تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 8
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

حَدِیثُ الْجِنَانِ وَ النُّوقِ

69- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْوَفْدَ لَا یَکُونُونَ إِلَّا رُکْبَاناً أُولَئِکَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ اخْتَصَّهُمْ وَ رَضِیَ أَعْمَالَهُمْ فَسَمَّاهُمُ الْمُتَّقِینَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ
الکافی ج : 8 ص : 96
الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُمْ لَیَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ إِنَّ الْمَلَائِکَةَ لَتَسْتَقْبِلُهُمْ بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْعِزِّ عَلَیْهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُکَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ جَلَائِلُهَا الْإِسْتَبْرَقُ وَ السُّنْدُسُ وَ خُطُمُهَا جَدْلُ الْأُرْجُوَانِ تَطِیرُ بِهِمْ إِلَی الْمَحْشَرِ مَعَ کُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفُ مَلَکٍ مِنْ قُدَّامِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ یَزُفُّونَهُمْ زَفّاً حَتَّی یَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ وَ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِنَّ الْوَرَقَةَ مِنْهَا لَیَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا أَلْفُ رَجُلٍ مِنَ النَّاسِ وَ عَنْ یَمِینِ الشَّجَرَةِ عَیْنٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَکِّیَةٌ قَالَ فَیُسْقَوْنَ مِنْهَا شَرْبَةً فَیُطَهِّرُ اللَّهُ بِهَا قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ وَ یُسْقِطُ مِنْ أَبْشَارِهِمُ الشَّعْرَ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً مِنْ تِلْکَ الْعَیْنِ الْمُطَهِّرَةِ قَالَ ثُمَّ یَنْصَرِفُونَ إِلَی عَیْنٍ أُخْرَی عَنْ یَسَارِ الشَّجَرَةِ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهَا وَ هِیَ عَیْنُ الْحَیَاةِ فَلَا یَمُوتُونَ أَبَداً قَالَ ثُمَّ یُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرْشِ وَ قَدْ سَلِمُوا مِنَ الْ‏آفَاتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ أَبَداً قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ ذِکْرُهُ لِلْمَلَائِکَةِ الَّذِینَ مَعَهُمْ احْشُرُوا أَوْلِیَائِی إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا تُوقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلَائِقِ فَقَدْ سَبَقَ رِضَایَ عَنْهُمْ وَ وَجَبَتْ رَحْمَتِی لَهُمْ وَ کَیْفَ أُرِیدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصْحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ قَالَ فَتَسُوقُهُمُ الْمَلَائِکَةُ إِلَی الْجَنَّةِ فَإِذَا انْتَهَوْا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ ضَرَبَ الْمَلَائِکَةُ الْحَلْقَةَ ضَرْبَةً فَتَصِرُّ صَرِیراً یَبْلُغُ صَوْتُ صَرِیرِهَا کُلَّ حَوْرَاءَ أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَوْلِیَائِهِ فِی الْجِنَانِ فَیَتَبَاشَرْنَ بِهِمْ إِذَا سَمِعْنَ صَرِیرَ الْحَلْقَةِ فَیَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ قَدْ جَاءَنَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَیُفْتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ تُشْرِفُ عَلَیْهِمْ أَزْوَاجُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ الْ‏آدَمِیِّینَ فَیَقُلْنَ

الکافی ج : 8 ص : 97
مَرْحَباً بِکُمْ فَمَا کَانَ أَشَدَّ شَوْقَنَا إِلَیْکُمْ وَ یَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِکَ فَقَالَ عَلِیٌّ ع یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ بِمَا ذَا بُنِیَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ تِلْکَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَوْلِیَائِهِ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوکَةٌ بِالْفِضَّةِ لِکُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ عَلَی کُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ فِیهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِیرِ وَ الدِّیبَاجِ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ حَشْوُهَا الْمِسْکُ وَ الْکَافُورُ وَ الْعَنْبَرُ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ إِذَا أُدْخِلَ الْمُؤْمِنُ إِلَی مَنَازِلِهِ فِی الْجَنَّةِ وَ وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْکِ وَ الْکَرَامَةِ أُلْبِسَ حُلَلَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْیَاقُوتِ وَ الدُّرِّ الْمَنْظُومِ فِی الْإِکْلِیلِ تَحْتَ التَّاجِ قَالَ وَ أُلْبِسَ سَبْعِینَ حُلَّةَ حَرِیرٍ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ ضُرُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ فَإِذَا جَلَسَ الْمُؤْمِنُ عَلَی سَرِیرِهِ اهْتَزَّ سَرِیرُهُ فَرَحاً فَإِذَا اسْتَقَرَّ لِوَلِیِّ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ مَنَازِلُهُ فِی الْجِنَانِ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ الْمَلَکُ الْمُوَکَّلُ بِجِنَانِهِ لِیُهَنِّئَهُ بِکَرَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاهُ فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْوُصَفَاءِ وَ الْوَصَائِفِ مَکَانَکَ فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ قَدِ اتَّکَأَ عَلَی أَرِیکَتِهِ وَ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ تَهَیَّأُ لَهُ فَاصْبِرْ لِوَلِیِّ اللَّهِ قَالَ فَتَخْرُجُ عَلَیْهِ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ مِنْ خَیْمَةٍ لَهَا تَمْشِی مُقْبِلَةً وَ حَوْلَهَا وَصَائِفُهَا وَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الزَّبَرْجَدِ وَ هِیَ مِنْ مِسْکٍ وَ عَنْبَرٍ وَ عَلَی رَأْسِهَا تَاجُ الْکَرَامَةِ وَ عَلَیْهَا نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُکَلَّلَتَانِ بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ شِرَاکُهُمَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ فَهَمَّ أَنْ یَقُومَ إِلَیْهَا شَوْقاً فَتَقُولُ لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَیْسَ هَذَا یَوْمَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ فَلَا تَقُمْ
الکافی ج : 8 ص : 98
أَنَا لَکَ وَ أَنْتَ لِی قَالَ فَیَعْتَنِقَانِ مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ مِنْ أَعْوَامِ الدُّنْیَا لَا یُمِلُّهَا وَ لَا تُمِلُّهُ قَالَ فَإِذَا فَتَرَ بَعْضَ الْفُتُورِ مِنْ غَیْرِ مَلَالَةٍ نَظَرَ إِلَی عُنُقِهَا فَإِذَا عَلَیْهَا قَلَائِدُ مِنْ قَصَبٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَسَطُهَا لَوْحٌ صَفْحَتُهُ دُرَّةٌ مَکْتُوبٌ فِیهَا أَنْتَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ حَبِیبِی وَ أَنَا الْحَوْرَاءُ حَبِیبَتُکَ إِلَیْکَ تَنَاهَتْ نَفْسِی وَ إِلَیَّ تَنَاهَتْ نَفْسُکَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ أَلْفَ مَلَکٍ یُهَنِّئُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ یُزَوِّجُونَهُ بِالْحَوْرَاءِ قَالَ فَیَنْتَهُونَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ مِنْ جِنَانِهِ فَیَقُولُونَ لِلْمَلَکِ الْمُوَکَّلِ بِأَبْوَابِ جِنَانِهِ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَنَا إِلَیْهِ نُهَنِّئُهُ فَیَقُولُ لَهُمُ الْمَلَکُ حَتَّی أَقُولَ لِلْحَاجِبِ فَیُعْلِمَهُ بِمَکَانِکُمْ قَالَ فَیَدْخُلُ الْمَلَکُ إِلَی الْحَاجِبِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ فَیَقُولُ لِلْحَاجِبِ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ أَلْفَ مَلَکٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعَالَمِینَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لِیُهَنِّئُوا وَلِیَّ اللَّهِ وَ قَدْ سَأَلُونِی أَنْ آذَنَ لَهُمْ عَلَیْهِ فَیَقُولُ الْحَاجِبُ إِنَّهُ لَیَعْظُمُ عَلَیَّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لِأَحَدٍ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوْجَتِهِ الْحَوْرَاءِ قَالَ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ وَ بَیْنَ وَلِیِّ اللَّهِ جَنَّتَانِ قَالَ فَیَدْخُلُ الْحَاجِبُ إِلَی الْقَیِّمِ فَیَقُولُ لَهُ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ أَلْفَ مَلَکٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعِزَّةِ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَاسْتَأْذِنْ لَهُمْ فَیَتَقَدَّمُ الْقَیِّمُ إِلَی الْخُدَّامِ فَیَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رُسُلَ الْجَبَّارِ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ وَ هُمْ أَلْفُ مَلَکٍ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَأَعْلِمُوهُ بِمَکَانِهِمْ قَالَ فَیُعْلِمُونَهُ فَیُؤْذَنُ لِلْمَلَائِکَةِ فَیَدْخُلُونَ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ فِی الْغُرْفَةِ وَ لَهَا أَلْفُ بَابٍ وَ عَلَی کُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ فَإِذَا أُذِنَ لِلْمَلَائِکَةِ بِالدُّخُولِ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَتَحَ کُلُّ مَلَکٍ بَابَهُ الْمُوَکَّلَ بِهِ قَالَ فَیُدْخِلُ الْقَیِّمُ کُلَّ مَلَکٍ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ قَالَ فَیُبَلِّغُونَهُ رِسَالَةَ الْجَبَّارِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ الْمَلائِکَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ کُلِّ بابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ سَلامٌ عَلَیْکُمْ إِلَی آخِرِ الْ‏آیَةِ قَالَ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْکاً کَبِیراً یَعْنِی بِذَلِکَ وَلِیَّ اللَّهِ وَ مَا هُوَ فِیهِ مِنَ الْکَرَامَةِ وَ النَّعِیمِ وَ الْمُلْکِ الْعَظِیمِ الْکَبِیرِ إِنَّ الْمَلَائِکَةَ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ یَسْتَأْذِنُونَ [فِی الدُّخُولِ ]عَلَیْهِ فَلَا یَدْخُلُونَ عَلَیْهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَلِذَلِکَ الْمُلْکُ الْعَظِیمُ الْکَبِیرُ قَالَ وَ الْأَنْهَارُ تَجْرِی مِنْ تَحْتِ مَسَاکِنِهِمْ وَ ذَلِکَ

الکافی ج : 8 ص : 99
قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ الثِّمَارُ دَانِیَةٌ مِنْهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا مِنْ قُرْبِهَا مِنْهُمْ یَتَنَاوَلُ الْمُؤْمِنُ مِنَ النَّوْعِ الَّذِی یَشْتَهِیهِ مِنَ الثِّمَارِ بِفِیهِ وَ هُوَ مُتَّکِئٌ وَ إِنَّ الْأَنْوَاعَ مِنَ الْفَاکِهَةِ لَیَقُلْنَ لِوَلِیِّ اللَّهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ کُلْنِی قَبْلَ أَنْ تَأْکُلَ هَذَا قَبْلِی قَالَ وَ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ فِی الْجَنَّةِ إِلَّا وَ لَهُ جِنَانٌ کَثِیرَةٌ مَعْرُوشَاتٌ وَ غَیْرُ مَعْرُوشَاتٍ وَ أَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ وَ أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ وَ أَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ وَ أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ فَإِذَا دَعَا وَلِیُّ اللَّهِ بِغِذَائِهِ أُتِیَ بِمَا تَشْتَهِی نَفْسُهُ عِنْدَ طَلَبِهِ الْغِذَاءَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسَمِّیَ شَهْوَتَهُ قَالَ ثُمَّ یَتَخَلَّی مَعَ إِخْوَانِهِ وَ یَزُورُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَتَنَعَّمُونَ فِی جَنَّاتِهِمْ فِی ظِلٍّ مَمْدُودٍ فِی مِثْلِ مَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ أَطْیَبُ مِنْ ذَلِکَ لِکُلِّ مُؤْمِنٍ سَبْعُونَ زَوْجَةً حَوْرَاءَ وَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنَ الْ‏آدَمِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنُ سَاعَةً مَعَ الْحَوْرَاءِ وَ سَاعَةً مَعَ الْ‏آدَمِیَّةِ وَ سَاعَةً یَخْلُو بِنَفْسِهِ عَلَی الْأَرَائِکِ مُتَّکِئاً یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَغْشَاهُ شُعَاعُ نُورٍ وَ هُوَ عَلَی أَرِیکَتِهِ وَ یَقُولُ لِخُدَّامِهِ مَا هَذَا الشُّعَاعُ اللَّامِعُ لَعَلَّ الْجَبَّارَ لَحَظَنِی فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُهُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ جَلَّ جَلَالُ اللَّهِ بَلْ هَذِهِ حَوْرَاءُ مِنْ نِسَائِکَ مِمَّنْ لَمْ تَدْخُلْ بِهَا بَعْدُ قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَیْکَ مِنْ خَیْمَتِهَا شَوْقاً إِلَیْکَ وَ قَدْ تَعَرَّضَتْ لَکَ وَ أَحَبَّتْ لِقَاءَکَ فَلَمَّا أَنْ رَأَتْکَ مُتَّکِئاً عَلَی سَرِیرِکَ تَبَسَّمَتْ نَحْوَکَ شَوْقاً إِلَیْکَ فَالشُّعَاعُ الَّذِی رَأَیْتَ وَ النُّورُ الَّذِی غَشِیَکَ هُوَ مِنْ بَیَاضِ ثَغْرِهَا وَ صَفَائِهِ وَ نَقَائِهِ وَ رِقَّتِهِ قَالَ فَیَقُولُ وَلِیُّ اللَّهِ ائْذَنُوا لَهَا فَتَنْزِلَ إِلَیَّ فَیَبْتَدِرُ إِلَیْهَا أَلْفُ وَصِیفٍ وَ أَلْفُ وَصِیفَةٍ یُبَشِّرُونَهَا بِذَلِکَ فَتَنْزِلُ إِلَیْهِ مِنْ خَیْمَتِهَا وَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ مُکَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ صِبْغُهُنَّ الْمِسْکُ وَ الْعَنْبَرُ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ یُرَی مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِینَ حُلَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً وَ عَرْضُ مَا بَیْنَ مَنْکِبَیْهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ أَقْبَلَ الْخُدَّامُ بِصَحَائِفِ
الکافی ج : 8 ص : 100
الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فِیهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ الزَّبَرْجَدُ فَیَنْثُرُونَهَا عَلَیْهَا ثُمَّ یُعَانِقُهَا وَ تُعَانِقُهُ فَلَا یَمَلُّ وَ لَا تَمَلُّ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَمَّا الْجِنَانُ الْمَذْکُورَةُ فِی الْکِتَابُ فَإِنَّهُنَّ جَنَّةُ عَدْنٍ وَ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی قَالَ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جِنَاناً مَحْفُوفَةً بِهَذِهِ الْجِنَانِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَکُونُ لَهُ مِنَ الْجِنَانِ مَا أَحَبَّ وَ اشْتَهَی یَتَنَعَّمُ فِیهِنَّ کَیْفَ یَشَاءُ وَ إِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ شَیْئاً أَوِ اشْتَهَی إِنَّمَا دَعْوَاهُ فِیهَا إِذَا أَرَادَ أَنْ یَقُولَ سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ فَإِذَا قَالَهَا تَبَادَرَتْ إِلَیْهِ الْخَدَمُ بِمَا اشْتَهَی مِنْ غَیْرِ أَنْ یَکُونَ طَلَبَهُ مِنْهُمْ أَوْ أَمَرَ بِهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَکَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ یَعْنِی الْخُدَّامَ قَالَ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ یَعْنِی بِذَلِکَ عِنْدَ مَا یَقْضُونَ مِنْ لَذَّاتِهِمْ مِنَ الْجِمَاعِ وَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ یَحْمَدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ فَرَاغَتِهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ أُولئِکَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ قَالَ یَعْلَمُهُ الْخُدَّامُ فَیَأْتُونَ بِهِ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلُوهُمْ إِیَّاهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَواکِهُ وَ هُمْ مُکْرَمُونَ قَالَ فَإِنَّهُمْ لَا یَشْتَهُونَ شَیْئاً فِی الْجَنَّةِ إِلَّا أُکْرِمُوا بِهِ
70- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قِیلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع وَ أَنَا عِنْدَهُ إِنَّ سَالِمَ بْنَ أَبِی حَفْصَةَ وَ أَصْحَابَهُ یَرْوُونَ عَنْکَ أَنَّکَ تَکَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لَکَ مِنْهَا الْمَخْرَجُ فَقَالَ مَا یُرِیدُ سَالِمٌ مِنِّی أَ یُرِیدُ أَنْ أَجِی‏ءَ بِالْمَلَائِکَةِ وَ اللَّهِ مَا جَاءَتْ بِهَذَا النَّبِیُّونَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ع إِنِّی سَقِیمٌ وَ مَا کَانَ سَقِیماً وَ مَا کَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ع بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ هذا وَ مَا فَعَلَهُ وَ مَا کَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ ع أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّکُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا کَانُوا سَارِقِینَ وَ مَا کَذَبَ

الکافی ج : 8 ص : 101