تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ مَا یُفْصَلُ بِهِ بَیْنَ دَعْوَی الْمُحِقِّ وَ الْمُبْطِلِ فِی أَمْرِ الْإِمَامَةِ

1- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ بَعَثَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ رَجُلًا مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ یُقَالُ لَهُ خِدَاشٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ص وَ قَالَا لَهُ إِنَّا نَبْعَثُکَ إِلَی رَجُلٍ طَالَ مَا کُنَّا نَعْرِفُهُ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ بِالسِّحْرِ وَ الْکِهَانَةِ وَ أَنْتَ أَوْثَقُ مَنْ بِحَضْرَتِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ تَمْتَنِعَ مِنْ ذَلِکَ وَ أَنْ تُحَاجَّهُ لَنَا حَتَّی تَقِفَهُ عَلَی أَمْرٍ مَعْلُومٍ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ أَعْظَمُ النَّاسِ دَعْوًی فَلَا یَکْسِرَنَّکَ ذَلِکَ عَنْهُ وَ مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِی یَخْدَعُ النَّاسَ بِهَا الطَّعَامُ وَ الشَّرَابُ وَ الْعَسَلُ وَ الدُّهْنُ وَ أَنْ یُخَالِیَ الرَّجُلَ فَلَا تَأْکُلْ لَهُ طَعَاماً وَ لَا تَشْرَبْ لَهُ شَرَاباً وَ لَا تَمَسَّ لَهُ عَسَلًا وَ لَا دُهْناً وَ لَا تَخْلُ مَعَهُ وَ احْذَرْ هَذَا کُلَّهُ مِنْهُ وَ انْطَلِقْ عَلَی بَرَکَةِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَیْتَهُ فَاقْرَأْ آیَةَ السُّخْرَةِ وَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ کَیْدِهِ وَ کَیْدِ الشَّیْطَانِ فَإِذَا جَلَسْتَ إِلَیْهِ فَلَا تُمَکِّنْهُ مِنْ بَصَرِکَ کُلِّهِ وَ لَا تَسْتَأْنِسْ بِهِ ثُمَّ قُلْ لَهُ إِنَّ أَخَوَیْکَ فِی الدِّینِ وَ ابْنَیْ عَمِّکَ فِی الْقَرَابَةِ یُنَاشِدَانِکَ الْقَطِیعَةَ وَ یَقُولَانِ لَکَ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّا تَرَکْنَا النَّاسَ لَکَ وَ خَالَفْنَا عَشَائِرَنَا فِیکَ مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً ص فَلَمَّا نِلْتَ أَدْنَی مَنَالٍ ضَیَّعْتَ حُرْمَتَنَا وَ قَطَعْتَ رَجَاءَنَا ثُمَّ قَدْ رَأَیْتَ أَفْعَالَنَا
الکافی ج : 1 ص : 344
فِیکَ وَ قُدْرَتَنَا عَلَی النَّأْیِ عَنْکَ وَ سَعَةِ الْبِلَادِ دُونَکَ وَ أَنَّ مَنْ کَانَ یَصْرِفُکَ عَنَّا وَ عَنْ صِلَتِنَا کَانَ أَقَلَّ لَکَ نَفْعاً وَ أَضْعَفَ عَنْکَ دَفْعاً مِنَّا وَ قَدْ وَضَحَ الصُّبْحُ لِذِی عَیْنَیْنِ وَ قَدْ بَلَغَنَا عَنْکَ انْتِهَاکٌ لَنَا وَ دُعَاءٌ عَلَیْنَا فَمَا الَّذِی یَحْمِلُکَ عَلَی ذَلِکَ فَقَدْ کُنَّا نَرَی أَنَّکَ أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ أَ تَتَّخِذُ اللَّعْنَ لَنَا دِیناً وَ تَرَی أَنَّ ذَلِکَ یَکْسِرُنَا عَنْکَ فَلَمَّا أَتَی خِدَاشٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع صَنَعَ مَا أَمَرَاهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ ع وَ هُوَ یُنَاجِی نَفْسَهُ ضَحِکَ وَ قَالَ هَاهُنَا یَا أَخَا عَبْدِ قَیْسٍ وَ أَشَارَ لَهُ إِلَی مَجْلِسٍ قَرِیبٍ مِنْهُ فَقَالَ مَا أَوْسَعَ الْمَکَانَ أُرِیدُ أَنْ أُؤَدِّیَ إِلَیْکَ رِسَالَةً قَالَ بَلْ تَطْعَمُ وَ تَشْرَبُ وَ تَحُلُّ ثِیَابَکَ وَ تَدَّهِنُ ثُمَّ تُؤَدِّی رِسَالَتَکَ قُمْ یَا قَنْبَرُ فَأَنْزِلْهُ قَالَ مَا بِی إِلَی شَیْ‏ءٍ مِمَّا ذَکَرْتَ حَاجَةٌ قَالَ فَأَخْلُو بِکَ قَالَ کُلُّ سِرٍّ لِی عَلَانِیَةٌ قَالَ فَأَنْشُدُکَ بِاللَّهِ الَّذِی هُوَ أَقْرَبُ إِلَیْکَ مِنْ نَفْسِکَ الْحَائِلِ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ قَلْبِکَ الَّذِی یَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ أَ تَقَدَّمَ إِلَیْکَ الزُّبَیْرُ بِمَا عَرَضْتُ عَلَیْکَ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ لَوْ کَتَمْتَ بَعْدَ مَا سَأَلْتُکَ مَا ارْتَدَّ إِلَیْکَ طَرْفُکَ فَأَنْشُدُکَ اللَّهَ هَلْ عَلَّمَکَ کَلَاماً تَقُولُهُ إِذَا أَتَیْتَنِی قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ عَلِیٌّ ع آیَةَ السُّخْرَةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَاقْرَأْهَا فَقَرَأَهَا وَ جَعَلَ عَلِیٌّ ع یُکَرِّرُهَا وَ یُرَدِّدُهَا وَ یَفْتَحُ عَلَیْهِ إِذَا أَخْطَأَ حَتَّی إِذَا قَرَأَهَا سَبْعِینَ مَرَّةً قَالَ الرَّجُلُ مَا یَرَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع أَمْرَهُ بِتَرَدُّدِهَا سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ قَالَ لَهُ أَ تَجِدُ قَلْبَکَ اطْمَأَنَّ قَالَ إِی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ قَالَ فَمَا قَالَا لَکَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ قُلْ لَهُمَا کَفَی بِمَنْطِقِکُمَا حُجَّةً عَلَیْکُمَا وَ لَکِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ زَعَمْتُمَا أَنَّکُمَا أَخَوَایَ فِی الدِّینِ وَ ابْنَا عَمِّی فِی النَّسَبِ فَأَمَّا النَّسَبُ فَلَا أُنْکِرُهُ وَ إِنْ کَانَ النَّسَبُ مَقْطُوعاً إِلَّا مَا وَصَلَهُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَ أَمَّا قَوْلُکُمَا إِنَّکُمَا أَخَوَایَ فِی الدِّینِ فَإِنْ کُنْتُمَا صَادِقَیْنِ فَقَدْ فَارَقْتُمَا کِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَصَیْتُمَا أَمْرَهُ بِأَفْعَالِکُمَا فِی أَخِیکُمَا فِی الدِّینِ وَ إِلَّا فَقَدْ کَذَبْتُمَا وَ افْتَرَیْتُمَا بِادِّعَائِکُمَا أَنَّکُمَا أَخَوَایَ فِی الدِّینِ وَ أَمَّا مُفَارَقَتُکُمَا النَّاسَ مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ مُحَمَّداً ص فَإِنْ کُنْتُمَا فَارَقْتُمَاهُمْ بِحَقٍّ فَقَدْ نَقَضْتُمَا ذَلِکَ الْحَقَّ بِفِرَاقِکُمَا إِیَّایَ أَخِیراً وَ إِنْ فَارَقْتُمَاهُمْ بِبَاطِلٍ فَقَدْ وَقَعَ إِثْمُ ذَلِکَ الْبَاطِلِ عَلَیْکُمَا مَعَ الْحَدَثِ الَّذِی أَحْدَثْتُمَا مَعَ أَنَّ صَفْقَتَکُمَا بِمُفَارَقَتِکُمَا النَّاسَ لَمْ تَکُنْ

الکافی ج : 1 ص : 345
إِلَّا لِطَمَعِ الدُّنْیَا زَعَمْتُمَا وَ ذَلِکَ قَوْلُکُمَا فَقَطَعْتَ رَجَاءَنَا لَا تَعِیبَانِ بِحَمْدِ اللَّهِ مِنْ دِینِی شَیْئاً وَ أَمَّا الَّذِی صَرَفَنِی عَنْ صِلَتِکُمَا فَالَّذِی صَرَفَکُمَا عَنِ الْحَقِّ وَ حَمَلَکُمَا عَلَی خَلْعِهِ مِنْ رِقَابِکُمَا کَمَا یَخْلَعُ الْحَرُونُ لِجَامَهُ وَ هُوَ اللَّهُ رَبِّی لَا أُشْرِکُ بِهِ شَیْئاً فَلَا تَقُولَا أَقَلَّ نَفْعاً وَ أَضْعَفَ دَفْعاً فَتَسْتَحِقَّا اسْمَ الشِّرْکِ مَعَ النِّفَاقِ وَ أَمَّا قَوْلُکُمَا إِنِّی أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ وَ هَرْبُکُمَا مِنْ لَعْنِی وَ دُعَائِی فَإِنَّ لِکُلِّ مَوْقِفٍ عَمَلًا إِذَا اخْتَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ وَ مَاجَتْ لُبُودُ الْخَیْلِ وَ مَلَأَ سَحَرَاکُمَا أَجْوَافَکُمَا فَثَمَّ یَکْفِینِیَ اللَّهُ بِکَمَالِ الْقَلْبِ وَ أَمَّا إِذَا أَبَیْتُمَا بِأَنِّی أَدْعُو اللَّهَ فَلَا تَجْزَعَا مِنْ أَنْ یَدْعُوَ عَلَیْکُمَا رَجُلٌ سَاحِرٌ مِنْ قَوْمٍ سَحَرَةٍ زَعَمْتُمَا اللَّهُمَّ أَقْعِصِ الزُّبَیْرَ بِشَرِّ قِتْلَةٍ وَ اسْفِکْ دَمَهُ عَلَی ضَلَالَةٍ وَ عَرِّفْ طَلْحَةَ الْمَذَلَّةَ وَ ادَّخِرْ لَهُمَا فِی الْ‏آخِرَةِ شَرّاً مِنْ ذَلِکَ إِنْ کَانَا ظَلَمَانِی وَ افْتَرَیَا عَلَیَّ وَ کَتَمَا شَهَادَتَهُمَا وَ عَصَیَاکَ وَ عَصَیَا رَسُولَکَ فِیَّ قُلْ آمِینَ قَالَ خِدَاشٌ آمِینَ ثُمَّ قَالَ خِدَاشٌ لِنَفْسِهِ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ لِحْیَةً قَطُّ أَبْیَنَ خَطَأً مِنْکَ حَامِلَ حُجَّةٍ یَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضاً لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهَا مِسَاکاً أَنَا أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْهُمَا قَالَ عَلِیٌّ ع ارْجِعْ إِلَیْهِمَا وَ أَعْلِمْهُمَا مَا قُلْتُ قَالَ لَا وَ اللَّهِ حَتَّی تَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ یَرُدَّنِی إِلَیْکَ عَاجِلًا وَ أَنْ یُوَفِّقَنِی لِرِضَاهُ فِیکَ فَفَعَلَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنِ انْصَرَفَ وَ قُتِلَ مَعَهُ یَوْمَ الْجَمَلِ رَحِمَهُ اللَّهُ
2- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَافِعِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ کُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْمَ النَّهْرَوَانِ فَبَیْنَا عَلِیٌّ ع جَالِسٌ إِذْ جَاءَ فَارِسٌ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ ع وَ عَلَیْکَ السَّلَامُ مَا لَکَ ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ لَمْ تُسَلِّمْ عَلَیَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ بَلَی سَأُخْبِرُکَ عَنْ ذَلِکَ کُنْتُ إِذْ کُنْتَ عَلَی الْحَقِّ بِصِفِّینَ فَلَمَّا حَکَّمْتَ الْحَکَمَیْنِ بَرِئْتُ مِنْکَ وَ سَمَّیْتُکَ مُشْرِکاً فَأَصْبَحْتُ لَا أَدْرِی إِلَی أَیْنَ أَصْرِفُ وَلَایَتِی وَ اللَّهِ لَأَنْ أَعْرِفَ هُدَاکَ مِنْ ضَلَالَتِکَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ ع ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ قِفْ مِنِّی قَرِیباً أُرِیکَ عَلَامَاتِ الْهُدَی مِنْ عَلَامَاتِ الضَّلَالَةِ فَوَقَفَ الرَّجُلُ قَرِیباً مِنْهُ فَبَیْنَمَا هُوَ کَذَلِکَ إِذْ أَقْبَلَ فَارِسٌ یَرْکُضُ حَتَّی أَتَی عَلِیّاً ع فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ أَقَرَّ اللَّهُ عَیْنَکَ قَدْ وَ اللَّهِ
الکافی ج : 1 ص : 346
قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ فَقَالَ لَهُ مِنْ دُونِ النَّهَرِ أَوْ مِنْ خَلْفِهِ قَالَ بَلْ مِنْ دُونِهِ فَقَالَ کَذَبْتَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَا یَعْبُرُونَ أَبَداً حَتَّی یُقْتَلُوا فَقَالَ الرَّجُلُ فَازْدَدْتُ فِیهِ بَصِیرَةً فَجَاءَ آخَرُ یَرْکُضُ عَلَی فَرَسٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِکَ فَرَدَّ عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع مِثْلَ الَّذِی رَدَّ عَلَی صَاحِبِهِ قَالَ الرَّجُلُ الشَّاکُّ وَ هَمَمْتُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَی عَلِیٍّ ع فَأَفْلَقَ هَامَتَهُ بِالسَّیْفِ ثُمَّ جَاءَ فَارِسَانِ یَرْکُضَانِ قَدْ أَعْرَقَا فَرَسَیْهِمَا فَقَالَا أَقَرَّ اللَّهُ عَیْنَکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ قَدْ وَ اللَّهِ قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ فَقَالَ عَلِیٌّ ع أَ مِنْ خَلْفِ النَّهَرِ أَوْ مِنْ دُونِهِ قَالَا لَا بَلْ مِنْ خَلْفِهِ إِنَّهُمْ لَمَّا اقْتَحَمُوا خَیْلَهُمُ النَّهْرَوَانَ وَ ضَرَبَ الْمَاءُ لَبَّاتِ خُیُولِهِمْ رَجَعُوا فَأُصِیبُوا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع صَدَقْتُمَا فَنَزَلَ الرَّجُلُ عَنْ فَرَسِهِ فَأَخَذَ بِیَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ بِرِجْلِهِ فَقَبَّلَهُمَا فَقَالَ عَلِیٌّ ع هَذِهِ لَکَ آیَةٌ
3- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْمَعْرُوفِ بِکُرْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُدَاهِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَتْ رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع فِی شُرْطَةِ الْخَمِیسِ وَ مَعَهُ دِرَّةٌ لَهَا سَبَابَتَانِ یَضْرِبُ بِهَا بَیَّاعِی الْجِرِّیِّ وَ الْمَارْمَاهِی وَ الزِّمَّارِ وَ یَقُولُ لَهُمْ یَا بَیَّاعِی مُسُوخِ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ جُنْدِ بَنِی مَرْوَانَ فَقَامَ إِلَیْهِ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا جُنْدُ بَنِی مَرْوَانَ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَقْوَامٌ حَلَقُوا اللِّحَی وَ فَتَلُوا الشَّوَارِبَ فَمُسِخُوا فَلَمْ أَرَ نَاطِقاً أَحْسَنَ نُطْقاً مِنْهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَهُ حَتَّی قَعَدَ فِی رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا دَلَالَةُ الْإِمَامَةِ یَرْحَمُکَ اللَّهُ قَالَتْ فَقَالَ ائْتِینِی بِتِلْکِ الْحَصَاةِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَصَاةٍ فَأَتَیْتُهُ بِهَا فَطَبَعَ لِی فِیهَا بِخَاتَمِهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا حَبَابَةُ إِذَا ادَّعَی مُدَّعٍ الْإِمَامَةَ فَقَدَرَ أَنْ یَطْبَعَ کَمَا رَأَیْتِ فَاعْلَمِی أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ وَ الْإِمَامُ لَا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْ‏ءٌ یُرِیدُهُ قَالَتْ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّی قُبِضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَجِئْتُ إِلَی الْحَسَنِ ع وَ هُوَ فِی مَجْلِسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ فَقَالَ یَا حَبَابَةُ الْوَالِبِیَّةُ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ هَاتِی مَا مَعَکِ قَالَ فَأَعْطَیْتُهُ فَطَبَعَ فِیهَا کَمَا طَبَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع قَالَتْ ثُمَّ أَتَیْتُ الْحُسَیْنَ ع وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَرَّبَ وَ رَحَّبَ ثُمَّ قَالَ لِی إِنَّ
الکافی ج : 1 ص : 347
فِی الدَّلَالَةِ دَلِیلًا عَلَی مَا تُرِیدِینَ أَ فَتُرِیدِینَ دَلَالَةَ الْإِمَامَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی فَقَالَ هَاتِی مَا مَعَکِ فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِی فِیهَا قَالَتْ ثُمَّ أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع وَ قَدْ بَلَغَ بِیَ الْکِبَرُ إِلَی أَنْ أُرْعِشْتُ وَ أَنَا أَعُدُّ یَوْمَئِذٍ مِائَةً وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَأَیْتُهُ رَاکِعاً وَ سَاجِداً وَ مَشْغُولًا بِالْعِبَادَةِ فَیَئِسْتُ مِنَ الدَّلَالَةِ فَأَوْمَأَ إِلَیَّ بِالسَّبَّابَةِ فَعَادَ إِلَیَّ شَبَابِی قَالَتْ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی کَمْ مَضَی مِنَ الدُّنْیَا وَ کَمْ بَقِیَ فَقَالَ أَمَّا مَا مَضَی فَنَعَمْ وَ أَمَّا مَا بَقِیَ فَلَا قَالَتْ ثُمَّ قَالَ لِی هَاتِی مَا مَعَکِ فَأَعْطَیْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی ع فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ الرِّضَا ع فَطَبَعَ لِی فِیهَا وَ عَاشَتْ حَبَابَةُ بَعْدَ ذَلِکَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَی مَا ذَکَرَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ
4- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ ع فَاسْتُؤْذِنَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ عَلَیْهِ فَدَخَلَ رَجُلٌ عَبْلٌ طَوِیلٌ جَسِیمٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْوَلَایَةِ فَرَدَّ عَلَیْهِ بِالْقَبُولِ وَ أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ مُلَاصِقاً لِی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَ شِعْرِی مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع هَذَا مِنْ وُلْدِ الْأَعْرَابِیَّةِ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ الَّتِی طَبَعَ آبَائِی ع فِیهَا بِخَوَاتِیمِهِمْ فَانْطَبَعَتْ وَ قَدْ جَاءَ بِهَا مَعَهُ یُرِیدُ أَنْ أَطْبَعَ فِیهَا ثُمَّ قَالَ هَاتِهَا فَأَخْرَجَ حَصَاةً وَ فِی جَانِبٍ مِنْهَا مَوْضِعٌ أَمْلَسُ فَأَخَذَهَا أَبُو مُحَمَّدٍ ع ثُمَّ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ فَطَبَعَ فِیهَا فَانْطَبَعَ فَکَأَنِّی أَرَی نَقْشَ خَاتَمِهِ السَّاعَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَقُلْتُ لِلْیَمَانِیِّ رَأَیْتَهُ قَبْلَ هَذَا قَطُّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ إِنِّی لَمُنْذُ دَهْرٍ حَرِیصٌ عَلَی رُؤْیَتِهِ حَتَّی کَانَ السَّاعَةَ أَتَانِی شَابٌّ لَسْتُ أَرَاهُ فَقَالَ لِی قُمْ فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ ثُمَّ نَهَضَ الْیَمَانِیُّ وَ هُوَ یَقُولُ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ ذُرِّیَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ أَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنَّ حَقَّکَ لَوَاجِبٌ کَوُجُوبِ حَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ ثُمَّ مَضَی فَلَمْ أَرَهُ بَعْدَ ذَلِکَ قَالَ إِسْحَاقُ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ فَقَالَ اسْمِی مِهْجَعُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ غَانِمِ ابْنِ أُمِّ غَانِمٍ وَ هِیَ الْأَعْرَابِیَّةُ الْیَمَانِیَّةُ صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ السِّبْطُ إِلَی وَقْتِ أَبِی الْحَسَنِ ع

الکافی ج : 1 ص : 348
5- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ وَ زُرَارَةَ جَمِیعاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ ع أَرْسَلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع فَخَلَا بِهِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ أَخِی قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص دَفَعَ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع ثُمَّ إِلَی الْحَسَنِ ع ثُمَّ إِلَی الْحُسَیْنِ ع وَ قَدْ قُتِلَ أَبُوکَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ صَلَّی عَلَی رُوحِهِ وَ لَمْ یُوصِ وَ أَنَا عَمُّکَ وَ صِنْوُ أَبِیکَ وَ وِلَادَتِی مِنْ عَلِیٍّ ع فِی سِنِّی وَ قَدِیمِی أَحَقُّ بِهَا مِنْکَ فِی حَدَاثَتِکَ فَلَا تُنَازِعْنِی فِی الْوَصِیَّةِ وَ الْإِمَامَةِ وَ لَا تُحَاجَّنِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع یَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَدَّعِ مَا لَیْسَ لَکَ بِحَقٍّ إِنِّی أَعِظُکَ أَنْ تَکُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ إِنَّ أَبِی یَا عَمِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَوْصَی إِلَیَّ قَبْلَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی الْعِرَاقِ وَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی ذَلِکَ قَبْلَ أَنْ یُسْتَشْهَدَ بِسَاعَةٍ وَ هَذَا سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ ص عِنْدِی فَلَا تَتَعَرَّضْ لِهَذَا فَإِنِّی أَخَافُ عَلَیْکَ نَقْصَ الْعُمُرِ وَ تَشَتُّتَ الْحَالِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ ع فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِکَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتَّی نَتَحَاکَمَ إِلَیْهِ وَ نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِکَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَ کَانَ الْکَلَامُ بَیْنَهُمَا بِمَکَّةَ فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ ابْدَأْ أَنْتَ فَابْتَهِلْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَلْهُ أَنْ یُنْطِقَ لَکَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَلْ فَابْتَهَلَ مُحَمَّدٌ فِی الدُّعَاءِ وَ سَأَلَ اللَّهَ ثُمَّ دَعَا الْحَجَرَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع یَا عَمِّ لَوْ کُنْتَ وَصِیّاً وَ إِمَاماً لَأَجَابَکَ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ فَادْعُ اللَّهَ أَنْتَ یَا ابْنَ أَخِی وَ سَلْهُ فَدَعَا اللَّهَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع بِمَا أَرَادَ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُکَ بِالَّذِی جَعَلَ فِیکَ مِیثَاقَ الْأَنْبِیَاءِ وَ مِیثَاقَ الْأَوْصِیَاءِ وَ مِیثَاقَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ لَمَّا أَخْبَرْتَنَا مَنِ الْوَصِیُّ وَ الْإِمَامُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ع قَالَ فَتَحَرَّکَ الْحَجَرُ حَتَّی کَادَ أَنْ یَزُولَ عَنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ع إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَانْصَرَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هُوَ یَتَوَلَّی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع
عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع مِثْلَهُ
6- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ أَخْبَرَنِی سَمَاعَةُ بْنُ
الکافی ج : 1 ص : 349
مِهْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنِی الْکَلْبِیُّ النَّسَّابَةُ قَالَ دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ وَ لَسْتُ أَعْرِفُ شَیْئاً مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقُلْتُ أَخْبِرُونِی عَنْ عَالِمِ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَقَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَأَتَیْتُ مَنْزِلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ فَخَرَجَ إِلَیَّ رَجُلٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ غُلَامٌ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی مَوْلَاکَ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِیَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَیْخٍ مُعْتَکِفٍ شَدِیدِ الِاجْتِهَادِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ أَنَا الْکَلْبِیُّ النَّسَّابَةُ فَقَالَ مَا حَاجَتُکَ فَقُلْتُ جِئْتُ أَسْأَلُکَ فَقَالَ أَ مَرَرْتَ بِابْنِی مُحَمَّدٍ قُلْتُ بَدَأْتُ بِکَ فَقَالَ سَلْ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَقَالَ تَبِینُ بِرَأْسِ الْجَوْزَاءِ وَ الْبَاقِی وِزْرٌ عَلَیْهِ وَ عُقُوبَةٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَاحِدَةٌ فَقُلْتُ مَا یَقُولُ الشَّیْخُ فِی الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَقَالَ قَدْ مَسَحَ قَوْمٌ صَالِحُونَ وَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَمْسَحُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثِنْتَانِ فَقُلْتُ مَا تَقُولُ فِی أَکْلِ الْجِرِّیِّ أَ حَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ فَقَالَ حَلَالٌ إِلَّا أَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ نَعَافُهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثَلَاثٌ فَقُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِی شُرْبِ النَّبِیذِ فَقَالَ حَلَالٌ إِلَّا أَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَشْرَبُهُ فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا أَقُولُ هَذِهِ الْعِصَابَةُ تَکْذِبُ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَنَظَرْتُ إِلَی جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَقَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَقُلْتُ قَدْ أَتَیْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ شَیْئاً فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَأْسَهُ فَقَالَ ائْتِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع فَهُوَ أَعْلَمُ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَلَامَهُ بَعْضُ مَنْ کَانَ بِالْحَضْرَةِ فَقُلْتُ إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ إِرْشَادِی إِلَیْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ الْحَسَدُ فَقُلْتُ لَهُ وَیْحَکَ إِیَّاهُ أَرَدْتُ فَمَضَیْتُ حَتَّی صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَخَرَجَ غُلَامٌ لَهُ فَقَالَ ادْخُلْ یَا أَخَا کَلْبٍ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَدْهَشَنِی فَدَخَلْتُ وَ أَنَا مُضْطَرِبٌ وَ نَظَرْتُ فَإِذَا شَیْخٌ عَلَی مُصَلًّی بِلَا مِرْفَقَةٍ وَ لَا بَرْدَعَةٍ فَابْتَدَأَنِی بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی یَا سُبْحَانَ اللَّهِ غُلَامُهُ یَقُولُ لِی بِالْبَابِ ادْخُلْ یَا أَخَا کَلْبٍ وَ یَسْأَلُنِی الْمَوْلَی مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا الْکَلْبِیُّ

الکافی ج : 1 ص : 350
النَّسَّابَةُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی جَبْهَتِهِ وَ قَالَ کَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِیداً وَ خَسِرُوا خُسْرَاناً مُبِیناً یَا أَخَا کَلْبٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَیْنَ ذلِکَ کَثِیراً أَ فَتَنْسِبُهَا أَنْتَ فَقُلْتُ لَا جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَالَ لِی أَ فَتَنْسِبُ نَفْسَکَ قُلْتُ نَعَمْ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ حَتَّی ارْتَفَعْتُ فَقَالَ لِی قِفْ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ وَیْحَکَ أَ تَدْرِی مَنْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قُلْتُ نَعَمْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ابْنُ فُلَانٍ الرَّاعِی الْکُرْدِیِّ إِنَّمَا کَانَ فُلَانٌ الرَّاعِی الْکُرْدِیُّ عَلَی جَبَلِ آلِ فُلَانٍ فَنَزَلَ إِلَی فُلَانَةَ امْرَأَةِ فُلَانٍ مِنْ جَبَلِهِ الَّذِی کَانَ یَرْعَی غَنَمَهُ عَلَیْهِ فَأَطْعَمَهَا شَیْئاً وَ غَشِیَهَا فَوَلَدَتْ فُلَاناً وَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مِنْ فُلَانَةَ وَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ثُمَّ قَالَ أَ تَعْرِفُ هَذِهِ الْأَسَامِیَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَکُفَّ عَنْ هَذَا فَعَلْتَ فَقَالَ إِنَّمَا قُلْتَ فَقُلْتُ فَقُلْتُ إِنِّی لَا أَعُودُ قَالَ لَا نَعُودُ إِذاً وَ اسْأَلْ عَمَّا جِئْتَ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَقَالَ وَیْحَکَ أَ مَا تَقْرَأُ سُورَةَ الطَّلَاقِ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَاقْرَأْ فَقَرَأْتُ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ قَالَ أَ تَرَی هَاهُنَا نُجُومَ السَّمَاءِ قُلْتُ لَا قُلْتُ فَرَجُلٌ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثاً قَالَ تُرَدُّ إِلَی کِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ ص ثُمَّ قَالَ لَا طَلَاقَ إِلَّا عَلَی طُهْرٍ مِنْ غَیْرِ جِمَاعٍ بِشَاهِدَیْنِ مَقْبُولَیْنِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَاحِدَةٌ ثُمَّ قَالَ سَلْ قُلْتُ مَا تَقُولُ فِی الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ رَدَّ اللَّهُ کُلَّ شَیْ‏ءٍ إِلَی شَیْئِهِ وَ رَدَّ الْجِلْدَ إِلَی الْغَنَمِ فَتَرَی أَصْحَابَ الْمَسْحِ أَیْنَ یَذْهَبُ وُضُوؤُهُمْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثِنْتَانِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ سَلْ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ أَکْلِ الْجِرِّیِّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَمَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَحْراً فَهُوَ الْجِرِّیُّ وَ الْمَارْمَاهِی وَ الزِّمَّارُ وَ مَا سِوَی ذَلِکَ وَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَرّاً فَالْقِرَدَةُ وَ الْخَنَازِیرُ وَ الْوَبْرُ وَ الْوَرَکُ وَ مَا سِوَی ذَلِکَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثَلَاثٌ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ سَلْ وَ قُمْ فَقُلْتُ مَا تَقُولُ فِی النَّبِیذِ فَقَالَ حَلَالٌ فَقُلْتُ إِنَّا نَنْبِذُ فَنَطْرَحُ فِیهِ الْعَکَرَ وَ مَا سِوَی ذَلِکَ وَ نَشْرَبُهُ فَقَالَ شَهْ شَهْ تِلْکَ الْخَمْرَةُ الْمُنْتِنَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأَیَّ نَبِیذٍ تَعْنِی فَقَالَ إِنَّ أَهْلَ
الکافی ج : 1 ص : 351
الْمَدِینَةِ شَکَوْا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ ص تَغْیِیرَ الْمَاءِ وَ فَسَادَ طَبَائِعِهِمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَنْبِذُوا فَکَانَ الرَّجُلُ یَأْمُرُ خَادِمَهُ أَنْ یَنْبِذَ لَهُ فَیَعْمِدُ إِلَی کَفٍّ مِنَ التَّمْرِ فَیَقْذِفُ بِهِ فِی الشَّنِّ فَمِنْهُ شُرْبُهُ وَ مِنْهُ طَهُورُهُ فَقُلْتُ وَ کَمْ کَانَ عَدَدُ التَّمْرِ الَّذِی کَانَ فِی الْکَفِّ فَقَالَ مَا حَمَلَ الْکَفُّ فَقُلْتُ وَاحِدَةٌ وَ ثِنْتَانِ فَقَالَ رُبَّمَا کَانَتْ وَاحِدَةً وَ رُبَّمَا کَانَتْ ثِنْتَیْنِ فَقُلْتُ وَ کَمْ کَانَ یَسَعُ الشَّنُّ فَقَالَ مَا بَیْنَ الْأَرْبَعِینَ إِلَی الثَّمَانِینَ إِلَی مَا فَوْقَ ذَلِکَ فَقُلْتُ بِالْأَرْطَالِ فَقَالَ نَعَمْ أَرْطَالٌ بِمِکْیَالِ الْعِرَاقِ قَالَ سَمَاعَةُ قَالَ الْکَلْبِیُّ ثُمَّ نَهَضَ ع وَ قُمْتُ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا أَضْرِبُ بِیَدِی عَلَی الْأُخْرَی وَ أَنَا أَقُولُ إِنْ کَانَ شَیْ‏ءٌ فَهَذَا فَلَمْ یَزَلِ الْکَلْبِیُّ یَدِینُ اللَّهَ بِحُبِّ آلِ هَذَا الْبَیْتِ حَتَّی مَاتَ
7- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ کُنَّا بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِیهِ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ عِنْدَهُ وَ ذَلِکَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْأَمْرَ فِی الْکَبِیرِ مَا لَمْ تَکُنْ بِهِ عَاهَةٌ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ نَسْأَلُهُ عَمَّا کُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّکَاةِ فِی کَمْ تَجِبُ فَقَالَ فِی مِائَتَیْنِ خَمْسَةٌ فَقُلْنَا فَفِی مِائَةٍ فَقَالَ دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ فَقُلْنَا وَ اللَّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ هَذَا قَالَ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلَّالًا لَا نَدْرِی إِلَی أَیْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ فَقَعَدْنَا فِی بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِینَةِ بَاکِینَ حَیَارَی لَا نَدْرِی إِلَی أَیْنَ نَتَوَجَّهُ وَ لَا مَنْ نَقْصِدُ وَ نَقُولُ إِلَی الْمُرْجِئَةِ إِلَی الْقَدَرِیَّةِ إِلَی الزَّیْدِیَّةِ إِلَی الْمُعْتَزِلَةِ إِلَی الْخَوَارِجِ فَنَحْنُ کَذَلِکَ إِذْ رَأَیْتُ رَجُلًا شَیْخاً لَا أَعْرِفُهُ یُومِئُ إِلَیَّ بِیَدِهِ فَخِفْتُ أَنْ یَکُونَ عَیْناً مِنْ عُیُونِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ ذَلِکَ أَنَّهُ کَانَ لَهُ بِالْمَدِینَةِ جَوَاسِیسُ یَنْظُرُونَ إِلَی مَنِ اتَّفَقَتْ شِیعَةُ جَعْفَرٍ ع عَلَیْهِ فَیَضْرِبُونَ عُنُقَهُ فَخِفْتُ أَنْ یَکُونَ مِنْهُمْ فَقُلْتُ لِلْأَحْوَلِ تَنَحَّ فَإِنِّی خَائِفٌ عَلَی نَفْسِی وَ عَلَیْکَ وَ إِنَّمَا یُرِیدُنِی لَا یُرِیدُکَ فَتَنَحَّ عَنِّی لَا تَهْلِکْ وَ تُعِینَ عَلَی نَفْسِکَ فَتَنَحَّی غَیْرَ بَعِیدٍ وَ تَبِعْتُ الشَّیْخَ وَ ذَلِکَ أَنِّی ظَنَنْتُ
الکافی ج : 1 ص : 352
أَنِّی لَا أَقْدِرُ عَلَی التَّخَلُّصِ مِنْهُ فَمَا زِلْتُ أَتْبَعُهُ وَ قَدْ عَزَمْتُ عَلَی الْمَوْتِ حَتَّی وَرَدَ بِی عَلَی بَابِ أَبِی الْحَسَنِ ع ثُمَّ خَلَّانِی وَ مَضَی فَإِذَا خَادِمٌ بِالْبَابِ فَقَالَ لِیَ ادْخُلْ رَحِمَکَ اللَّهُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی ع فَقَالَ لِیَ ابْتِدَاءً مِنْهُ لَا إِلَی الْمُرْجِئَةِ وَ لَا إِلَی الْقَدَرِیَّةِ وَ لَا إِلَی الزَّیْدِیَّةِ وَ لَا إِلَی الْمُعْتَزِلَةِ وَ لَا إِلَی الْخَوَارِجِ إِلَیَّ إِلَیَّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ مَضَی أَبُوکَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَضَی مَوْتاً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَنْ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَکَ هَدَاکَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ یَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ بَعْدِ أَبِیهِ قَالَ یُرِیدُ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ لَا یُعْبَدَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَمَنْ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَکَ هَدَاکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأَنْتَ هُوَ قَالَ لَا مَا أَقُولُ ذَلِکَ قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَمْ أُصِبْ طَرِیقَ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ عَلَیْکَ إِمَامٌ قَالَ لَا فَدَاخَلَنِی شَیْ‏ءٌ لَا یَعْلَمُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِعْظَاماً لَهُ وَ هَیْبَةً أَکْثَرَ مِمَّا کَانَ یَحُلُّ بِی مِنْ أَبِیهِ إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَسْأَلُکَ عَمَّا کُنْتُ أَسْأَلُ أَبَاکَ فَقَالَ سَلْ تُخْبَرْ وَ لَا تُذِعْ فَإِنْ أَذَعْتَ فَهُوَ الذَّبْحُ فَسَأَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ بَحْرٌ لَا یُنْزَفُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ شِیعَتُکَ وَ شِیعَةُ أَبِیکَ ضُلَّالٌ فَأُلْقِی إِلَیْهِمْ وَ أَدْعُوهُمْ إِلَیْکَ وَ قَدْ أَخَذْتَ عَلَیَّ الْکِتْمَانَ قَالَ مَنْ آنَسْتَ مِنْهُ رُشْداً فَأَلْقِ إِلَیْهِ وَ خُذْ عَلَیْهِ الْکِتْمَانَ فَإِنْ أَذَاعُوا فَهُوَ الذَّبْحُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْأَحْوَلَ فَقَالَ لِی مَا وَرَاءَکَ قُلْتُ الْهُدَی فَحَدَّثْتُهُ بِالْقِصَّةِ قَالَ ثُمَّ لَقِینَا الْفُضَیْلَ وَ أَبَا بَصِیرٍ فَدَخَلَا عَلَیْهِ وَ سَمِعَا کَلَامَهُ وَ سَاءَلَاهُ وَ قَطَعَا عَلَیْهِ بِالْإِمَامَةِ ثُمَّ لَقِینَا النَّاسَ أَفْوَاجاً فَکُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَیْهِ قَطَعَ إِلَّا طَائِفَةَ عَمَّارٍ وَ أَصْحَابَهُ وَ بَقِیَ عَبْدُ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ إِلَیْهِ إِلَّا قَلِیلٌ مِنَ النَّاسِ فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ قَالَ مَا حَالَ النَّاسَ فَأُخْبِرَ أَنَّ هِشَاماً صَدَّ عَنْکَ النَّاسَ قَالَ هِشَامٌ فَأَقْعَدَ لِی بِالْمَدِینَةِ غَیْرَ وَاحِدٍ لِیَضْرِبُونِی
8- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَانٍ الْوَاقِفِیِّ قَالَ کَانَ لِیَ ابْنُ عَمٍّ یُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ کَانَ زَاهِداً وَ کَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ کَانَ یَتَّقِیهِ السُّلْطَانُ لِجِدِّهِ فِی الدِّینِ وَ اجْتِهَادِهِ وَ رُبَّمَا اسْتَقْبَلَ السُّلْطَانَ بِکَلَامٍ صَعْبٍ یَعِظُهُ وَ یَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ کَانَ السُّلْطَانُ یَحْتَمِلُهُ لِصَلَاحِهِ وَ لَمْ تَزَلْ هَذِهِ حَالَتَهُ حَتَّی کَانَ یَوْمٌ مِنَ الْأَیَّامِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی ع وَ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ فَرَآهُ فَأَوْمَأَ
الکافی ج : 1 ص : 353
إِلَیْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَلِیٍّ مَا أَحَبَّ إِلَیَّ مَا أَنْتَ فِیهِ وَ أَسَرَّنِی إِلَّا أَنَّهُ لَیْسَتْ لَکَ مَعْرِفَةٌ فَاطْلُبِ الْمَعْرِفَةَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ مَا الْمَعْرِفَةُ قَالَ اذْهَبْ فَتَفَقَّهْ وَ اطْلُبِ الْحَدِیثَ قَالَ عَمَّنْ قَالَ عَنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ ثُمَّ اعْرِضْ عَلَیَّ الْحَدِیثَ قَالَ فَذَهَبَ فَکَتَبَ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَرَأَهُ عَلَیْهِ فَأَسْقَطَهُ کُلَّهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اذْهَبْ فَاعْرِفِ الْمَعْرِفَةَ وَ کَانَ الرَّجُلُ مَعْنِیّاً بِدِینِهِ فَلَمْ یَزَلْ یَتَرَصَّدُ أَبَا الْحَسَنِ ع حَتَّی خَرَجَ إِلَی ضَیْعَةٍ لَهُ فَلَقِیَهُ فِی الطَّرِیقِ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أَحْتَجُّ عَلَیْکَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَدُلَّنِی عَلَی الْمَعْرِفَةِ قَالَ فَأَخْبَرَهُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ مَا کَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِ الرَّجُلَیْنِ فَقَبِلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ فَمَنْ کَانَ بَعْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع قَالَ الْحَسَنُ ع ثُمَّ الْحُسَیْنُ ع حَتَّی انْتَهَی إِلَی نَفْسِهِ ثُمَّ سَکَتَ قَالَ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَمَنْ هُوَ الْیَوْمَ قَالَ إِنْ أَخْبَرْتُکَ تَقْبَلُ قَالَ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ أَنَا هُوَ قَالَ فَشَیْ‏ءٌ أَسْتَدِلُّ بِهِ قَالَ اذْهَبْ إِلَی تِلْکَ الشَّجَرَةِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أُمِّ غَیْلَانَ فَقُلْ لَهَا یَقُولُ لَکِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ أَقْبِلِی قَالَ فَأَتَیْتُهَا فَرَأَیْتُهَا وَ اللَّهِ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدّاً حَتَّی وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ أَشَارَ إِلَیْهَا فَرَجَعَتْ قَالَ فَأَقَرَّ بِهِ ثُمَّ لَزِمَ الصَّمْتَ وَ الْعِبَادَةَ فَکَانَ لَا یَرَاهُ أَحَدٌ یَتَکَلَّمُ بَعْدَ ذَلِکَ
مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ مِثْلَهُ
9- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّیِّبِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ یَحْیَی بْنَ أَکْثَمَ قَاضِیَ سَامَرَّاءَ بَعْدَ مَا جَهَدْتُ بِهِ وَ نَاظَرْتُهُ وَ حَاوَرْتُهُ وَ وَاصَلْتُهُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ بَیْنَا أَنَا ذَاتَ یَوْمٍ دَخَلْتُ أَطُوفُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَرَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا ع یَطُوفُ بِهِ فَنَاظَرْتُهُ فِی مَسَائِلَ عِنْدِی فَأَخْرَجَهَا إِلَیَّ فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَکَ مَسْأَلَةً وَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأَسْتَحْیِی مِنْ ذَلِکَ فَقَالَ لِی أَنَا أُخْبِرُکَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی تَسْأَلُنِی عَنِ الْإِمَامِ فَقُلْتُ هُوَ وَ اللَّهِ هَذَا فَقَالَ أَنَا هُوَ فَقُلْتُ عَلَامَةً فَکَانَ فِی یَدِهِ عَصًا فَنَطَقَتْ وَ قَالَتْ إِنَّ مَوْلَایَ إِمَامُ هَذَا الزَّمَانِ وَ هُوَ الْحُجَّةُ
10- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ
الکافی ج : 1 ص : 354
بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا ع وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ وَاقِفٌ وَ قَدْ کَانَ أَبِی سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ سَبْعِ مَسَائِلَ فَأَجَابَهُ فِی سِتٍّ وَ أَمْسَکَ عَنِ السَّابِعَةِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَأَلَ أَبِی أَبَاهُ فَإِنْ أَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِیهِ کَانَتْ دَلَالَةً فَسَأَلْتُهُ فَأَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِیهِ أَبِی فِی الْمَسَائِلِ السِّتِّ فَلَمْ یَزِدْ فِی الْجَوَابِ وَاواً وَ لَا یَاءً وَ أَمْسَکَ عَنِ السَّابِعَةِ وَ قَدْ کَانَ أَبِی قَالَ لِأَبِیهِ إِنِّی أَحْتَجُّ عَلَیْکَ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَّکَ زَعَمْتَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَمْ یَکُنْ إِمَاماً فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی عُنُقِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ نَعَمْ احْتَجَّ عَلَیَّ بِذَلِکَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا کَانَ فِیهِ مِنْ إِثْمٍ فَهُوَ فِی رَقَبَتِی فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ قَالَ إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا یُبْتَلَی بِبَلِیَّةٍ أَوْ یَشْتَکِی فَیَصْبِرُ عَلَی ذَلِکَ إِلَّا کَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِیدٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ اللَّهِ مَا کَانَ لِهَذَا ذِکْرٌ فَلَمَّا مَضَیْتُ وَ کُنْتُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ خَرَجَ بِی عِرْقُ الْمَدِینِیِّ فَلَقِیتُ مِنْهُ شِدَّةً فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ وَجَعِی بَقِیَّةٌ فَشَکَوْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ عَوِّذْ رِجْلِی وَ بَسَطْتُهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لِی لَیْسَ عَلَی رِجْلِکَ هَذِهِ بَأْسٌ وَ لَکِنْ أَرِنِی رِجْلَکَ الصَّحِیحَةَ فَبَسَطْتُهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَعَوَّذَهَا فَلَمَّا خَرَجْتُ لَمْ أَلْبَثْ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی خَرَجَ بِیَ الْعِرْقُ وَ کَانَ وَجَعُهُ یَسِیراً
11- أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ قِیَامَا الْوَاسِطِیِّ وَ کَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا ع فَقُلْتُ لَهُ یَکُونُ إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ فَقُلْتُ لَهُ هُوَ ذَا أَنْتَ لَیْسَ لَکَ صَامِتٌ وَ لَمْ یَکُنْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بَعْدُ فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّی مَا یُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ وَ یَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقِیلَ لِابْنِ قِیَامَا أَ لَا تُقْنِعُکَ هَذِهِ الْ‏آیَةُ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّهَا لآَیَةٌ عَظِیمَةٌ وَ لَکِنْ کَیْفَ أَصْنَعُ بِمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِی ابْنِهِ
12- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ أَتَیْتُ خُرَاسَانَ وَ أَنَا وَاقِفٌ فَحَمَلْتُ مَعِی مَتَاعاً وَ کَانَ مَعِی ثَوْبٌ وَشِیٌّ فِی بَعْضِ الرِّزَمِ وَ لَمْ أَشْعُرْ بِهِ وَ لَمْ أَعْرِفْ مَکَانَهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ مَرْوَ وَ نَزَلْتُ فِی بَعْضِ مَنَازِلِهَا لَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَ رَجُلٌ مَدَنِیٌّ مِنْ بَعْضِ
الکافی ج : 1 ص : 355
مُوَلَّدِیهَا فَقَالَ لِی إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع یَقُولُ لَکَ ابْعَثْ إِلَیَّ الثَّوْبَ الْوَشِیَّ الَّذِی عِنْدَکَ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَنْ أَخْبَرَ أَبَا الْحَسَنِ بِقُدُومِی وَ أَنَا قَدِمْتُ آنِفاً وَ مَا عِنْدِی ثَوْبٌ وَشِیٌّ فَرَجَعَ إِلَیْهِ وَ عَادَ إِلَیَّ فَقَالَ یَقُولُ لَکَ بَلَی هُوَ فِی مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا وَ رِزْمَتُهُ کَذَا وَ کَذَا فَطَلَبْتُهُ حَیْثُ قَالَ فَوَجَدْتُهُ فِی أَسْفَلِ الرِّزْمَةِ فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَیْهِ
13- ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ کُنْتُ وَاقِفاً وَ حَجَجْتُ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ فَلَمَّا صِرْتُ بِمَکَّةَ خَلَجَ فِی صَدْرِی شَیْ‏ءٌ فَتَعَلَّقْتُ بِالْمُلْتَزَمِ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ طَلِبَتِی وَ إِرَادَتِی فَأَرْشِدْنِی إِلَی خَیْرِ الْأَدْیَانِ فَوَقَعَ فِی نَفْسِی أَنْ آتِیَ الرِّضَا ع فَأَتَیْتُ الْمَدِینَةَ فَوَقَفْتُ بِبَابِهِ وَ قُلْتُ لِلْغُلَامِ قُلْ لِمَوْلَاکَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِالْبَابِ قَالَ فَسَمِعْتُ نِدَاءَهُ وَ هُوَ یَقُولُ ادْخُلْ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِیرَةِ ادْخُلْ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِیرَةِ فَدَخَلْتُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ لِی قَدْ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَکَ وَ هَدَاکَ لِدِینِهِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّکَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ أَمِینُهُ عَلَی خَلْقِهِ
14- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ کَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُلَیْلٍ یَقُولُ بِعَبْدِ اللَّهِ فَصَارَ إِلَی الْعَسْکَرِ فَرَجَعَ عَنْ ذَلِکَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ فَقَالَ إِنِّی عَرَضْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِکَ فَوَافَقَنِی فِی طَرِیقٍ ضَیِّقٍ فَمَالَ نَحْوِی حَتَّی إِذَا حَاذَانِی أَقْبَلَ نَحْوِی بِشَیْ‏ءٍ مِنْ فِیهِ فَوَقَعَ عَلَی صَدْرِی فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَقٌّ فِیهِ مَکْتُوبٌ مَا کَانَ هُنَالِکَ وَ لَا کَذَلِکَ
15- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ذَکَرَ اسْمَهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ زَیْدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالُوا جَاءَتْ أُمُّ أَسْلَمَ یَوْماً إِلَی النَّبِیِّ ص وَ هُوَ فِی مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَتْ خَرَجَ فِی بَعْضِ الْحَوَائِجِ وَ السَّاعَةَ یَجِی‏ءُ فَانْتَظَرَتْهُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ حَتَّی جَاءَ ص فَقَالَتْ
الکافی ج : 1 ص : 356
أُمُّ أَسْلَمَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی قَدْ قَرَأْتُ الْکُتُبَ وَ عَلِمْتُ کُلَّ نَبِیٍّ وَ وَصِیٍّ فَمُوسَی کَانَ لَهُ وَصِیٌّ فِی حَیَاتِهِ وَ وَصِیٌّ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ کَذَلِکَ عِیسَی فَمَنْ وَصِیُّکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهَا یَا أُمَّ أَسْلَمَ وَصِیِّی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَمَاتِی وَاحِدٌ ثُمَّ قَالَ لَهَا یَا أُمَّ أَسْلَمَ مَنْ فَعَلَ فِعْلِی هَذَا فَهُوَ وَصِیِّی ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی حَصَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَفَرَکَهَا بِإِصْبَعِهِ فَجَعَلَهَا شِبْهَ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا ثُمَّ طَبَعَهَا بِخَاتَمِهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ فَعَلَ فِعْلِی هَذَا فَهُوَ وَصِیِّی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَمَاتِی فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَنْتَ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ نَعَمْ یَا أُمَّ أَسْلَمَ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی حَصَاةٍ فَفَرَکَهَا فَجَعَلَهَا کَهَیْئَةِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا وَ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ ثُمَّ قَالَ یَا أُمَّ أَسْلَمَ مَنْ فَعَلَ فِعْلِی هَذَا فَهُوَ وَصِیِّی فَأَتَیْتُ الْحَسَنَ ع وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی أَنْتَ وَصِیُّ أَبِیکَ فَقَالَ نَعَمْ یَا أُمَّ أَسْلَمَ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ وَ أَخَذَ حَصَاةً فَفَعَلَ بِهَا کَفِعْلِهِمَا فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَیْتُ الْحُسَیْنَ ع وَ إِنِّی لَمُسْتَصْغِرَةٌ لِسِنِّهِ فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَنْتَ وَصِیُّ أَخِیکَ فَقَالَ نَعَمْ یَا أُمَّ أَسْلَمَ ائْتِینِی بِحَصَاةٍ ثُمَّ فَعَلَ کَفِعْلِهِمْ فَعَمَرَتْ أُمُّ أَسْلَمَ حَتَّی لَحِقَتْ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ ع فِی مُنْصَرَفِهِ فَسَأَلَتْهُ أَنْتَ وَصِیُّ أَبِیکَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ فَعَلَ کَفِعْلِهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ
16- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرِ بْنِ دَابٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مَعَهُ کُتُبٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ یَدْعُونَهُ فِیهَا إِلَی أَنْفُسِهِمْ وَ یُخْبِرُونَهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ وَ یَأْمُرُونَهُ بِالْخُرُوجِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع هَذِهِ الْکُتُبُ ابْتِدَاءٌ مِنْهُمْ أَوْ جَوَابُ مَا کَتَبْتَ بِهِ إِلَیْهِمْ وَ دَعَوْتَهُمْ إِلَیْهِ فَقَالَ بَلِ ابْتِدَاءٌ مِنَ الْقَوْمِ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِحَقِّنَا وَ بِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لِمَا یَجِدُونَ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ وُجُوبِ مَوَدَّتِنَا وَ فَرْضِ طَاعَتِنَا وَ لِمَا نَحْنُ فِیهِ مِنَ الضِّیقِ وَ الضَّنْکِ وَ الْبَلَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنَّ الطَّاعَةَ مَفْرُوضَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةٌ أَمْضَاهَا فِی الْأَوَّلِینَ وَ کَذَلِکَ یُجْرِیهَا فِی الْ‏آخِرِینَ وَ الطَّاعَةُ لِوَاحِدٍ مِنَّا وَ الْمَوَدَّةُ لِلْجَمِیعِ وَ أَمْرُ اللَّهِ یَجْرِی لِأَوْلِیَائِهِ بِحُکْمٍ مَوْصُولٍ وَ قَضَاءٍ مَفْصُولٍ وَ حَتْمٍ مَقْضِیٍّ وَ قَدَرٍ مَقْدُورٍ
الکافی ج : 1 ص : 357
وَ أَجَلٍ مُسَمًّی لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ فَلَا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لَا یُوقِنُونَ إِنَّهُمْ لَنْ یُغْنُوا عَنْکَ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً فَلَا تَعْجَلْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ وَ لَا تَسْبِقَنَّ اللَّهَ فَتُعْجِزَکَ الْبَلِیَّةُ فَتَصْرَعَکَ قَالَ فَغَضِبَ زَیْدٌ عِنْدَ ذَلِکَ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ وَ أَرْخَی سِتْرَهُ وَ ثَبَّطَ عَنِ الْجِهَادِ وَ لَکِنَّ الْإِمَامَ مِنَّا مَنْ مَنَعَ حَوْزَتَهُ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ دَفَعَ عَنْ رَعِیَّتِهِ وَ ذَبَّ عَنْ حَرِیمِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع هَلْ تَعْرِفُ یَا أَخِی مِنْ نَفْسِکَ شَیْئاً مِمَّا نَسَبْتَهَا إِلَیْهِ فَتَجِی‏ءَ عَلَیْهِ بِشَاهِدٍ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ أَوْ حُجَّةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْ تَضْرِبَ بِهِ مَثَلًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَلَّ حَلَالًا وَ حَرَّمَ حَرَاماً وَ فَرَضَ فَرَائِضَ وَ ضَرَبَ أَمْثَالًا وَ سَنَّ سُنَناً وَ لَمْ یَجْعَلِ الْإِمَامَ الْقَائِمَ بِأَمْرِهِ شُبْهَةً فِیمَا فَرَضَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ أَنْ یَسْبِقَهُ بِأَمْرٍ قَبْلَ مَحَلِّهِ أَوْ یُجَاهِدَ فِیهِ قَبْلَ حُلُولِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الصَّیْدِ لا تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ أَ فَقَتْلُ الصَّیْدِ أَعْظَمُ أَمْ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ وَ جَعَلَ لِکُلِّ شَیْ‏ءٍ مَحَلًّا وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ فَجَعَلَ الشُّهُورَ عِدَّةً مَعْلُومَةً فَجَعَلَ مِنْهَا أَرْبَعَةً حُرُماً وَ قَالَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ ثُمَّ قَالَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فَجَعَلَ لِذَلِکَ مَحَلًّا وَ قَالَ وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّکاحِ حَتَّی یَبْلُغَ الْکِتابُ أَجَلَهُ فَجَعَلَ لِکُلِّ شَیْ‏ءٍ أَجَلًا وَ لِکُلِّ أَجَلٍ کِتَاباً فَإِنْ کُنْتَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّکَ وَ یَقِینٍ مِنْ أَمْرِکَ وَ تِبْیَانٍ مِنْ شَأْنِکَ فَشَأْنَکَ وَ إِلَّا فَلَا تَرُومَنَّ أَمْراً أَنْتَ مِنْهُ فِی شَکٍّ وَ شُبْهَةٍ وَ لَا تَتَعَاطَ زَوَالَ مُلْکٍ لَمْ تَنْقَضِ أُکُلُهُ وَ لَمْ یَنْقَطِعْ مَدَاهُ وَ لَمْ یَبْلُغِ الْکِتَابُ أَجَلَهُ فَلَوْ قَدْ بَلَغَ مَدَاهُ وَ انْقَطَعَ أُکُلُهُ وَ بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ لَانْقَطَعَ الْفَصْلُ وَ تَتَابَعَ النِّظَامُ وَ لَأَعْقَبَ اللَّهُ فِی التَّابِعِ وَ الْمَتْبُوعِ الذُّلَّ وَ الصَّغَارَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِمَامٍ ضَلَّ عَنْ وَقْتِهِ فَکَانَ التَّابِعُ فِیهِ أَعْلَمَ مِنَ الْمَتْبُوعِ أَ تُرِیدُ یَا أَخِی أَنْ تُحْیِیَ مِلَّةَ قَوْمٍ قَدْ کَفَرُوا بِ‏آیَاتِ اللَّهِ وَ عَصَوْا رَسُولَهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ وَ ادَّعَوُا الْخِلَافَةَ بِلَا بُرْهَانٍ مِنَ اللَّهِ وَ لَا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِهِ أُعِیذُکَ بِاللَّهِ یَا أَخِی أَنْ تَکُونَ غَداً الْمَصْلُوبَ بِالْکُنَاسَةِ ثُمَّ ارْفَضَّتْ عَیْنَاهُ وَ سَالَتْ دُمُوعُهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ هَتَکَ سِتْرَنَا وَ جَحَدَنَا حَقَّنَا وَ أَفْشَی سِرَّنَا
الکافی ج : 1 ص : 358
وَ نَسَبَنَا إِلَی غَیْرِ جَدِّنَا وَ قَالَ فِینَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِی أَنْفُسِنَا
17- بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَنْجَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَکَمِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ أَتَیْنَا خَدِیجَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع نُعَزِّیهَا بِابْنِ بِنْتِهَا فَوَجَدْنَا عِنْدَهَا مُوسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَإِذَا هِیَ فِی نَاحِیَةٍ قَرِیباً مِنَ النِّسَاءِ فَعَزَّیْنَاهُمْ ثُمَّ أَقْبَلْنَا عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ یَقُولُ لِابْنَةِ أَبِی یَشْکُرَ الرَّاثِیَةِ قُولِی فَقَالَتْ
اعْدُدْ رَسُولَ اللَّهِ وَ اعْدُدْ بَعْدَهُ أَسَدَ الْإِلَهِ وَ ثَالِثاً عَبَّاسَاوَ اعْدُدْ عَلِیَّ الْخَیْرِ وَ اعْدُدْ جَعْفَراً وَ اعْدُدْ عَقِیلًا بَعْدَهُ الرُّوَّاسَا
فَقَالَ أَحْسَنْتِ وَ أَطْرَبْتِنِی زِیدِینِی فَانْدَفَعَتْ تَقُولُ
وَ مِنَّا إِمَامُ الْمُتَّقِینَ مُحَمَّدٌ وَ حَمْزَةُ مِنَّا وَ الْمُهَذَّبُ جَعْفَرُوَ مِنَّا عَلِیٌّ صِهْرُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ فَارِسُهُ ذَاکَ الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ
فَأَقَمْنَا عِنْدَهَا حَتَّی کَادَ اللَّیْلُ أَنْ یَجِی‏ءَ ثُمَّ قَالَتْ خَدِیجَةُ سَمِعْتُ عَمِّی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّمَا تَحْتَاجُ الْمَرْأَةُ فِی الْمَأْتَمِ إِلَی النَّوْحِ لِتَسِیلَ دَمْعَتُهَا وَ لَا یَنْبَغِی لَهَا أَنْ تَقُولَ هُجْراً فَإِذَا جَاءَ اللَّیْلُ فَلَا تُؤْذِی الْمَلَائِکَةَ بِالنَّوْحِ ثُمَّ خَرَجْنَا فَغَدَوْنَا إِلَیْهَا غُدْوَةً فَتَذَاکَرْنَا عِنْدَهَا اخْتِزَالَ مَنْزِلِهَا مِنْ دَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ هَذِهِ دَارٌ تُسَمَّی دَارَ السَّرِقَةِ فَقَالَتْ هَذَا مَا اصْطَفَی مَهْدِیُّنَا تَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ تُمَازِحُهُ بِذَلِکَ فَقَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَأُخْبِرَنَّکُمْ بِالْعَجَبِ رَأَیْتُ أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ لَمَّا أَخَذَ فِی أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَجْمَعَ عَلَی لِقَاءِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَا أَجِدُ هَذَا الْأَمْرَ یَسْتَقِیمُ إِلَّا أَنْ أَلْقَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَانْطَلَقَ وَ هُوَ مُتَّکٍ عَلَیَّ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّی أَتَیْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَلَقِینَاهُ خَارِجاً یُرِیدُ الْمَسْجِدَ فَاسْتَوْقَفَهُ أَبِی وَ کَلَّمَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَیْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذَلِکَ نَلْتَقِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَرَجَعَ أَبِی مَسْرُوراً ثُمَّ أَقَامَ حَتَّی إِذَا کَانَ الْغَدُ أَوْ بَعْدَهُ بِیَوْمٍ انْطَلَقْنَا حَتَّی أَتَیْنَاهُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ أَبِی وَ أَنَا مَعَهُ فَابْتَدَأَ الْکَلَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ فِیمَا یَقُولُ قَدْ عَلِمْتَ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَنَّ السِّنَّ لِی عَلَیْکَ وَ أَنَّ فِی قَوْمِکَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْکَ وَ لَکِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ قَدَّمَ لَکَ فَضْلًا لَیْسَ هُوَ
الکافی ج : 1 ص : 359
لِأَحَدٍ مِنْ قَوْمِکَ وَ قَدْ جِئْتُکَ مُعْتَمِداً لِمَا أَعْلَمُ مِنْ بِرِّکَ وَ أَعْلَمُ فَدَیْتُکَ أَنَّکَ إِذَا أَجَبْتَنِی لَمْ یَتَخَلَّفْ عَنِّی أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِکَ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیَّ اثْنَانِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ لَا غَیْرِهِمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّکَ تَجِدُ غَیْرِی أَطْوَعَ لَکَ مِنِّی وَ لَا حَاجَةَ لَکَ فِیَّ فَوَ اللَّهِ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ أَنِّی أُرِیدُ الْبَادِیَةَ أَوْ أَهُمُّ بِهَا فَأَثْقُلُ عَنْهَا وَ أُرِیدُ الْحَجَّ فَمَا أُدْرِکُهُ إِلَّا بَعْدَ کَدٍّ وَ تَعَبٍ وَ مَشَقَّةٍ عَلَی نَفْسِی فَاطْلُبْ غَیْرِی وَ سَلْهُ ذَلِکَ وَ لَا تُعْلِمْهُمْ أَنَّکَ جِئْتَنِی فَقَالَ لَهُ النَّاسُ مَادُّونَ أَعْنَاقَهُمْ إِلَیْکَ وَ إِنْ أَجَبْتَنِی لَمْ یَتَخَلَّفْ عَنِّی أَحَدٌ وَ لَکَ أَنْ لَا تُکَلَّفَ قِتَالًا وَ لَا مَکْرُوهاً قَالَ وَ هَجَمَ عَلَیْنَا نَاسٌ فَدَخَلُوا وَ قَطَعُوا کَلَامَنَا فَقَالَ أَبِی جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا تَقُولُ فَقَالَ نَلْتَقِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ أَ لَیْسَ عَلَی مَا أُحِبُّ فَقَالَ عَلَی مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ إِصْلَاحِکَ ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّی جَاءَ الْبَیْتَ فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَی مُحَمَّدٍ فِی جَبَلٍ بِجُهَیْنَةَ یُقَالُ لَهُ الْأَشْقَرُ عَلَی لَیْلَتَیْنِ مِنَ الْمَدِینَةِ فَبَشَّرَهُ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ لَهُ بِوَجْهِ حَاجَتِهِ وَ مَا طَلَبَ ثُمَّ عَادَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَوُقِّفْنَا بِالْبَابِ وَ لَمْ نَکُنْ نُحْجَبُ إِذَا جِئْنَا فَأَبْطَأَ الرَّسُولُ ثُمَّ أَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فَجَلَسْتُ فِی نَاحِیَةِ الْحُجْرَةِ وَ دَنَا أَبِی إِلَیْهِ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَدْ عُدْتُ إِلَیْکَ رَاجِیاً مُؤَمِّلًا قَدِ انْبَسَطَ رَجَائِی وَ أَمَلِی وَ رَجَوْتُ الدَّرْکَ لِحَاجَتِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا ابْنَ عَمِّ إِنِّی أُعِیذُکَ بِاللَّهِ مِنَ التَّعَرُّضِ لِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِی أَمْسَیْتَ فِیهِ وَ إِنِّی لَخَائِفٌ عَلَیْکَ أَنْ یُکْسِبَکَ شَرّاً فَجَرَی الْکَلَامُ بَیْنَهُمَا حَتَّی أَفْضَی إِلَی مَا لَمْ یَکُنْ یُرِیدُ وَ کَانَ مِنْ قَوْلِهِ بِأَیِّ شَیْ‏ءٍ کَانَ الْحُسَیْنُ أَحَقَّ بِهَا مِنْ الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رَحِمَ اللَّهُ الْحَسَنَ وَ رَحِمَ الْحُسَیْنَ وَ کَیْفَ ذَکَرْتَ هَذَا قَالَ لِأَنَّ الْحُسَیْنَ ع کَانَ یَنْبَغِی لَهُ إِذَا عَدَلَ أَنْ یَجْعَلَهَا فِی الْأَسَنِّ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَنْ أَوْحَی إِلَی مُحَمَّدٍ ص أَوْحَی إِلَیْهِ بِمَا شَاءَ وَ لَمْ یُؤَامِرْ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ وَ أَمَرَ مُحَمَّدٌ ص عَلِیّاً ع بِمَا شَاءَ فَفَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ وَ لَسْنَا نَقُولُ فِیهِ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ تَبْجِیلِهِ وَ تَصْدِیقِهِ فَلَوْ کَانَ أَمَرَ الْحُسَیْنَ أَنْ یُصَیِّرَهَا فِی الْأَسَنِّ أَوْ یَنْقُلَهَا فِی وُلْدِهِمَا یَعْنِی الْوَصِیَّةَ لَفَعَلَ ذَلِکَ الْحُسَیْنُ وَ مَا هُوَ بِالْمُتَّهَمِ عِنْدَنَا فِی الذَّخِیرَةِ لِنَفْسِهِ وَ لَقَدْ وَلَّی وَ تَرَکَ ذَلِکَ وَ لَکِنَّهُ مَضَی لِمَا أُمِرَ بِهِ وَ هُوَ جَدُّکَ وَ عَمُّکَ فَإِنْ قُلْتَ خَیْراً فَمَا أَوْلَاکَ بِهِ وَ إِنْ قُلْتَ هُجْراً فَیَغْفِرُ اللَّهُ لَکَ أَطِعْنِی یَا ابْنَ

الکافی ج : 1 ص : 360
عَمِّ وَ اسْمَعْ کَلَامِی فَوَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا آلُوکَ نُصْحاً وَ حِرْصاً فَکَیْفَ وَ لَا أَرَاکَ تَفْعَلُ وَ مَا لِأَمْرِ اللَّهِ مِنْ مَرَدٍّ فَسُرَّ أَبِی عِنْدَ ذَلِکَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْأَحْوَلُ الْأَکْشَفُ الْأَخْضَرُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ عِنْدَ بَطْنِ مَسِیلِهَا فَقَالَ أَبِی لَیْسَ هُوَ ذَلِکَ وَ اللَّهِ لَیُحَارِبَنَّ بِالْیَوْمِ یَوْماً وَ بِالسَّاعَةِ سَاعَةً وَ بِالسَّنَةِ سَنَةً وَ لَیَقُومَنَّ بِثَأْرِ بَنِی أَبِی طَالِبٍ جَمِیعاً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَغْفِرُ اللَّهُ لَکَ مَا أَخْوَفَنِی أَنْ یَکُونَ هَذَا الْبَیْتُ یَلْحَقُ صَاحِبَنَا مَنَّتْکَ نَفْسُکَ فِی الْخَلَاءِ ضَلَالًا لَا وَ اللَّهِ لَا یَمْلِکُ أَکْثَرَ مِنْ حِیطَانِ الْمَدِینَةِ وَ لَا یَبْلُغُ عَمَلُهُ الطَّائِفَ إِذَا أَحْفَلَ یَعْنِی إِذَا أَجْهَدَ نَفْسَهُ وَ مَا لِلْأَمْرِ مِنْ بُدٍّ أَنْ یَقَعَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ ارْحَمْ نَفْسَکَ وَ بَنِی أَبِیکَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرَاهُ أَشْأَمَ سَلْحَةٍ أَخْرَجَتْهَا أَصْلَابُ الرِّجَالِ إِلَی أَرْحَامِ النِّسَاءِ وَ اللَّهِ إِنَّهُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا وَ اللَّهِ لَکَأَنِّی بِهِ صَرِیعاً مَسْلُوباً بِزَّتُهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ لَبِنَةٌ وَ لَا یَنْفَعُ هَذَا الْغُلَامَ مَا یَسْمَعُ قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَعْنِینِی وَ لَیَخْرُجَنَّ مَعَهُ فَیُهْزَمُ وَ یُقْتَلُ صَاحِبُهُ ثُمَّ یَمْضِی فَیَخْرُجُ مَعَهُ رَایَةٌ أُخْرَی فَیُقْتَلُ کَبْشُهَا وَ یَتَفَرَّقُ جَیْشُهَا فَإِنْ أَطَاعَنِی فَلْیَطْلُبِ الْأَمَانَ عِنْدَ ذَلِکَ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ حَتَّی یَأْتِیَهُ اللَّهُ بِالْفَرَجِ وَ لَقَدْ عَلِمْتَ بِأَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَتِمُّ وَ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ وَ نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَکَ الْأَحْوَلُ الْأَخْضَرُ الْأَکْشَفُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا عِنْدَ بَطْنِ مَسِیلِهَا فَقَامَ أَبِی وَ هُوَ یَقُولُ بَلْ یُغْنِی اللَّهُ عَنْکَ وَ لَتَعُودَنَّ أَوْ لَیَقِی اللَّهُ بِکَ وَ بِغَیْرِکَ وَ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا امْتِنَاعَ غَیْرِکَ وَ أَنْ تَکُونَ ذَرِیعَتَهُمْ إِلَی ذَلِکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اللَّهُ یَعْلَمُ مَا أُرِیدُ إِلَّا نُصْحَکَ وَ رُشْدَکَ وَ مَا عَلَیَّ إِلَّا الْجُهْدُ فَقَامَ أَبِی یَجُرُّ ثَوْبَهُ مُغْضَباً فَلَحِقَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ أُخْبِرُکَ أَنِّی سَمِعْتُ عَمَّکَ وَ هُوَ خَالُکَ یَذْکُرُ أَنَّکَ وَ بَنِی

الکافی ج : 1 ص : 361
أَبِیکَ سَتُقْتَلُونَ فَإِنْ أَطَعْتَنِی وَ رَأَیْتَ أَنْ تَدْفَعَ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَافْعَلْ فَوَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ الْکَبِیرُ الْمُتَعَالِ عَلَی خَلْقِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّی فَدَیْتُکَ بِوُلْدِی وَ بِأَحَبِّهِمْ إِلَیَّ وَ بِأَحَبِّ أَهْلِ بَیْتِی إِلَیَّ وَ مَا یَعْدِلُکَ عِنْدِی شَیْ‏ءٌ فَلَا تَرَی أَنِّی غَشَشْتُکَ فَخَرَجَ أَبِی مِنْ عِنْدِهِ مُغْضَباً أَسِفاً قَالَ فَمَا أَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِکَ إِلَّا قَلِیلًا عِشْرِینَ لَیْلَةً أَوْ نَحْوَهَا حَتَّی قَدِمَتْ رُسُلُ أَبِی جَعْفَرٍ فَأَخَذُوا أَبِی وَ عُمُومَتِی سُلَیْمَانَ بْنَ حَسَنٍ وَ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنَ حَسَنٍ وَ دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ وَ عَلِیَّ بْنَ حَسَنٍ وَ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ حَسَنٍ وَ عَلِیَّ بْنَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَسَنٍ وَ حَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنٍ وَ طَبَاطَبَا إِبْرَاهِیمَ بْنَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ حَسَنٍ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ قَالَ فَصُفِّدُوا فِی الْحَدِیدِ ثُمَّ حُمِلُوا فِی مَحَامِلَ أَعْرَاءً لَا وِطَاءَ فِیهَا وَ وُقِّفُوا بِالْمُصَلَّی لِکَیْ یُشْمِتَهُمُ النَّاسُ قَالَ فَکَفَّ النَّاسُ عَنْهُمْ وَ رَقُّوا لَهُمْ لِلْحَالِ الَّتِی هُمْ فِیهَا ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّی وُقِّفُوا عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیُّ فَحَدَّثَتْنَا خَدِیجَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ أَنَّهُمْ لَمَّا أُوقِفُوا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ الْ‏fبَابِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ بَابُ جَبْرَئِیلَ اطَّلَعَ عَلَیْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ مَطْرُوحٌ بِالْأَرْضِ ثُمَّ اطَّلَعَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَعَنَکُمُ اللَّهُ یَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ ثَلَاثاً مَا عَلَی هَذَا عَاهَدْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ لَا بَایَعْتُمُوهُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ کُنْتُ حَرِیصاً وَ لَکِنِّی غُلِبْتُ وَ لَیْسَ لِلْقَضَاءِ مَدْفَعٌ ثُمَّ قَامَ وَ أَخَذَ إِحْدَی نَعْلَیْهِ فَأَدْخَلَهَا رِجْلَهُ وَ الْأُخْرَی فِی یَدِهِ وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ یَجُرُّهُ فِی الْأَرْضِ ثُمَّ دَخَلَ بَیْتَهُ فَحُمَّ عِشْرِینَ لَیْلَةً لَمْ یَزَلْ یَبْکِی فِیهِ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ فَهَذَا حَدِیثُ خَدِیجَةَ قَالَ الْجَعْفَرِیُّ وَ حَدَّثَنَا مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَمَّا طُلِعَ بِالْقَوْمِ فِی الْمَحَامِلِ قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مِنَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَهْوَی إِلَی الْمَحْمِلِ الَّذِی فِیهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ یُرِیدُ کَلَامَهُ فَمُنِعَ أَشَدَّ الْمَنْعِ وَ أَهْوَی إِلَیْهِ الْحَرَسِیُّ فَدَفَعَهُ وَ قَالَ تَنَحَّ عَنْ هَذَا فَإِنَّ اللَّهَ سَیَکْفِیکَ وَ یَکْفِی غَیْرَکَ ثُمَّ دَخَلَ بِهِمُ الزُّقَاقَ وَ رَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَی مَنْزِلِهِ فَلَمْ یَبْلُغْ بِهِمُ الْبَقِیعَ حَتَّی ابْتُلِیَ الْحَرَسِیُّ بَلَاءً شَدِیداً رَمَحَتْهُ نَاقَتُهُ فَدَقَّتْ وَرِکَهُ فَمَاتَ فِیهَا وَ مَضَی بِالْقَوْمِ فَأَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِکَ حِیناً ثُمَّ أَتَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَأُخْبِرَ أَنَّ أَبَاهُ وَ عُمُومَتَهُ قُتِلُوا قَتَلَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَّا حَسَنَ

الکافی ج : 1 ص : 362
بْنَ جَعْفَرٍ وَ طَبَاطَبَا وَ عَلِیَّ بْنَ إِبْرَاهِیمَ وَ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ وَ دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ قَالَ فَظَهَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِکَ وَ دَعَا النَّاسَ لِبَیْعَتِهِ قَالَ فَکُنْتُ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ بَایَعُوهُ وَ اسْتَوْسَقَ النَّاسَ لِبَیْعَتِهِ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیْهِ قُرَشِیٌّ وَ لَا أَنْصَارِیٌّ وَ لَا عَرَبِیٌّ قَالَ وَ شَاوَرَ عِیسَی بْنَ زَیْدٍ وَ کَانَ مِنْ ثِقَاتِهِ وَ کَانَ عَلَی شُرَطِهِ فَشَاوَرَهُ فِی الْبِعْثَةِ إِلَی وُجُوهِ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ إِنْ دَعَوْتَهُمْ دُعَاءً یَسِیراً لَمْ یُجِیبُوکَ أَوْ تَغْلُظَ عَلَیْهِمْ فَخَلِّنِی وَ إِیَّاهُمْ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ امْضِ إِلَی مَنْ أَرَدْتَ مِنْهُمْ فَقَالَ ابْعَثْ إِلَی رَئِیسِهِمْ وَ کَبِیرِهِمْ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع فَإِنَّکَ إِذَا أَغْلَظْتَ عَلَیْهِ عَلِمُوا جَمِیعاً أَنَّکَ سَتُمِرُّهُمْ عَلَی الطَّرِیقِ الَّتِی أَمْرَرْتَ عَلَیْهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْنَا أَنْ أُتِیَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع حَتَّی أُوقِفَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَ حَدَثَتْ نُبُوَّةٌ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ لَا وَ لَکِنْ بَایِعْ تَأْمَنْ عَلَی نَفْسِکَ وَ مَالِکَ وَ وُلْدِکَ وَ لَا تُکَلَّفَنَّ حَرْباً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا فِیَّ حَرْبٌ وَ لَا قِتَالٌ وَ لَقَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَی أَبِیکَ وَ حَذَّرْتُهُ الَّذِی حَاقَ بِهِ وَ لَکِنْ لَا یَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ یَا ابْنَ أَخِی عَلَیْکَ بِالشَّبَابِ وَ دَعْ عَنْکَ الشُّیُوخَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ مَا أَقْرَبَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فِی السِّنِّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی لَمْ أُعَازَّکَ وَ لَمْ أَجِئْ لِأَتَقَدَّمَ عَلَیْکَ فِی الَّذِی أَنْتَ فِیهِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ لَا وَ اللَّهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تُبَایِعَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا فِیَّ یَا ابْنَ أَخِی طَلَبٌ وَ لَا حَرْبٌ وَ إِنِّی لَأُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی الْبَادِیَةِ فَیَصُدُّنِی ذَلِکَ وَ یَثْقُلُ عَلَیَّ حَتَّی تُکَلِّمَنِی فِی ذَلِکَ الْأَهْلُ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ لَا یَمْنَعُنِی مِنْهُ إِلَّا الضَّعْفُ وَ اللَّهِ وَ الرَّحِمِ أَنْ تُدْبِرَ عَنَّا وَ نَشْقَی بِکَ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَ اللَّهِ مَاتَ أَبُو الدَّوَانِیقِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ مَا تَصْنَعُ بِی وَ قَدْ مَاتَ قَالَ أُرِیدُ الْجَمَالَ بِکَ قَالَ مَا إِلَی مَا تُرِیدُ سَبِیلٌ لَا وَ اللَّهِ مَا مَاتَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ مَاتَ مَوْتَ النَّوْمِ‏
الکافی ج : 1 ص : 363
قَالَ وَ اللَّهِ لَتُبَایِعُنِی طَائِعاً أَوْ مُکْرَهاً وَ لَا تُحْمَدُ فِی بَیْعَتِکَ فَأَبَی عَلَیْهِ إِبَاءً شَدِیداً وَ أَمَرَ بِهِ إِلَی الْحَبْسِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ أَمَا إِنْ طَرَحْنَاهُ فِی السِّجْنِ وَ قَدْ خَرِبَ السِّجْنُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ الْیَوْمَ غَلَقٌ خِفْنَا أَنْ یَهْرُبَ مِنْهُ فَضَحِکَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ أَ وَ تُرَاکَ تُسْجِنُنِی قَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی أَکْرَمَ مُحَمَّداً ص بِالنُّبُوَّةِ لَأُسْجِنَنَّکَ وَ لَأُشَدِّدَنَّ عَلَیْکَ فَقَالَ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ احْبِسُوهُ فِی الْمَخْبَإِ وَ ذَلِکَ دَارُ رَیْطَةَ الْیَوْمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی سَأَقُولُ ثُمَّ أُصَدَّقُ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ لَوْ تَکَلَّمْتَ لَکَسَرْتُ فَمَکَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَمَا وَ اللَّهِ یَا أَکْشَفُ یَا أَزْرَقُ لَکَأَنِّی بِکَ تَطْلُبُ لِنَفْسِکَ جُحْراً تَدْخُلُ فِیهِ وَ مَا أَنْتَ فِی الْمَذْکُورِینَ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَ إِنِّی لَأَظُنُّکَ إِذَا صُفِّقَ خَلْفَکَ طِرْتَ مِثْلَ الْهَیْقِ النَّافِرِ فَنَفَرَ عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ بِانْتِهَارٍ احْبِسْهُ وَ شَدِّدْ عَلَیْهِ وَ اغْلُظْ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَمَا وَ اللَّهِ لَکَأَنِّی بِکَ خَارِجاً مِنْ سُدَّةِ أَشْجَعَ إِلَی بَطْنِ الْوَادِی وَ قَدْ حَمَلَ عَلَیْکَ فَارِسٌ مُعْلَمٌ فِی یَدِهِ طِرَادَةٌ نِصْفُهَا أَبْیَضُ وَ نِصْفُهَا أَسْوَدُ عَلَی فَرَسٍ کُمَیْتٍ أَقْرَحَ فَطَعَنَکَ فَلَمْ یَصْنَعْ فِیکَ شَیْئاً وَ ضَرَبْتَ خَیْشُومَ فَرَسِهِ فَطَرَحْتَهُ وَ حَمَلَ عَلَیْکَ آخَرُ خَارِجٌ مِنْ زُقَاقِ آلِ أَبِی عَمَّارٍ الدُّؤَلِیِّینَ عَلَیْهِ غَدِیرَتَانِ مَضْفُورَتَانِ وَ قَدْ خَرَجَتَا مِنْ تَحْتِ بَیْضَةٍ کَثِیرُ شَعْرِ الشَّارِبَیْنِ فَهُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُکَ فَلَا رَحِمَ اللَّهُ رِمَّتَهُ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَسِبْتَ فَأَخْطَأْتَ وَ قَامَ إِلَیْهِ السُّرَاقِیُّ بْنُ سَلْخِ الْحُوتِ فَدَفَعَ فِی ظَهْرِهِ حَتَّی أُدْخِلَ السِّجْنَ وَ اصْطُفِیَ مَا کَانَ لَهُ مِنْ مَالٍ وَ مَا کَانَ لِقَوْمِهِ مِمَّنْ لَمْ یَخْرُجْ مَعَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَطُلِعَ بِإِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ شَیْخٌ کَبِیرٌ ضَعِیفٌ قَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَی عَیْنَیْهِ وَ ذَهَبَتْ رِجْلَاهُ وَ هُوَ

الکافی ج : 1 ص : 364
یُحْمَلُ حَمْلًا فَدَعَاهُ إِلَی الْبَیْعَةِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ أَخِی إِنِّی شَیْخٌ کَبِیرٌ ضَعِیفٌ وَ أَنَا إِلَی بِرِّکَ وَ عَوْنِکَ أَحْوَجُ فَقَالَ لَهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تُبَایِعَ فَقَالَ لَهُ وَ أَیَّ شَیْ‏ءٍ تَنْتَفِعُ بِبَیْعَتِی وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُضَیِّقُ عَلَیْکَ مَکَانَ اسْمِ رَجُلٍ إِنْ کَتَبْتَهُ قَالَ لَا بُدَّ لَکَ أَنْ تَفْعَلَ وَ أَغْلَظَ لَهُ فِی الْقَوْلِ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ ادْعُ لِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَعَلَّنَا نُبَایِعُ جَمِیعاً قَالَ فَدَعَا جَعْفَراً ع فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُبَیِّنَ لَهُ فَافْعَلْ لَعَلَّ اللَّهَ یَکُفُّهُ عَنَّا قَالَ قَدْ أَجْمَعْتُ أَلَّا أُکَلِّمَهُ أَ فَلْیَرَ فِیَّ بِرَأْیِهِ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنْشُدُکَ اللَّهَ هَلْ تَذْکُرُ یَوْماً أَتَیْتُ أَبَاکَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ ع وَ عَلَیَّ حُلَّتَانِ صَفْرَاوَانِ فَدَامَ النَّظَرَ إِلَیَّ فَبَکَی فَقُلْتُ لَهُ مَا یُبْکِیکَ فَقَالَ لِی یُبْکِینِی أَنَّکَ تُقْتَلُ عِنْدَ کِبَرِ سِنِّکَ ضَیَاعاً لَا یَنْتَطِحُ فِی دَمِکَ عَنْزَانِ قَالَ قُلْتُ فَمَتَی ذَاکَ قَالَ إِذَا دُعِیتَ إِلَی الْبَاطِلِ فَأَبَیْتَهُ وَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَی الْأَحْوَلِ مَشُومِ قَوْمِهِ یَنْتَمِی مِنْ آلِ الْحَسَنِ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص یَدْعُو إِلَی نَفْسِهِ قَدْ تَسَمَّی بِغَیْرِ اسْمِهِ فَأَحْدِثْ عَهْدَکَ وَ اکْتُبْ وَصِیَّتَکَ فَإِنَّکَ مَقْتُولٌ فِی یَوْمِکَ أَوْ مِنْ غَدٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَعَمْ وَ هَذَا وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ لَا یَصُومُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا أَقَلَّهُ فَأَسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَنَا فِیکَ وَ أَحْسَنَ الْخِلَافَةَ عَلَی مَنْ خَلَّفْتَ وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ قَالَ ثُمَّ احْتُمِلَ إِسْمَاعِیلُ وَ رُدَّ جَعْفَرٌ إِلَی الْحَبْسِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَمْسَیْنَا حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهِ بَنُو أَخِیهِ بَنُو مُعَاوِیَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَتَوَطَّئُوهُ حَتَّی قَتَلُوهُ وَ بَعَثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَی جَعْفَرٍ فَخَلَّی سَبِیلَهُ قَالَ وَ أَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِکَ حَتَّی اسْتَهْلَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ فَبَلَغَنَا خُرُوجُ عِیسَی بْنِ مُوسَی یُرِیدُ الْمَدِینَةَ قَالَ فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَی مُقَدِّمَتِهِ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ کَانَ عَلَی مُقَدِّمَةِ عِیسَی بْنِ مُوسَی وُلْدُ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَاسِمٌ وَ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدٍ وَ عَلِیٌّ وَ إِبْرَاهِیمُ بَنُو الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ فَهُزِمَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ قَدِمَ عِیسَی بْنُ مُوسَی الْمَدِینَةَ وَ صَارَ الْقِتَالُ بِالْمَدِینَةِ فَنَزَلَ بِذُبَابٍ وَ دَخَلَتْ عَلَیْنَا الْمُسَوِّدَةُ مِنْ خَلْفِنَا وَ خَرَجَ مُحَمَّدٌ فِی أَصْحَابِهِ حَتَّی بَلَغَ السُّوقَ

الکافی ج : 1 ص : 365
فَأَوْصَلَهُمْ وَ مَضَی ثُمَّ تَبِعَهُمْ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَسْجِدِ الْخَوَّامِینَ فَنَظَرَ إِلَی مَا هُنَاکَ فَضَاءٍ لَیْسَ فِیهِ مُسَوِّدٌ وَ لَا مُبَیِّضٌ فَاسْتَقْدَمَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی شِعْبِ فَزَارَةَ ثُمَّ دَخَلَ هُذَیْلَ ثُمَّ مَضَی إِلَی أَشْجَعَ فَخَرَجَ إِلَیْهِ الْفَارِسُ الَّذِی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ خَلْفِهِ مِنْ سِکَّةِ هُذَیْلَ فَطَعَنَهُ فَلَمْ یَصْنَعْ فِیهِ شَیْئاً وَ حَمَلَ عَلَی الْفَارِسِ فَضَرَبَ خَیْشُومَ فَرَسِهِ بِالسَّیْفِ فَطَعَنَهُ الْفَارِسُ فَأَنْفَذَهُ فِی الدِّرْعِ وَ انْثَنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ فَضَرَبَهُ فَأَثْخَنَهُ وَ خَرَجَ عَلَیْهِ حُمَیْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَ هُوَ مُدْبِرٌ عَلَی الْفَارِسِ یَضْرِبُهُ مِنْ زُقَاقِ الْعَمَّارِیِّینَ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً أَنْفَذَ السِّنَانَ فِیهِ فَکُسِرَ الرُّمْحُ وَ حَمَلَ عَلَی حُمَیْدٍ فَطَعَنَهُ حُمَیْدٌ بِزُجِّ الرُّمْحِ فَصَرَعَهُ ثُمَّ نَزَلَ إِلَیْهِ فَضَرَبَهُ حَتَّی أَثْخَنَهُ وَ قَتَلَهُ وَ أَخَذَ رَأْسَهُ وَ دَخَلَ الْجُنْدُ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ وَ أُخِذَتِ الْمَدِینَةُ وَ أُجْلِینَا هَرَباً فِی الْبِلَادِ قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَانْطَلَقْتُ حَتَّی لَحِقْتُ بِإِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَوَجَدْتُ عِیسَی بْنَ زَیْدٍ مُکْمَناً عِنْدَهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِسُوءِ تَدْبِیرِهِ وَ خَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّی أُصِیبَ رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ مَضَیْتُ مَعَ ابْنِ أَخِی الْأَشْتَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ حَتَّی أُصِیبَ بِالسِّنْدِ ثُمَّ رَجَعْتُ شَرِیداً طَرِیداً تُضَیَّقُ عَلَیَّ الْبِلَادُ فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَیَّ الْأَرْضُ وَ اشْتَدَّ بِیَ الْخَوْفُ ذَکَرْتُ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَجِئْتُ إِلَی الْمَهْدِیِّ وَ قَدْ حَجَّ وَ هُوَ یَخْطُبُ النَّاسَ فِی ظِلِّ الْکَعْبَةِ فَمَا شَعَرَ إِلَّا وَ أَنِّی قَدْ قُمْتُ مِنْ تَحْتِ الْمِنْبَرِ فَقُلْتُ لِیَ الْأَمَانُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَدُلُّکَ عَلَی نَصِیحَةٍ لَکَ عِنْدِی فَقَالَ نَعَمْ مَا هِیَ قُلْتُ أَدُلُّکَ عَلَی مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ لِی نَعَمْ لَکَ الْأَمَانُ فَقُلْتُ لَهُ أَعْطِنِی مَا أَثِقُ بِهِ فَأَخَذْتُ مِنْهُ عُهُوداً وَ مَوَاثِیقَ وَ وَثَّقْتُ لِنَفْسِی ثُمَّ قُلْتُ أَنَا مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لِی إِذاً تُکْرَمَ وَ تُحْبَی فَقُلْتُ لَهُ أَقْطِعْنِی إِلَی بَعْضِ أَهْلِ بَیْتِکَ یَقُومُ بِأَمْرِی عِنْدَکَ فَقَالَ لِیَ انْظُرْ إِلَی مَنْ أَرَدْتَ فَقُلْتُ عَمَّکَ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لَا حَاجَةَ لِی فِیکَ فَقُلْتُ وَ لَکِنْ لِی فِیکَ الْحَاجَةُ أَسْأَلُکَ بِحَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا قَبِلْتَنِی فَقَبِلَنِی شَاءَ أَوْ أَبَی وَ قَالَ لِیَ الْمَهْدِیُّ مَنْ یَعْرِفُکَ وَ حَوْلَهُ أَصْحَابُنَا أَوْ أَکْثَرُهُمْ فَقُلْتُ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ زَیْدٍ یَعْرِفُنِی وَ هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ یَعْرِفُنِی وَ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ یَعْرِفُنِی فَقَالُوا نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ کَأَنَّهُ لَمْ یَغِبْ عَنَّا ثُمَّ قُلْتُ لِلْمَهْدِیِّ
الکافی ج : 1 ص : 366
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَخْبَرَنِی بِهَذَا الْمَقَامِ أَبُو هَذَا الرَّجُلِ وَ أَشَرْتُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ کَذَبْتُ عَلَی جَعْفَرٍ کَذِبَةً فَقُلْتُ لَهُ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُقْرِئَکَ السَّلَامَ وَ قَالَ إِنَّهُ إِمَامُ عَدْلٍ وَ سَخَاءٍ قَالَ فَأَمَرَ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِینَارٍ فَأَمَرَ لِی مِنْهَا مُوسَی بِأَلْفَیْ دِینَارٍ وَ وَصَلَ عَامَّةَ أَصْحَابِهِ وَ وَصَلَنِی فَأَحْسَنَ صِلَتِی فَحَیْثُ مَا ذُکِرَ وُلْدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقُولُوا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ مَلَائِکَتُهُ وَ حَمَلَةُ عَرْشِهِ وَ الْکِرَامُ الْکَاتِبُونَ وَ خُصُّوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِأَطْیَبِ ذَلِکَ وَ جَزَی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَنِّی خَیْراً فَأَنَا وَ اللَّهِ مَوْلَاهُمْ بَعْدَ اللَّهِ
18- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُفَضَّلِ مَوْلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ لَمَّا خَرَجَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ وَ احْتَوَی عَلَی الْمَدِینَةِ دَعَا مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ إِلَی الْبَیْعَةِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ عَمِّ لَا تُکَلِّفْنِی مَا کَلَّفَ ابْنُ عَمِّکَ عَمَّکَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَیَخْرُجَ مِنِّی مَا لَا أُرِیدُ کَمَا خَرَجَ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مَا لَمْ یَکُنْ یُرِیدُ فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ إِنَّمَا عَرَضْتُ عَلَیْکَ أَمْراً فَإِنْ أَرَدْتَهُ دَخَلْتَ فِیهِ وَ إِنْ کَرِهْتَهُ لَمْ أَحْمِلْکَ عَلَیْهِ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ثُمَّ وَدَّعَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ حِینَ وَدَّعَهُ یَا ابْنَ عَمِّ إِنَّکَ مَقْتُولٌ فَأَجِدَّ الضِّرَابَ فَإِنَّ الْقَوْمَ فُسَّاقٌ یُظْهِرُونَ إِیمَاناً وَ یَسْتُرُونَ شِرْکاً وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ أَحْتَسِبُکُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ عُصْبَةٍ ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَیْنُ وَ کَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا کَانَ قُتِلُوا کُلُّهُمْ کَمَا قَالَ ع
19- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ کَتَبَ یَحْیَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِی نَفْسِی بِتَقْوَی اللَّهِ وَ بِهَا أُوصِیکَ فَإِنَّهَا وَصِیَّةُ اللَّهِ فِی الْأَوَّلِینَ وَ وَصِیَّتُهُ فِی الْ‏آخِرِینَ خَبَّرَنِی مَنْ وَرَدَ عَلَیَّ مِنْ أَعْوَانِ اللَّهِ عَلَی دِینِهِ وَ نَشْرِ طَاعَتِهِ بِمَا کَانَ مِنْ تَحَنُّنِکَ مَعَ خِذْلَانِکَ وَ قَدْ شَاوَرْتُ فِی الدَّعْوَةِ لِلرِّضَا مِنْ
الکافی ج : 1 ص : 367
آلِ مُحَمَّدٍ ص وَ قَدِ احْتَجَبْتَهَا وَ احْتَجَبَهَا أَبُوکَ مِنْ قَبْلِکَ وَ قَدِیماً ادَّعَیْتُمْ مَا لَیْسَ لَکُمْ وَ بَسَطْتُمْ آمَالَکُمْ إِلَی مَا لَمْ یُعْطِکُمُ اللَّهُ فَاسْتَهْوَیْتُمْ وَ أَضْلَلْتُمْ وَ أَنَا مُحَذِّرُکَ مَا حَذَّرَکَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِهِ فَکَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ع مِنْ مُوسَی بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیٍّ مُشْتَرِکَیْنِ فِی التَّذَلُّلِ لِلَّهِ وَ طَاعَتِهِ إِلَی یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُحَذِّرُکَ اللَّهَ وَ نَفْسِی وَ أُعْلِمُکَ أَلِیمَ عَذَابِهِ وَ شَدِیدَ عِقَابِهِ وَ تَکَامُلَ نَقِمَاتِهِ وَ أُوصِیکَ وَ نَفْسِی بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهَا زَیْنُ الْکَلَامِ وَ تَثْبِیتُ النِّعَمِ أَتَانِی کِتَابُکَ تَذْکُرُ فِیهِ أَنِّی مُدَّعٍ وَ أَبِی مِنْ قَبْلُ وَ مَا سَمِعْتَ ذَلِکَ مِنِّی وَ سَتُکْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَ یُسْأَلُونَ وَ لَمْ یَدَعْ حِرْصُ الدُّنْیَا وَ مَطَالِبُهَا لِأَهْلِهَا مَطْلَباً لآِخِرَتِهِمْ حَتَّی یُفْسِدَ عَلَیْهِمْ مَطْلَبَ آخِرَتِهِمْ فِی دُنْیَاهُمْ وَ ذَکَرْتَ أَنِّی ثَبَّطْتُ النَّاسَ عَنْکَ لِرَغْبَتِی فِیمَا فِی یَدَیْکَ وَ مَا مَنَعَنِی مِنْ مَدْخَلِکَ الَّذِی أَنْتَ فِیهِ لَوْ کُنْتُ رَاغِباً ضَعْفٌ عَنْ سُنَّةٍ وَ لَا قِلَّةُ بَصِیرَةٍ بِحُجَّةٍ وَ لَکِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی خَلَقَ النَّاسَ أَمْشَاجاً وَ غَرَائِبَ وَ غَرَائِزَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ حَرْفَیْنِ أَسْأَلُکَ عَنْهُمَا مَا الْعَتْرَفُ فِی بَدَنِکَ وَ مَا الصَّهْلَجُ فِی الْإِنْسَانِ ثُمَّ اکْتُبْ إِلَیَّ بِخَبَرِ ذَلِکَ وَ أَنَا مُتَقَدِّمٌ إِلَیْکَ أُحَذِّرُکَ مَعْصِیَةَ الْخَلِیفَةِ وَ أَحُثُّکَ عَلَی بِرِّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ أَنْ تَطْلُبَ لِنَفْسِکَ أَمَاناً قَبْلَ أَنْ تَأْخُذَکَ الْأَظْفَارُ وَ یَلْزَمَکَ الْخِنَاقُ مِنْ کُلِّ مَکَانٍ فَتَرَوَّحَ إِلَی النَّفَسِ مِنْ کُلِّ مَکَانٍ وَ لَا تَجِدُهُ حَتَّی یَمُنَّ اللَّهُ عَلَیْکَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ رِقَّةِ الْخَلِیفَةِ أَبْقَاهُ اللَّهُ فَیُؤْمِنَکَ وَ یَرْحَمَکَ وَ یَحْفَظَ فِیکَ أَرْحَامَ رَسُولِ اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَی إِنَّا قَدْ أُوحِیَ إِلَیْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ کَذَّبَ وَ تَوَلَّی قَالَ الْجَعْفَرِیُّ فَبَلَغَنِی أَنَّ کِتَابَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع وَقَعَ فِی یَدَیْ هَارُونَ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ النَّاسُ یَحْمِلُونِّی عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ هُوَ بَرِی‏ءٌ مِمَّا یُرْمَی بِهِ
تَمَّ الْجُزْءُ الثَّانِی مِنْ کِتَابِ الْکَافِی وَ یَتْلُوهُ بِمَشِیئَةِ اللَّهِ وَ عَوْنِهِ الْجُزْءُ الثَّالِثُ وَ هُوَ بَابُ کَرَاهِیَةِ التَّوْقِیتِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ

الکافی ج : 1 ص : 368
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ