تربیت
Tarbiat.Org

امام و امامت در تکوین و تشریع
اصغر طاهرزاده

متن روایت

بسم‌الله‌الرّحمن‌الرّحیم
قَالَ عَبْدُالْعَزِیزِ بْنُ مُسْلِمٍ‏ كُنَّا مَعَ الرِّضَا(ع) بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِی الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِهَا فَأَدَارَ النَّاسُ بَیْنَهُمْ أَمْرَ الْإِمَامَةِ فَذَكَرُوا كَثْرَةَ الِاخْتِلَافِ فِیهَا فَدَخَلْتُ عَلَى سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ الرِّضَا(ع) فَأَعْلَمْتُهُ بِمَا خَاضَ النَّاسُ فِیهِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ(ع) یَا عَبْدَالْعَزِیزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ أَدْیَانِهِمْ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ لَمْ‏یَقْبِضْ نَبِیَّهُ (ص) حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّینَ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنَ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ‏ءٍ وَ بَیَّنَ فِیهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِیعَ مَایَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ كَمَلًا فَقَالَ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ‏ءٍ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ فِی حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِیَ آخِرُ عُمُرِهِ (ص) الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً وَ أَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ كَمَالِ الدِّینِ وَ لَمْ یَمْضِ(ص) حَتَّى بَیَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِینِهِ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سُبُلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَصْدِ الْحَقِّ وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِیّاً(ع) عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ شَیْئاً مِمَّا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا وَ قَدْ بَیَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ یُكْمِلْ دِینَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ هَلْ یَعْرِفُونَ قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ فَیَجُوزَ فِیهَا اخْتِیَارُهُمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ خَصَّ اللَّهُ بِهَا إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلَ(ع) بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ الْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِیلَةً شَرَّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ بِهَا ذِكْرَهُ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ وَ إِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ الْخَلِیلُ سُرُوراً بِهَا وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لایَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ صَارَتْ فِی الصَّفْوَةِ ثُمَّ أَكْرَمَهَا اللَّهُ بِأَنْ جَعَلَهَا فِی ذُرِّیَّةِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ فَقَالَ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِینَ. وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِینَ فَلَمْ تَزَلْ تَرِثُهَا ذُرِّیَّتُهُ (ع) بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى وَرِثَهَا النَّبِیُّ(ص) فَقَالَ اللَّهُ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَكَانَتْ لَهُمْ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا النَّبِیُّ (ص) عَلِیّاً(ع) فَصَارَتْ فِی ذُرِّیَّتِهِ الْأَصْفِیَاءِ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَ الْإِیمَانَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِیمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِی كِتابِ اللَّهِ إِلى‏ یَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا یَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ عَلَى رَسْمِ مَا جَرَى وَ مَا فَرَضَهُ اللَّهُ فِی وُلْدِهِ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ إِذْ لَانَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ(ص) فَمِنْ أَیْنَ یَخْتَارُ هَذِهِ الْجُهَّالُ الْإِمَامَةَ بِآرَائِهِمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ مَنْزِلَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ إِرْثُ الْأَوْصِیَاءِ إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللَّهِ وَ خِلَافَةُ رَسُولِهِ(ص) وَ مَقَامُ أَمِیرِالْمُؤْمِنِینَ(ع) وَ خِلَافَةُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ(ع) إِنَّ الْإِمَامَ زِمَامُ الدِّینِ وَ نِظَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ صَلَاحُ الدُّنْیَا وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِینَ الْإِمَامُ أُسُّ الْإِسْلَامِ النَّامِی وَ فَرْعُهُ السَّامِی بِالْإِمَامِ تَمَامُ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ تَوْفِیرُ الْفَیْ‏ءِ وَ الصَّدَقَاتِ وَ إِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَ الْأَحْكَامِ وَ مَنْعُ الثُّغُورِ وَ الْأَطْرَافِ الْإِمَامُ یُحَلِّلُ حَلَالَ اللَّهِ وَ یُحَرِّمُ حَرَامَهُ وَ یُقِیمُ حُدُودَ اللَّهِ وَ یَذُبُّ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ یَدْعُو إِلَى سَبِیلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ الْمُجَلِّلَةِ بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ وَ هُوَ بِالْأُفُقِ حَیْثُ لَا تَنَالُهُ الْأَبْصَارُ وَ لَا الْأَیْدِی الْإِمَامُ الْبَدْرُ الْمُنِیرُ وَ السِّرَاجُ الزَّاهِرُ وَ النُّورُ الطَّالِعُ وَ النَّجْمُ الْهَادِی فِی غَیَابَاتِ الدُّجَى وَ الدَّلِیلُ عَلَى الْهُدَى وَ الْمُنْجِی مِنَ الرَّدَى-الْإِمَامُ النَّارُ عَلَى الْیَفَاعِ الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلَى وَ الدَّلِیلُ فِی الْمَهَالِكِ مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ الْإِمَامُ السَّحَابُ الْمَاطِرُ وَ الْغَیْثُ الْهَاطِلُ وَ السَّمَاءُ الظَّلِیلَةُ وَ الْأَرْضُ الْبَسِیطَةُ وَ الْعَیْنُ الْغَزِیرَةُ وَ الْغَدِیرُ وَ الرَّوْضَةُ الْإِمَامُ الْأَمِینُ الرَّفِیقُ وَ الْوَلَدُ الشَّفِیقُ وَ الْأَخُ الشَّقِیقُ وَ كَالْأُمِّ الْبَرَّةِ بِالْوَلَدِ الصَّغِیرِ وَ مَفْزَعُ الْعِبَادِ الْإِمَامُ أَمِینُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ خَلِیفَتُهُ فِی بِلَادِهِ وَ الدَّاعِی إِلَى اللَّهِ وَ الذَّابُّ عَنْ حَرِیمِ اللَّهِ الْإِمَامُ مُطَهَّرٌ مِنَ الذُّنُوبِ مُبَرَّأٌ مِنَ الْعُیُوبِ مَخْصُوصٌ بِالْعِلْمِ مَوْسُومٌ بِالْحِلْمِ نِظَامُ الدِّینِ وَ عِزُّ الْمُسْلِمِینَ وَ غَیْظُ الْمُنَافِقِینَ وَ بَوَارُ الْكَافِرِینَ الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا یُدَانِیهِ أَحَدٌ وَ لَا یُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا یُوجَدُ لَهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِیرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَیْرِ طَلَبٍ مِنْهُ وَ لَا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ فَمَنْ ذَا یَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ أَوْ كُنْهَ وَصْفِهِ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ ضَلَّتِ الْعُقُولُ وَ تَاهَتِ الْحُلُومُ وَ حَارَتِ الْأَلْبَابُ وَ حَصِرَتِ الْخُطَبَاءُ وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ وَ عَیِیَتِ الْبُلَغَاءُ وَ فَحَمَتِ الْعُلَمَاءُ عَنْ وَصْفِ‏ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ أَوْ فَضِیلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ فَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَ التَّقْصِیرِ فَكَیْفَ یُوصَفُ بِكُلِّیَّتِهِ أَوْ یُنْعَتُ بِكَیْفِیَّتِهِ أَوْ یُوجَدُ مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ أَوْ یُغْنِی غِنَاهُ وَ أَنَّى وَ هُوَ بِحَیْثُ النَّجْمُ عَنْ أَیْدِی الْمُتَنَاوِلِینَ وَ وَصْفِ الْوَاصِفِینَ أَ یَظُنُّونَ أَنَّهُ یُوجَدُ ذَلِكَ فِی غَیْرِ آلِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) كَذَبَتْهُمْ وَ اللَّهِ أَنْفُسُهُمْ وَ مَنَّتْهُمُ الْأَبَاطِیلُ إِذِ ارْتَقَوْا مُرْتَقًى صَعْباً وَ مَنْزِلًا دَحْضاً زَلَّتْ بِهِمْ إِلَى الْحَضِیضِ أَقْدَامُهُمْ إِذْ رَامُوا إِقَامَةَ إِمَامٍ بِآرَائِهِمْ وَ كَیْفَ لَهُمْ بِاخْتِیَارِ إِمَامٍ وَ الْإِمَامُ عَالِمٌ لَا یَجْهَلُ وَ رَاعٍ لَا یَمْكُرُ مَعْدِنُ النُّبُوَّةِ لَا یُغْمَزُ فِیهِ بِنَسَبٍ-وَ لَا یُدَانِیهِ ذُو حَسَبٍ فَالْبَیْتُ مِنْ قُرَیْشٍ وَ الذِّرْوَةُ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْعِتْرَةُ مِنَ الرَّسُولِ(ص) شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ عَنْ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِی الْعِلْمِ كَامِلُ الْحِلْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْأَمْرِ عَالِمٌ بِالسِّیَاسَةِ مُسْتَحِقٌّ لِلرِّئَاسَةِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللَّهِ إِنَّ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْأَوْصِیَاءَ (ص) یُوَفِّقُهُمُ اللَّهُ وَ یُسَدِّدُهُمْ وَ یُؤْتِیهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حِكْمَتِهِ مَا لَا یُؤْتِیهِ غَیْرُهُمْ یَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ- أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ- وَ قَالَ تَعَالَى فِی قِصَّةِ طَالُوتَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ یُؤْتِی مُلْكَهُ مَنْ یَشاءُ وَ قَالَ فِی قِصَّةِ دَاوُدَ (ع) وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَهُ مِمَّا یَشاءُ وَ قَالَ لِنَبِیِّهِ (ص) وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكَ عَظِیماً.وَ قَالَ فِی الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ- أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِلَى قَوْلِهِ سَعِیراً وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللَّهُ لِأُمُورِ عِبَادِهِ شَرَحَ صَدْرَهُ لِذَلِكَ وَ أَوْدَعَ قَلْبَهُ یَنَابِیعَ الْحِكْمَةِ وَ أَطْلَقَ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ یَعْیَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ وَ لَمْ تَجِدْ فِیهِ غَیْرَ صَوَابٍ فَهُوَ مُوَفَّقُ مُسَدَّدٌ مُؤَیَّدٌ قَدْ أَمِنَ مِنَ الْخَطَإِ وَ الزَّلَلِ خَصَّهُ بِذَلِكَ لِیَكُونَ ذَلِكَ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ شَاهِداً عَلَى عِبَادِهِ فَهَلْ یَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَیَخْتَارُونَهُ فَیَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَة(4)ِ