تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 8
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

حَدِیثُ أَهْلِ الشَّامِ

67- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ جِئْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَدْ أَعْیَتْ عَلَیَّ أَنْ أَجِدَ أَحَداً یُفَسِّرُهَا وَ قَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ کُلُّ صِنْفٍ مِنْهُمْ شَیْئاً غَیْرَ الَّذِی قَالَ الصِّنْفُ الْ‏آخَرُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا ذَاکَ قَالَ فَإِنِّی أَسْأَلُکَ عَنْ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّ بَعْضَ مَنْ سَأَلْتُهُ قَالَ الْقَدَرُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الْقَلَمُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الرُّوحُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا قَالُوا شَیْئاً أُخْبِرُکَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی کَانَ وَ لَا شَیْ‏ءَ غَیْرَهُ وَ کَانَ عَزِیزاً وَ لَا أَحَدَ کَانَ قَبْلَ عِزِّهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ کَانَ الْخَالِقُ قَبْلَ الْمَخْلُوقِ وَ لَوْ کَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ الشَّیْ‏ءَ مِنَ الشَّیْ‏ءِ إِذاً لَمْ یَکُنْ لَهُ انْقِطَاعٌ أَبَداً وَ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ إِذاً وَ مَعَهُ شَیْ‏ءٌ لَیْسَ هُوَ یَتَقَدَّمُهُ وَ لَکِنَّهُ کَانَ إِذْ لَا شَیْ‏ءَ غَیْرَهُ وَ خَلَقَ الشَّیْ‏ءَ الَّذِی جَمِیعُ الْأَشْیَاءِ مِنْهُ وَ هُوَ الْمَاءُ الَّذِی خَلَقَ الْأَشْیَاءَ مِنْهُ فَجَعَلَ نَسَبَ کُلِّ شَیْ‏ءٍ إِلَی الْمَاءِ وَ لَمْ یَجْعَلْ لِلْمَاءِ نَسَباً یُضَافُ إِلَیْهِ وَ خَلَقَ الرِّیحَ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ سَلَّطَ الرِّیحَ عَلَی الْمَاءِ فَشَقَّقَتِ الرِّیحُ مَتْنَ الْمَاءِ حَتَّی ثَارَ مِنَ الْمَاءِ زَبَدٌ عَلَی قَدْرِ مَا شَاءَ أَنْ یَثُورَ فَخَلَقَ مِنْ ذَلِکَ الزَّبَدِ أَرْضاً بَیْضَاءَ نَقِیَّةً لَیْسَ فِیهَا صَدْعٌ وَ لَا ثَقْبٌ وَ لَا صُعُودٌ وَ لَا هُبُوطٌ وَ لَا شَجَرَةٌ ثُمَّ طَوَاهَا فَوَضَعَهَا فَوْقَ الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ مِنَ الْمَاءِ فَشَقَّقَتِ النَّارُ مَتْنَ الْمَاءِ حَتَّی ثَارَ مِنَ الْمَاءِ دُخَانٌ عَلَی قَدْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَثُورَ فَخَلَقَ مِنْ ذَلِکَ الدُّخَانِ سَمَاءً صَافِیَةً نَقِیَّةً لَیْسَ فِیهَا صَدْعٌ وَ لَا ثَقْبٌ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْکَها فَسَوَّاها وَ أَغْطَشَ لَیْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها قَالَ وَ لَا شَمْسٌ وَ لَا قَمَرٌ وَ لَا نُجُومٌ وَ لَا سَحَابٌ ثُمَّ طَوَاهَا
الکافی ج : 8 ص : 95
فَوَضَعَهَا فَوْقَ الْأَرْضِ ثُمَّ نَسَبَ الْخَلِیقَتَیْنِ فَرَفَعَ السَّمَاءَ قَبْلَ الْأَرْضِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها یَقُولُ بَسَطَهَا فَقَالَ لَهُ الشَّامِیُّ یَا أَبَا جَعْفَرٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَلَعَلَّکَ تَزْعُمُ أَنَّهُمَا کَانَتَا رَتْقاً مُلْتَزِقَتَیْنِ مُلْتَصِقَتَیْنِ فَفُتِقَتْ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَی فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع اسْتَغْفِرْ رَبَّکَ فَإِنَّ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ کانَتا رَتْقاً یَقُولُ کَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لَا تُنْزِلُ الْمَطَرَ وَ کَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقاً لَا تُنْبِتُ الْحَبَّ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْخَلْقَ وَ بَثَّ فِیهَا مِنْ کُلِّ دَابَّةٍ فَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ وَ الْأَرْضَ بِنَبَاتِ الْحَبِّ فَقَالَ الشَّامِیُّ أَشْهَدُ أَنَّکَ مِنْ وُلْدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنَّ عِلْمَکَ عِلْمُهُمْ
68- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ ع کَانَ کُلُّ شَیْ‏ءٍ مَاءً وَ کَانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمَاءِ فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ الْمَاءَ فَاضْطَرَمَ نَاراً ثُمَّ أَمَرَ النَّارَ فَخَمَدَتْ فَارْتَفَعَ مِنْ خُمُودِهَا دُخَانٌ فَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ مِنْ ذَلِکَ الدُّخَانِ وَ خَلَقَ الْأَرْضَ مِنَ الرَّمَادِ ثُمَّ اخْتَصَمَ الْمَاءُ وَ النَّارُ وَ الرِّیحُ فَقَالَ الْمَاءُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ وَ قَالَتِ الرِّیحُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ وَ قَالَتِ النَّارُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی الرِّیحِ أَنْتِ جُنْدِیِّ الْأَکْبَرُ