اضْطُرَّا وَ اللَّهِ یَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ إِلَی دَوَامِهِمَا وَ الَّذِی اضْطَرَّهُمَا أَحْکَمُ مِنْهُمَا وَ أَکْبَرُ فَقَالَ الزِّنْدِیقُ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ إِنَّ الَّذِی تَذْهَبُونَ إِلَیْهِ وَ تَظُنُّونَ أَنَّهُ الدَّهْرُ إِنْ کَانَ الدَّهْرُ یَذْهَبُ بِهِمْ لِمَ لَا یَرُدُّهُمْ وَ إِنْ کَانَ یَرُدُّهُمْ لِمَ لَا یَذْهَبُ بِهِمُ الْقَوْمُ مُضْطَرُّونَ یَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ لِمَ السَّمَاءُ مَرْفُوعَةٌ وَ الْأَرْضُ مَوْضُوعَةٌ
الکافی ج : 1 ص : 74
لِمَ لَا یَسْقُطُ السَّمَاءُ عَلَی الْأَرْضِ لِمَ لَا تَنْحَدِرُ الْأَرْضُ فَوْقَ طِبَاقِهَا وَ لَا یَتَمَاسَکَانِ وَ لَا یَتَمَاسَکُ مَنْ عَلَیْهَا قَالَ الزِّنْدِیقُ أَمْسَکَهُمَا اللَّهُ رَبُّهُمَا وَ سَیِّدُهُمَا قَالَ فَ‏آمَنَ الزِّنْدِیقُ عَلَی یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنْ آمَنَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلَی یَدِکَ فَقَدْ آمَنَ الْکُفَّارُ عَلَی یَدَیْ أَبِیکَ فَقَالَ الْمُؤْمِنُ الَّذِی آمَنَ عَلَی یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع اجْعَلْنِی مِنْ تَلَامِذَتِکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَا هِشَامَ بْنَ الْحَکَمِ خُذْهُ إِلَیْکَ وَ عَلِّمْهُ فَعَلَّمَهُ هِشَامٌ فَکَانَ مُعَلِّمَ أَهْلِ الشَّامِ وَ أَهْلِ مِصْرَ الْإِیمَانَ وَ حَسُنَتْ طَهَارَتُهُ حَتَّی رَضِیَ بِهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
2- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَسِّنٍ الْمِیثَمِیِّ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی مَنْصُورٍ الْمُتَطَبِّبِ فَقَالَ أَخْبَرَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِی قَالَ کُنْتُ أَنَا وَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ تَرَوْنَ هَذَا الْخَلْقَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی مَوْضِعِ الطَّوَافِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ أُوجِبُ لَهُ اسْمَ الْإِنْسَانِیَّةِ إِلَّا ذَلِکَ الشَّیْخُ الْجَالِسُ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع فَأَمَّا الْبَاقُونَ فَرَعَاعٌ وَ بَهَائِمُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ کَیْفَ أَوْجَبْتَ هَذَا الِاسْمَ لِهَذَا الشَّیْخِ دُونَ هَؤُلَاءِ قَالَ لِأَنِّی رَأَیْتُ عِنْدَهُ مَا لَمْ أَرَهُ عِنْدَهُمْ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ لَا بُدَّ مِنِ اخْتِبَارِ مَا قُلْتَ فِیهِ مِنْهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّی أَخَافُ أَنْ یُفْسِدَ عَلَیْکَ مَا فِی یَدِکَ فَقَالَ لَیْسَ ذَا رَأْیَکَ وَ لَکِنْ تَخَافُ أَنْ یَضْعُفَ
الکافی ج : 1 ص : 75
رَأْیُکَ عِنْدِی فِی إِحْلَالِکَ إِیَّاهُ الْمَحَلَّ الَّذِی وَصَفْتَ فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ أَمَّا إِذَا تَوَهَّمْتَ عَلَیَّ هَذَا فَقُمْ إِلَیْهِ وَ تَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الزَّلَلِ وَ لَا تَثْنِی عِنَانَکَ إِلَی اسْتِرْسَالٍ فَیُسَلِّمَکَ إِلَی عِقَالٍ وَ سِمْهُ مَا لَکَ أَوْ عَلَیْکَ قَالَ فَقَامَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ بَقِیتُ أَنَا وَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ جَالِسَیْنِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَیْنَا ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ قَالَ وَیْلَکَ یَا ابْنَ الْمُقَفَّعِ مَا هَذَا بِبَشَرٍ وَ إِنْ کَانَ فِی الدُّنْیَا رُوحَانِیٌّ یَتَجَسَّدُ إِذَا شَاءَ ظَاهِراً وَ یَتَرَوَّحُ إِذَا شَاءَ بَاطِناً فَهُوَ هَذَا فَقَالَ لَهُ وَ کَیْفَ ذَلِکَ قَالَ جَلَسْتُ إِلَیْهِ فَلَمَّا لَمْ یَبْقَ عِنْدَهُ غَیْرِی ابْتَدَأَنِی فَقَالَ إِنْ یَکُنِ الْأَمْرُ عَلَی مَا یَقُولُ هَؤُلَاءِ وَ هُوَ عَلَی مَا یَقُولُونَ یَعْنِی أَهْلَ الطَّوَافِ فَقَدْ سَلِمُوا وَ عَطِبْتُمْ وَ إِنْ یَکُنِ الْأَمْرُ عَلَی مَا تَقُولُونَ وَ لَیْسَ کَمَا تَقُولُونَ فَقَدِ اسْتَوَیْتُمْ وَ هُمْ فَقُلْتُ لَهُ یَرْحَمُکَ اللَّهُ وَ أَیَّ شَیْ‏ءٍ نَقُولُ وَ أَیَّ شَیْ‏ءٍ یَقُولُونَ مَا قَوْلِی وَ قَوْلُهُمْ إِلَّا وَاحِدٌ فَقَالَ وَ کَیْفَ یَکُونُ قَوْلُکَ وَ قَوْلُهُمْ وَاحِداً وَ هُمْ یَقُولُونَ إِنَّ لَهُمْ مَعَاداً وَ ثَوَاباً وَ عِقَاباً وَ یَدِینُونَ بِأَنَّ فِی السَّمَاءِ إِلَهاً وَ أَنَّهَا عُمْرَانٌ وَ أَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ السَّمَاءَ خَرَابٌ لَیْسَ فِیهَا أَحَدٌ قَالَ فَاغْتَنَمْتُهَا مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ مَا مَنَعَهُ إِنْ کَانَ الْأَمْرُ کَمَا یَقُولُونَ أَنْ یَظْهَرَ لِخَلْقِهِ وَ یَدْعُوَهُمْ إِلَی عِبَادَتِهِ حَتَّی لَا یَخْتَلِفَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَ لِمَ احْتَجَبَ عَنْهُمْ وَ أَرْسَلَ إِلَیْهِمُ الرُّسُلَ وَ لَوْ بَاشَرَهُمْ بِنَفْسِهِ کَانَ أَقْرَبَ إِلَی الْإِیمَانِ بِهِ فَقَالَ لِی وَیْلَکَ وَ کَیْفَ احْتَجَبَ عَنْکَ مَنْ أَرَاکَ قُدْرَتَهُ فِی نَفْسِکَ نُشُوءَکَ وَ لَمْ تَکُنْ وَ کِبَرَکَ بَعْدَ صِغَرِکَ وَ قُوَّتَکَ بَعْدَ ضَعْفِکَ وَ ضَعْفَکَ بَعْدَ قُوَّتِکَ وَ سُقْمَکَ بَعْدَ صِحَّتِکَ وَ صِحَّتَکَ بَعْدَ سُقْمِکَ وَ رِضَاکَ بَعْدَ غَضَبِکَ وَ غَضَبَکَ بَعْدَ رِضَاکَ وَ حُزْنَکَ

الکافی ج : 1 ص : 76
بَعْدَ فَرَحِکَ وَ فَرَحَکَ بَعْدَ حُزْنِکَ وَ حُبَّکَ بَعْدَ بُغْضِکَ وَ بُغْضَکَ بَعْدَ حُبِّکَ وَ عَزْمَکَ بَعْدَ أَنَاتِکَ وَ أَنَاتَکَ بَعْدَ عَزْمِکَ وَ شَهْوَتَکَ بَعْدَ کَرَاهَتِکَ وَ کَرَاهَتَکَ بَعْدَ شَهْوَتِکَ وَ رَغْبَتَکَ بَعْدَ رَهْبَتِکَ وَ رَهْبَتَکَ بَعْدَ رَغْبَتِکَ وَ رَجَاءَکَ بَعْدَ یَأْسِکَ وَ یَأْسَکَ بَعْدَ رَجَائِکَ وَ خَاطِرَکَ بِمَا لَمْ یَکُنْ فِی وَهْمِکَ وَ عُزُوبَ مَا أَنْتَ مُعْتَقِدُهُ عَنْ ذِهْنِکَ وَ مَا زَالَ یُعَدِّدُ عَلَیَّ قُدْرَتَهُ الَّتِی هِیَ فِی نَفْسِی الَّتِی لَا أَدْفَعُهَا حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیَظْهَرُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ وَ زَادَ فِی حَدِیثِ ابْنِ أَبِی الْعَوْجَاءِ حِینَ سَأَلَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ عَادَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی إِلَی مَجْلِسِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَجَلَسَ وَ هُوَ سَاکِتٌ لَا یَنْطِقُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کَأَنَّکَ جِئْتَ تُعِیدُ بَعْضَ مَا کُنَّا فِیهِ فَقَالَ أَرَدْتُ ذَلِکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا أَعْجَبَ هَذَا تُنْکِرُ اللَّهَ وَ تَشْهَدُ أَنِّی ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ الْعَادَةُ تَحْمِلُنِی عَلَی ذَلِکَ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ ع فَمَا یَمْنَعُکَ مِنَ الْکَلَامِ قَالَ إِجْلَالًا لَکَ وَ مَهَابَةً مَا یَنْطَلِقُ لِسَانِی بَیْنَ یَدَیْکَ فَإِنِّی شَاهَدْتُ الْعُلَمَاءَ وَ نَاظَرْتُ الْمُتَکَلِّمِینَ فَمَا تَدَاخَلَنِی هَیْبَةٌ قَطُّ مِثْلُ مَا تَدَاخَلَنِی مِنْ هَیْبَتِکَ قَالَ یَکُونُ ذَلِکَ وَ لَکِنْ أَفْتَحُ عَلَیْکَ بِسُؤَالٍ وَ أَقْبَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَ مَصْنُوعٌ أَنْتَ أَوْ غَیْرُ مَصْنُوعٍ فَقَالَ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ بَلْ أَنَا غَیْرُ مَصْنُوعٍ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ ع فَصِفْ لِی لَوْ کُنْتَ مَصْنُوعاً کَیْفَ کُنْتَ تَکُونُ فَبَقِیَ عَبْدُ الْکَرِیمِ مَلِیّاً لَا یُحِیرُ جَوَاباً وَ وَلَعَ بِخَشَبَةٍ کَانَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ طَوِیلٌ عَرِیضٌ عَمِیقٌ قَصِیرٌ مُتَحَرِّکٌ سَاکِنٌ کُلُّ ذَلِکَ صِفَةُ خَلْقِهِ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ فَإِنْ کُنْتَ لَمْ تَعْلَمْ صِفَةَ الصَّنْعَةِ غَیْرَهَا فَاجْعَلْ نَفْسَکَ مَصْنُوعاً لِمَا تَجِدُ فِی نَفْسِکَ مِمَّا یَحْدُثُ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ فَقَالَ لَهُ
الکافی ج : 1 ص : 77
عَبْدُ الْکَرِیمِ سَأَلْتَنِی عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ یَسْأَلْنِی عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَکَ وَ لَا یَسْأَلُنِی أَحَدٌ بَعْدَکَ عَنْ مِثْلِهَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع هَبْکَ عَلِمْتَ أَنَّکَ لَمْ تُسْأَلْ فِیمَا مَضَی فَمَا عَلَّمَکَ أَنَّکَ لَا تُسْأَلُ فِیمَا بَعْدُ عَلَی أَنَّکَ یَا عَبْدَ الْکَرِیمِ نَقَضْتَ قَوْلَکَ لِأَنَّکَ تَزْعُمُ أَنَّ الْأَشْیَاءَ مِنَ الْأَوَّلِ سَوَاءٌ فَکَیْفَ قَدَّمْتَ وَ أَخَّرْتَ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ الْکَرِیمِ أَزِیدُکَ وُضُوحاً أَ رَأَیْتَ لَوْ کَانَ مَعَکَ کِیسٌ فِیهِ جَوَاهِرُ فَقَالَ لَکَ قَائِلٌ هَلْ فِی الْکِیسِ دِینَارٌ فَنَفَیْتَ کَوْنَ الدِّینَارِ فِی الْکِیسِ فَقَالَ لَکَ صِفْ لِیَ الدِّینَارَ وَ کُنْتَ غَیْرَ عَالِمٍ بِصِفَتِهِ هَلْ کَانَ لَکَ أَنْ تَنْفِیَ کَوْنَ الدِّینَارِ عَنِ الْکِیسِ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ قَالَ لَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَالْعَالَمُ أَکْبَرُ وَ أَطْوَلُ وَ أَعْرَضُ مِنَ الْکِیسِ فَلَعَلَّ فِی الْعَالَمِ صَنْعَةً مِنْ حَیْثُ لَا تَعْلَمُ صِفَةَ الصَّنْعَةِ مِنْ غَیْرِ الصَّنْعَةِ فَانْقَطَعَ عَبْدُ الْکَرِیمِ وَ أَجَابَ إِلَی الْإِسْلَامِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَ بَقِیَ مَعَهُ بَعْضٌ فَعَادَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ فَقَالَ أَقْلِبُ السُّؤَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَقَالَ مَا الدَّلِیلُ عَلَی حَدَثِ الْأَجْسَامِ فَقَالَ إِنِّی مَا وَجَدْتُ شَیْئاً صَغِیراً وَ لَا کَبِیراً إِلَّا وَ إِذَا ضُمَّ إِلَیْهِ مِثْلُهُ صَارَ أَکْبَرَ وَ فِی ذَلِکَ زَوَالٌ وَ انْتِقَالٌ عَنِ الْحَالَةِ الْأُولَی وَ لَوْ کَانَ قَدِیماً مَا زَالَ وَ لَا حَالَ لِأَنَّ الَّذِی یَزُولُ وَ یَحُولُ یَجُوزُ أَنْ یُوجَدَ وَ یُبْطَلَ فَیَکُونُ بِوُجُودِهِ بَعْدَ عَدَمِهِ دُخُولٌ فِی الْحَدَثِ وَ فِی کَوْنِهِ فِی الْأَزَلِ دُخُولُهُ فِی الْعَدَمِ وَ لَنْ تَجْتَمِعَ صِفَةُ الْأَزَلِ وَ الْعَدَمِ وَ الْحُدُوثِ وَ الْقِدَمِ فِی شَیْ‏ءٍ وَاحِدٍ فَقَالَ عَبْدُ الْکَرِیمِ هَبْکَ عَلِمْتَ فِی جَرْیِ الْحَالَتَیْنِ وَ الزَّمَانَیْنِ عَلَی مَا ذَکَرْتَ وَ اسْتَدْلَلْتَ بِذَلِکَ عَلَی حُدُوثِهِا فَلَوْ بَقِیَتِ الْأَشْیَاءُ عَلَی صِغَرِهَا مِنْ أَیْنَ کَانَ لَکَ أَنْ تَسْتَدِلَّ عَلَی حُدُوثِهِنَّ فَقَالَ الْعَالِمُ ع إِنَّمَا نَتَکَلَّمُ عَلَی هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْضُوعِ فَلَوْ رَفَعْنَاهُ وَ وَضَعْنَا عَالَماً آخَرَ کَانَ لَا شَیْ‏ءَ أَدَلَّ عَلَی الْحَدَثِ مِنْ رَفْعِنَا إِیَّاهُ وَ وَضْعِنَا غَیْرَهُ وَ لَکِنْ أُجِیبُکَ مِنْ حَیْثُ قَدَّرْتَ أَنْ تُلْزِمَنَا فَنَقُولُ إِنَّ الْأَشْیَاءَ لَوْ دَامَتْ عَلَی صِغَرِهَا لَکَانَ فِی الْوَهْمِ أَنَّهُ مَتَی ضُمَّ شَیْ‏ءٌ إِلَی مِثْلِهِ کَانَ أَکْبَرَ وَ فِی جَوَازِ التَّغْیِیرِ عَلَیْهِ خُرُوجُهُ مِنَ الْقِدَمِ کَمَا أَنَّ فِی تَغْیِیرِهِ دُخُولَهُ فِی الْحَدَثِ لَیْسَ لَکَ وَرَاءَهُ شَیْ‏ءٌ یَا عَبْدَ الْکَرِیمِ فَانْقَطَعَ وَ خُزِیَ فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ الْتَقَی مَعَهُ فِی الْحَرَمِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ شِیعَتِهِ إِنَّ ابْنَ أَبِی الْعَوْجَاءِ قَدْ أَسْلَمَ فَقَالَ الْعَالِمُ ع هُوَ أَعْمَی مِنْ ذَلِکَ لَا یُسْلِمُ فَلَمَّا بَصُرَ بِالْعَالِمِ

الکافی ج : 1 ص : 78
قَالَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ ع مَا جَاءَ بِکَ إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ عَادَةُ الْجَسَدِ وَ سُنَّةُ الْبَلَدِ وَ لِنَنْظُرَ مَا النَّاسُ فِیهِ مِنَ الْجُنُونِ وَ الْحَلْقِ وَ رَمْیِ الْحِجَارَةِ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ ع أَنْتَ بَعْدُ عَلَی عُتُوِّکَ وَ ضَلَالِکَ یَا عَبْدَ الْکَرِیمِ فَذَهَبَ یَتَکَلَّمُ فَقَالَ لَهُ ع لَا جِدَالَ فِی الْحَجِّ وَ نَفَضَ رِدَاءَهُ مِنْ یَدِهِ وَ قَالَ إِنْ یَکُنِ الْأَمْرُ کَمَا تَقُولُ وَ لَیْسَ کَمَا تَقُولُ نَجَوْنَا وَ نَجَوْتَ وَ إِنْ یَکُنِ الْأَمْرُ کَمَا نَقُولُ وَ هُوَ کَمَا نَقُولُ نَجَوْنَا وَ هَلَکْتَ فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْکَرِیمِ عَلَی مَنْ مَعَهُ فَقَالَ وَجَدْتُ فِی قَلْبِی حَزَازَةً فَرُدُّونِی فَرَدُّوهُ فَمَاتَ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ
3- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَکِیِّ الرَّازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُرْدٍ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِیِّ خَادِمِ الرِّضَا ع قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ ع وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع أَیُّهَا الرَّجُلُ أَ رَأَیْتَ إِنْ کَانَ الْقَوْلُ قَوْلَکُمْ وَ لَیْسَ هُوَ کَمَا تَقُولُونَ أَ لَسْنَا وَ إِیَّاکُمْ شَرَعاً سَوَاءً لَا یَضُرُّنَا مَا صَلَّیْنَا وَ صُمْنَا وَ زَکَّیْنَا وَ أَقْرَرْنَا فَسَکَتَ الرَّجُلُ ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع وَ إِنْ کَانَ الْقَوْلُ قَوْلَنَا وَ هُوَ قَوْلُنَا أَ لَسْتُمْ قَدْ هَلَکْتُمْ وَ نَجَوْنَا فَقَالَ رَحِمَکَ اللَّهُ أَوْجِدْنِی کَیْفَ هُوَ وَ أَیْنَ هُوَ فَقَالَ وَیْلَکَ إِنَّ الَّذِی ذَهَبْتَ إِلَیْهِ غَلَطٌ هُوَ أَیَّنَ الْأَیْنَ بِلَا أَیْنٍ وَ کَیَّفَ الْکَیْفَ بِلَا کَیْفٍ فَلَا یُعْرَفُ بِالْکَیْفُوفِیَّةِ وَ لَا بِأَیْنُونِیَّةٍ وَ لَا یُدْرَکُ بِحَاسَّةٍ وَ لَا یُقَاسُ بِشَیْ‏ءٍ فَقَالَ الرَّجُلُ فَإِذاً إِنَّهُ لَا شَیْ‏ءَ إِذَا لَمْ یُدْرَکْ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسِّ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع وَیْلَکَ لَمَّا عَجَزَتْ حَوَاسُّکَ عَنْ إِدْرَاکِهِ أَنْکَرْتَ رُبُوبِیَّتَهُ وَ نَحْنُ إِذَا عَجَزَتْ حَوَاسُّنَا عَنْ إِدْرَاکِهِ أَیْقَنَّا أَنَّهُ رَبُّنَا بِخِلَافِ شَیْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْیَاءِ قَالَ الرَّجُلُ فَأَخْبِرْنِی مَتَی کَانَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع أَخْبِرْنِی مَتَی لَمْ یَکُنْ فَأُخْبِرَکَ مَتَی کَانَ قَالَ الرَّجُلُ فَمَا الدَّلِیلُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع إِنِّی لَمَّا نَظَرْتُ إِلَی جَسَدِی وَ لَمْ یُمْکِنِّی فِیهِ زِیَادَةٌ وَ لَا نُقْصَانٌ فِی الْعَرْضِ وَ الطُّولِ وَ دَفْعِ الْمَکَارِهِ عَنْهُ وَ جَرِّ الْمَنْفَعَةِ إِلَیْهِ عَلِمْتُ أَنَّ لِهَذَا الْبُنْیَانِ بَانِیاً فَأَقْرَرْتُ بِهِ مَعَ مَا أَرَی مِنْ دَوَرَانِ الْفَلَکِ بِقُدْرَتِهِ وَ إِنْشَاءِ
الکافی ج : 1 ص : 79
السَّحَابِ وَ تَصْرِیفِ الرِّیَاحَ وَ مَجْرَی الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ مِنَ الْ‏آیَاتِ الْعَجِیبَاتِ الْمُبَیِّنَاتِ عَلِمْتُ أَنَّ لِهَذَا مُقَدِّراً وَ مُنْشِئاً
4- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ أَوْ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ الدَّیَصَانِیَّ سَأَلَ هِشَامَ بْنَ الْحَکَمِ فَقَالَ لَهُ أَ لَکَ رَبٌّ فَقَالَ بَلَی قَالَ أَ قَادِرٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ قَادِرٌ قَاهِرٌ قَالَ یَقْدِرُ أَنْ یُدْخِلَ الدُّنْیَا کُلَّهَا الْبَیْضَةَ لَا تَکْبُرُ الْبَیْضَةُ وَ لَا تَصْغُرُ الدُّنْیَا قَالَ هِشَامٌ النَّظِرَةَ فَقَالَ لَهُ قَدْ أَنْظَرْتُکَ حَوْلًا ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ فَرَکِبَ هِشَامٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَانِی عَبْدُ اللَّهِ الدَّیَصَانِیُّ بِمَسْأَلَةٍ لَیْسَ الْمُعَوَّلُ فِیهَا إِلَّا عَلَی اللَّهِ وَ عَلَیْکَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَمَّا ذَا سَأَلَکَ فَقَالَ قَالَ لِی کَیْتَ وَ کَیْتَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا هِشَامُ کَمْ حَوَاسُّکَ قَالَ خَمْسٌ قَالَ أَیُّهَا أَصْغَرُ قَالَ النَّاظِرُ قَالَ وَ کَمْ قَدْرُ النَّاظِرِ قَالَ مِثْلُ الْعَدَسَةِ أَوْ أَقَلُّ مِنْهَا فَقَالَ لَهُ یَا هِشَامُ فَانْظُرْ أَمَامَکَ وَ فَوْقَکَ وَ أَخْبِرْنِی بِمَا تَرَی فَقَالَ أَرَی سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ دُوراً وَ قُصُوراً وَ بَرَارِیَ وَ جِبِالًا وَ أَنْهَاراً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الَّذِی قَدَرَ أَنْ یُدْخِلَ الَّذِی تَرَاهُ الْعَدَسَةَ أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا قَادِرٌ أَنْ یُدْخِلَ الدُّنْیَا کُلَّهَا الْبَیْضَةَ لَا تَصْغَرُ الدُّنْیَا وَ لَا تَکْبُرُ الْبَیْضَةُ فَأَکَبَّ هِشَامٌ عَلَیْهِ وَ قَبَّلَ یَدَیْهِ وَ رَأْسَهُ وَ رِجْلَیْهِ وَ قَالَ حَسْبِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ غَدَا عَلَیْهِ الدَّیَصَانِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا هِشَامُ إِنِّی جِئْتُکَ مُسَلِّماً وَ لَمْ أَجِئْکَ مُتَقَاضِیاً لِلْجَوَابِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ إِنْ کُنْتَ جِئْتَ مُتَقَاضِیاً فَهَاکَ الْجَوَابَ فَخَرَجَ الدَّیَصَانِیُّ عَنْهُ حَتَّی أَتَی بَابَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا قَعَدَ قَالَ لَهُ یَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ دُلَّنِی عَلَی مَعْبُودِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا اسْمُکَ فَخَرَجَ عَنْهُ وَ لَمْ یُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ کَیْفَ لَمْ تُخْبِرْهُ بِاسْمِکَ قَالَ لَوْ کُنْتُ قُلْتُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ کَانَ یَقُولُ مَنْ هَذَا الَّذِی أَنْتَ لَهُ عَبْدٌ فَقَالُوا لَهُ عُدْ إِلَیْهِ وَ قُلْ لَهُ یَدُلُّکَ عَلَی مَعْبُودِکَ وَ لَا
الکافی ج : 1 ص : 80
یَسْأَلُکَ عَنِ اسْمِکَ فَرَجَعَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ دُلَّنِی عَلَی مَعْبُودِی وَ لَا تَسْأَلْنِی عَنِ اسْمِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اجْلِسْ وَ إِذَا غُلَامٌ لَهُ صَغِیرٌ فِی کَفِّهِ بَیْضَةٌ یَلْعَبُ بِهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَاوِلْنِی یَا غُلَامُ الْبَیْضَةَ فَنَاوَلَهُ إِیَّاهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا دَیَصَانِیُّ هَذَا حِصْنٌ مَکْنُونٌ لَهُ جِلْدٌ غَلِیظٌ وَ تَحْتَ الْجِلْدِ الْغَلِیظِ جِلْدٌ رَقِیقٌ وَ تَحْتَ الْجِلْدِ الرَّقِیقِ ذَهَبَةٌ مَائِعَةٌ وَ فِضَّةٌ ذَائِبَةٌ فَلَا الذَّهَبَةُ الْمَائِعَةُ تَخْتَلِطُ بِالْفِضَّةِ الذَّائِبَةِ وَ لَا الْفِضَّةُ الذَّائِبَةُ تَخْتَلِطُ بِالذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ فَهِیَ عَلَی حَالِهَا لَمْ یَخْرُجْ مِنْهَا خَارِجٌ مُصْلِحٌ فَیُخْبِرَ عَنْ صَلَاحِهَا وَ لَا دَخَلَ فِیهَا مُفْسِدٌ فَیُخْبِرَ عَنْ فَسَادِهَا لَا یُدْرَی لِلذَّکَرِ خُلِقَتْ أَمْ لِلْأُنْثَی تَنْفَلِقُ عَنْ مِثْلِ أَلْوَانِ الطَّوَاوِیسِ أَ تَرَی لَهَا مُدَبِّراً قَالَ فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّکَ إِمَامٌ وَ حُجَّةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَنَا تَائِبٌ مِمَّا کُنْتُ فِیهِ
5- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَیْمِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ فِی حَدِیثِ الزِّنْدِیقِ الَّذِی أَتَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ کَانَ مِنْ قَوْلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع لَا یَخْلُو قَوْلُکَ إِنَّهُمَا اثْنَانِ مِنْ أَنْ یَکُونَا قَدِیمَیْنِ قَوِیَّیْنِ أَوْ یَکُونَا ضَعِیفَیْنِ أَوْ یَکُونَ أَحَدُهُمَا
الکافی ج : 1 ص : 81
قَوِیّاً وَ الْ‏آخَرُ ضَعِیفاً فَإِنْ کَانَا قَوِیَّیْنِ فَلِمَ لَا یَدْفَعُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَ یَتَفَرَّدُ بِالتَّدْبِیرِ وَ إِنْ زَعَمْتَ أَنَّ أَحَدَهُمَا قَوِیٌّ وَ الْ‏آخَرَ ضَعِیفٌ ثَبَتَ أَنَّهُ وَاحِدٌ کَمَا نَقُولُ لِلْعَجْزِ الظَّاهِرِ فِی الثَّانِی فَإِنْ قُلْتَ إِنَّهُمَا اثْنَانِ لَمْ یَخْلُ مِنْ أَنْ یَکُونَا مُتَّفِقَیْنِ مِنْ کُلِّ جِهَةٍ أَوْ مُفْتَرِقَیْنِ مِنْ کُلِّ جِهَةٍ فَلَمَّا رَأَیْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً وَ الْفَلَکَ جَارِیاً وَ التَّدْبِیرَ وَاحِداً وَ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دَلَّ صِحَّةُ الْأَمْرِ وَ التَّدْبِیرِ وَ ائْتِلَافُ الْأَمْرِ عَلَی أَنَّ الْمُدَبِّرَ وَاحِدٌ ثُمَّ یَلْزَمُکَ إِنِ ادَّعَیْتَ اثْنَیْنِ فُرْجَةٌ مَا بَیْنَهُمَا حَتَّی یَکُونَا اثْنَیْنِ فَصَارَتِ الْفُرْجَةُ ثَالِثاً بَیْنَهُمَا قَدِیماً مَعَهُمَا فَیَلْزَمُکَ ثَلَاثَةٌ فَإِنِ ادَّعَیْتَ ثَلَاثَةً لَزِمَکَ مَا قُلْتَ فِی الِاثْنَیْنِ حَتَّی تَکُونَ بَیْنَهُمْ فُرْجَةٌ فَیَکُونُوا خَمْسَةً ثُمَّ یَتَنَاهَی فِی الْعَدَدِ إِلَی مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ فِی الْکَثْرَةِ قَالَ هِشَامٌ فَکَانَ مِنْ سُؤَالِ الزِّنْدِیقِ أَنْ قَالَ فَمَا الدَّلِیلُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وُجُودُ الْأَفَاعِیلِ دَلَّتْ عَلَی أَنَّ صَانِعاً صَنَعَهَا أَ لَا تَرَی أَنَّکَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَی بِنَاءٍ مُشَیَّدٍ مَبْنِیٍّ عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ بَانِیاً وَ إِنْ کُنْتَ لَمْ تَرَ الْبَانِیَ وَ لَمْ تُشَاهِدْهُ قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ شَیْ‏ءٌ بِخِلَافِ الْأَشْیَاءِ ارْجِعْ بِقَوْلِی إِلَی إِثْبَاتِ مَعْنًی وَ أَنَّهُ شَیْ‏ءٌ بِحَقِیقَةِ الشَّیْئِیَّةِ غَیْرَ أَنَّهُ لَا جِسْمٌ وَ لَا صُورَةٌ وَ لَا یُحَسُّ وَ لَا یُجَسُّ وَ لَا یُدْرَکُ بِالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ لَا تُدْرِکُهُ الْأَوْهَامُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الدُّهُورُ وَ لَا تُغَیِّرُهُ الْأَزْمَانُ
6- مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِی عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ
الکافی ج : 1 ص : 82
الزُّهْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کَفَی لِأُولِی الْأَلْبَابِ بِخَلْقِ الرَّبِّ الْمُسَخِّرِ وَ مُلْکِ الرَّبِّ الْقَاهِرِ وَ جَلَالِ الرَّبِّ الظَّاهِرِ وَ نُورِ الرَّبِّ الْبَاهِرِ وَ بُرْهَانِ الرَّبِّ الصَّادِقِ وَ مَا أَنْطَقَ بِهِ أَلْسُنَ الْعِبَادِ وَ مَا أَرْسَلَ بِهِ الرُّسُلَ وَ مَا أَنْزَلَ عَلَی الْعِبَادِ دَلِیلًا عَلَی الرَّبِّ