تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ ع لَمْ یَفْعَلُوا شَیْئاً وَ لَا یَفْعَلُونَ إِلَّا بِعَهْدٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمْرٍ مِنْهُ لَا یَتَجَاوَزُونَهُ

1- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الْوَصِیَّةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی مُحَمَّدٍ کِتَاباً لَمْ یُنْزَلْ عَلَی مُحَمَّدٍ ص کِتَابٌ مَخْتُومٌ إِلَّا الْوَصِیَّةُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ ع یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ وَصِیَّتُکَ فِی أُمَّتِکَ عِنْدَ أَهْلِ بَیْتِکَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَیُّ أَهْلِ بَیْتِی یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ نَجِیبُ اللَّهِ مِنْهُمْ وَ ذُرِّیَّتُهُ لِیَرِثَکَ عِلْمَ النُّبُوَّةِ کَمَا وَرَّثَهُ إِبْرَاهِیمُ ع وَ مِیرَاثُهُ لِعَلِیٍّ ع وَ ذُرِّیَّتِکَ مِنْ صُلْبِهِ قَالَ وَ کَانَ عَلَیْهَا خَوَاتِیمُ قَالَ فَفَتَحَ عَلِیٌّ ع الْخَاتَمَ الْأَوَّلَ وَ مَضَی لِمَا فِیهَا ثُمَّ فَتَحَ الْحَسَنُ ع الْخَاتَمَ الثَّانِیَ وَ مَضَی لِمَا أُمِرَ بِهِ فِیهَا فَلَمَّا
الکافی ج : 1 ص : 280
تُوُفِّیَ الْحَسَنُ وَ مَضَی فَتَحَ الْحُسَیْنُ ع الْخَاتَمَ الثَّالِثَ فَوَجَدَ فِیهَا أَنْ قَاتِلْ فَاقْتُلْ وَ تُقْتَلُ وَ اخْرُجْ بِأَقْوَامٍ لِلشَّهَادَةِ لَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَکَ قَالَ فَفَعَلَ ع فَلَمَّا مَضَی دَفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع قَبْلَ ذَلِکَ فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الرَّابِعَ فَوَجَدَ فِیهَا أَنِ اصْمُتْ وَ أَطْرِقْ لِمَا حُجِبَ الْعِلْمُ فَلَمَّا تُوُفِّیَ وَ مَضَی دَفَعَهَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ع فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الْخَامِسَ فَوَجَدَ فِیهَا أَنْ فَسِّرْ کِتَابَ اللَّهِ تَعَالَی وَ صَدِّقْ أَبَاکَ وَ وَرِّثِ ابْنَکَ وَ اصْطَنِعِ الْأُمَّةَ وَ قُمْ بِحَقِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قُلِ الْحَقَّ فِی الْخَوْفِ وَ الْأَمْنِ وَ لَا تَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَی الَّذِی یَلِیهِ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأَنْتَ هُوَ قَالَ فَقَالَ مَا بِی إِلَّا أَنْ تَذْهَبَ یَا مُعَاذُ فَتَرْوِیَ عَلَیَّ قَالَ فَقُلْتُ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی رَزَقَکَ مِنْ آبَائِکَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ أَنْ یَرْزُقَکَ مِنْ عَقِبِکَ مِثْلَهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ قَالَ قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِکَ یَا مُعَاذُ قَالَ فَقُلْتُ فَمَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ هَذَا الرَّاقِدُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ وَ هُوَ رَاقِدٌ
2- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْکِنَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نَجِیحٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْعُمَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ ص کِتَاباً قَبْلَ وَفَاتِهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ وَصِیَّتُکَ إِلَی النُّجَبَةِ مِنْ أَهْلِکَ قَالَ وَ مَا النُّجَبَةُ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ وُلْدُهُ ع وَ کَانَ عَلَی الْکِتَابِ خَوَاتِیمُ مِنْ ذَهَبٍ فَدَفَعَهُ النَّبِیُّ ص إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ أَمَرَهُ أَنْ یَفُکَّ خَاتَماً مِنْهُ وَ یَعْمَلَ بِمَا فِیهِ فَفَکَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع خَاتَماً وَ عَمِلَ بِمَا فِیهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ ع فَفَکَّ خَاتَماً وَ عَمِلَ بِمَا فِیهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی الْحُسَیْنِ ع فَفَکَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِیهِ أَنِ
الکافی ج : 1 ص : 281
اخْرُجْ بِقَوْمٍ إِلَی الشَّهَادَةِ فَلَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَکَ وَ اشْرِ نَفْسَکَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع فَفَکَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِیهِ أَنْ أَطْرِقْ وَ اصْمُتْ وَ الْزَمْ مَنْزِلَکَ وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّی یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ع فَفَکَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِیهِ حَدِّثِ النَّاسَ وَ أَفْتِهِمْ وَ لَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُ لَا سَبِیلَ لِأَحَدٍ عَلَیْکَ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی ابْنِهِ جَعْفَرٍ فَفَکَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِیهِ حَدِّثِ النَّاسَ وَ أَفْتِهِمْ وَ انْشُرْ عُلُومَ أَهْلِ بَیْتِکَ وَ صَدِّقْ آبَاءَکَ الصَّالِحِینَ وَ لَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ فِی حِرْزٍ وَ أَمَانٍ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی ع وَ کَذَلِکَ یَدْفَعُهُ مُوسَی إِلَی الَّذِی بَعْدَهُ ثُمَّ کَذَلِکَ إِلَی قِیَامِ الْمَهْدِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ
3- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ ضُرَیْسٍ الْکُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لَهُ حُمْرَانُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَ رَأَیْتَ مَا کَانَ مِنْ أَمْرِ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ع وَ خُرُوجِهِمْ وَ قِیَامِهِمْ بِدِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا أُصِیبُوا مِنْ قَتْلِ الطَّوَاغِیتِ إِیَّاهُمْ وَ الظَّفَرِ بِهِمْ حَتَّی قُتِلُوا وَ غُلِبُوا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع یَا حُمْرَانُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی قَدْ کَانَ قَدَّرَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ وَ قَضَاهُ وَ أَمْضَاهُ وَ حَتَمَهُ ثُمَّ أَجْرَاهُ فَبِتَقَدُّمِ عِلْمِ ذَلِکَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَامَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ بِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا
4- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ عِیسَی بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِی مُوسَی الضَّرِیرِ قَالَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَ لَیْسَ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع کَاتِبَ الْوَصِیَّةِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُمْلِی عَلَیْهِ وَ جَبْرَئِیلُ وَ الْمَلَائِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ ع شُهُودٌ قَالَ فَأَطْرَقَ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَدْ کَانَ مَا قُلْتَ وَ لَکِنْ حِینَ نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص الْأَمْرُ نَزَلَتِ الْوَصِیَّةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ کِتَاباً مُسَجَّلًا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مَعَ أُمَنَاءِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِنَ الْمَلَائِکَةِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ مُرْ بِإِخْرَاجِ مَنْ عِنْدَکَ إِلَّا وَصِیَّکَ لِیَقْبِضَهَا مِنَّا وَ تُشْهِدَنَا بِدَفْعِکَ إِیَّاهَا إِلَیْهِ ضَامِناً لَهَا یَعْنِی عَلِیّاً ع فَأَمَرَ النَّبِیُّ ص بِإِخْرَاجِ مَنْ کَانَ فِی الْبَیْتِ مَا خَلَا عَلِیّاً ع
الکافی ج : 1 ص : 282
وَ فَاطِمَةُ فِیمَا بَیْنَ السِّتْرِ وَ الْبَابِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ رَبُّکَ یُقْرِئُکَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ هَذَا کِتَابُ مَا کُنْتُ عَهِدْتُ إِلَیْکَ وَ شَرَطْتُ عَلَیْکَ وَ شَهِدْتُ بِهِ عَلَیْکَ وَ أَشْهَدْتُ بِهِ عَلَیْکَ مَلَائِکَتِی وَ کَفَی بِی یَا مُحَمَّدُ شَهِیداً قَالَ فَارْتَعَدَتْ مَفَاصِلُ النَّبِیِّ ص فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ رَبِّی هُوَ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ یَعُودُ السَّلَامُ صَدَقَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَرَّ هَاتِ الْکِتَابَ فَدَفَعَهُ إِلَیْهِ وَ أَمَرَهُ بِدَفْعِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ لَهُ اقْرَأْهُ فَقَرَأَهُ حَرْفاً حَرْفاً فَقَالَ یَا عَلِیُّ هَذَا عَهْدُ رَبِّی تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَیَّ وَ شَرْطُهُ عَلَیَّ وَ أَمَانَتُهُ وَ قَدْ بَلَّغْتُ وَ نَصَحْتُ وَ أَدَّیْتُ فَقَالَ عَلِیٌّ ع وَ أَنَا أَشْهَدُ لَکَ بِأَبِی وَ أُمِّی أَنْتَ بِالْبَلَاغِ وَ النَّصِیحَةِ وَ التَّصْدِیقِ عَلَی مَا قُلْتَ وَ یَشْهَدُ لَکَ بِهِ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ لَحْمِی وَ دَمِی فَقَالَ جَبْرَئِیلُ ع وَ أَنَا لَکُمَا عَلَی ذَلِکَ مِنَ الشَّاهِدِینَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَا عَلِیُّ أَخَذْتَ وَصِیَّتِی وَ عَرَفْتَهَا وَ ضَمِنْتَ لِلَّهِ وَ لِیَ الْوَفَاءَ بِمَا فِیهَا فَقَالَ عَلِیٌّ ع نَعَمْ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی عَلَیَّ ضَمَانُهَا وَ عَلَی اللَّهِ عَوْنِی وَ تَوْفِیقِی عَلَی أَدَائِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَا عَلِیُّ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُشْهِدَ عَلَیْکَ بِمُوَافَاتِی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ عَلِیٌّ ع نَعَمْ أَشْهِدْ فَقَالَ النَّبِیُّ ص إِنَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیکَائِیلَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَکَ الْ‏آنَ وَ هُمَا حَاضِرَانِ مَعَهُمَا الْمَلَائِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ لِأُشْهِدَهُمْ عَلَیْکَ فَقَالَ نَعَمْ لِیَشْهَدُوا وَ أَنَا بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أُشْهِدُهُمْ فَأَشْهَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ کَانَ فِیمَا اشْتَرَطَ عَلَیْهِ النَّبِیُّ بِأَمْرِ جَبْرَئِیلَ ع فِیمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ تَفِی بِمَا فِیهَا مِنْ مُوَالَاةِ مَنْ وَالَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْبَرَاءَةِ وَ الْعَدَاوَةِ لِمَنْ عَادَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ عَلَی الصَّبْرِ مِنْکَ وَ عَلَی کَظْمِ الْغَیْظِ وَ عَلَی ذَهَابِ حَقِّی وَ غَصْبِ خُمُسِکَ وَ انْتِهَاکِ حُرْمَتِکَ فَقَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ سَمِعْتُ جَبْرَئِیلَ ع یَقُولُ لِلنَّبِیِّ یَا مُحَمَّدُ عَرِّفْهُ أَنَّهُ یُنْتَهَکُ الْحُرْمَةُ وَ هِیَ حُرْمَةُ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَلَی أَنْ تُخْضَبَ لِحْیَتُهُ مِنْ رَأْسِهِ بِدَمٍ عَبِیطٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَصَعِقْتُ حِینَ فَهِمْتُ الْکَلِمَةَ مِنَ الْأَمِینِ جَبْرَئِیلَ حَتَّی سَقَطْتُ عَلَی وَجْهِی وَ قُلْتُ نَعَمْ قَبِلْتُ وَ رَضِیتُ وَ إِنِ انْتَهَکَتِ الْحُرْمَةُ وَ عُطِّلَتِ السُّنَنُ وَ مُزِّقَ الْکِتَابُ وَ هُدِّمَتِ الْکَعْبَةُ وَ خُضِبَتْ لِحْیَتِی مِنْ رَأْسِی بِدَمٍ عَبِیطٍ صَابِراً مُحْتَسِباً أَبَداً حَتَّی أَقْدَمَ عَلَیْکَ ثُمَّ
الکافی ج : 1 ص : 283
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ أَعْلَمَهُمْ مِثْلَ مَا أَعْلَمَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِ فَخُتِمَتِ الْوَصِیَّةُ بِخَوَاتِیمَ مِنْ ذَهَبٍ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ وَ دُفِعَتْ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَ لَا تَذْکُرُ مَا کَانَ فِی الْوَصِیَّةِ فَقَالَ سُنَنُ اللَّهِ وَ سُنَنُ رَسُولِهِ فَقُلْتُ أَ کَانَ فِی الْوَصِیَّةِ تَوَثُّبُهُمْ وَ خِلَافُهُمْ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ شَیْئاً شَیْئاً وَ حَرْفاً حَرْفاً أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّا نَحْنُ نُحْیِ الْمَوْتی‏ وَ نَکْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ وَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةَ ع أَ لَیْسَ قَدْ فَهِمْتُمَا مَا تَقَدَّمْتُ بِهِ إِلَیْکُمَا وَ قَبِلْتُمَاهُ فَقَالَا بَلَی وَ صَبَرْنَا عَلَی مَا سَاءَنَا وَ غَاظَنَا
وَ فِی نُسْخَةِ الصَّفْوَانِیِّ زِیَادَةٌ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَقْرَبَ آجَالَکُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَیْکُمْ فَقَالَ إِنَّ لِکُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِیفَةً فِیهَا مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ أَنْ یَعْمَلَ بِهِ فِی مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَی مَا فِیهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ فَأَتَاهُ النَّبِیُّ ص یَنْعَی إِلَیْهِ نَفْسَهُ وَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَنَّ الْحُسَیْنَ ع قَرَأَ صَحِیفَتَهُ الَّتِی أُعْطِیَهَا وَ فُسِّرَ لَهُ مَا یَأْتِی بِنَعْیٍ وَ بَقِیَ فِیهَا أَشْیَاءُ لَمْ تُقْضَ فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ وَ کَانَتْ تِلْکَ الْأُمُورُ الَّتِی بَقِیَتْ أَنَّ الْمَلَائِکَةَ سَأَلَتِ اللَّهَ فِی نُصْرَتِهِ فَأَذِنَ لَهَا وَ مَکَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وَ تَتَأَهَّبُ لِذَلِکَ حَتَّی قُتِلَ فَنَزَلَتْ وَ قَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ وَ قُتِلَ ع فَقَالَتِ الْمَلَائِکَةُ یَا رَبِّ أَذِنْتَ لَنَا فِی الِانْحِدَارِ وَ أَذِنْتَ لَنَا فِی نُصْرَتِهِ فَانْحَدَرْنَا وَ
الکافی ج : 1 ص : 284
قَدْ قَبَضْتَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِمْ أَنِ الْزَمُوا قَبْرَهُ حَتَّی تَرَوْهُ وَ قَدْ خَرَجَ فَانْصُرُوهُ وَ ابْکُوا عَلَیْهِ وَ عَلَی مَا فَاتَکُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِنَّکُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَ بِالْبُکَاءِ عَلَیْهِ فَبَکَتِ الْمَلَائِکَةُ تَعَزِّیاً وَ حُزْناً عَلَی مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ یَکُونُونَ أَنْصَارَهُ
بَابُ الْأُمُورِ الَّتِی تُوجِبُ حُجَّةَ الْإِمَامِ ع
1- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع إِذَا مَاتَ الْإِمَامُ بِمَ یُعْرَفُ الَّذِی بَعْدَهُ فَقَالَ لِلْإِمَامِ عَلَامَاتٌ مِنْهَا أَنْ یَکُونَ أَکْبَرَ وُلْدِ أَبِیهِ وَ یَکُونَ فِیهِ الْفَضْلُ وَ الْوَصِیَّةُ وَ یَقْدَمَ الرَّکْبُ فَیَقُولَ إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ فَیُقَالَ إِلَی فُلَانٍ وَ السِّلَاحُ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ تَکُونُ الْإِمَامَةُ مَعَ السِّلَاحِ حَیْثُمَا کَانَ
2- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یَزِیدَ شَعِرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الْمُتَوَثِّبُ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ الْمُدَّعِی لَهُ مَا الْحُجَّةُ عَلَیْهِ قَالَ یُسْأَلُ عَنِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْحُجَّةِ لَمْ تَجْتَمِعْ فِی أَحَدٍ إِلَّا کَانَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ یَکُونَ أَوْلَی النَّاسِ بِمَنْ کَانَ قَبْلَهُ وَ یَکُونَ عِنْدَهُ السِّلَاحُ وَ یَکُونَ صَاحِبَ الْوَصِیَّةِ الظَّاهِرَةِ الَّتِی إِذَا قَدِمْتَ الْمَدِینَةَ سَأَلْتَ عَنْهَا الْعَامَّةَ وَ الصِّبْیَانَ إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ فَیَقُولُونَ إِلَی فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ
3- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قِیلَ لَهُ بِأَیِّ شَیْ‏ءٍ یُعْرَفُ الْإِمَامُ قَالَ بِالْوَصِیَّةِ الظَّاهِرَةِ وَ بِالْفَضْلِ إِنَّ الْإِمَامَ لَا یَسْتَطِیعُ أَحَدٌ أَنْ یَطْعُنَ عَلَیْهِ فِی فَمٍ وَ لَا بَطْنٍ وَ لَا فَرْجٍ فَیُقَالَ کَذَّابٌ وَ یَأْکُلُ أَمْوَالَ النَّاسِ وَ مَا أَشْبَهَ هَذَا
4- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ
الکافی ج : 1 ص : 285
وَهْبٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع مَا عَلَامَةُ الْإِمَامِ الَّذِی بَعْدَ الْإِمَامِ فَقَالَ طَهَارَةُ الْوِلَادَةِ وَ حُسْنُ الْمَنْشَإِ وَ لَا یَلْهُو وَ لَا یَلْعَبُ
5- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الدَّلَالَةِ عَلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ الدَّلَالَةُ عَلَیْهِ الْکِبَرُ وَ الْفَضْلُ وَ الْوَصِیَّةُ إِذَا قَدِمَ الرَّکْبُ الْمَدِینَةَ فَقَالُوا إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ قِیلَ إِلَی فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ دُورُوا مَعَ السِّلَاحِ حَیْثُمَا دَارَ فَأَمَّا الْمَسَائِلُ فَلَیْسَ فِیهَا حُجَّةٌ
6- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الْأَمْرَ فِی الْکَبِیرِ مَا لَمْ تَکُنْ فِیهِ عَاهَةٌ
7- أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ بِمَ یُعْرَفُ الْإِمَامُ قَالَ فَقَالَ بِخِصَالٍ أَمَّا أَوَّلُهَا فَإِنَّهُ بِشَیْ‏ءٍ قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ أَبِیهِ فِیهِ بِإِشَارَةٍ إِلَیْهِ لِتَکُونَ عَلَیْهِمْ حُجَّةً وَ یُسْأَلُ فَیُجِیبُ وَ إِنْ سُکِتَ عَنْهُ ابْتَدَأَ وَ یُخْبِرُ بِمَا فِی غَدٍ وَ یُکَلِّمُ النَّاسَ بِکُلِّ لِسَانٍ ثُمَّ قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أُعْطِیکَ عَلَامَةً قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَکَلَّمَهُ الْخُرَاسَانِیُّ بِالْعَرَبِیَّةِ فَأَجَابَهُ أَبُو الْحَسَنِ ع بِالْفَارِسِیَّةِ فَقَالَ لَهُ الْخُرَاسَانِیُّ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا مَنَعَنِی أَنْ أُکَلِّمَکَ بِالْخُرَاسَانِیَّةِ غَیْرُ أَنِّی ظَنَنْتُ أَنَّکَ لَا تُحْسِنُهَا فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَا کُنْتُ لَا أُحْسِنُ أُجِیبُکَ فَمَا فَضْلِی عَلَیْکَ ثُمَّ قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْإِمَامَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ کَلَامُ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ لَا طَیْرٍ وَ لَا بَهِیمَةٍ وَ لَا شَیْ‏ءٍ فِیهِ الرُّوحُ فَمَنْ لَمْ یَکُنْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِیهِ فَلَیْسَ هُوَ بِإِمَامٍ