تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 8
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

کِتَابُ الرَّوْضَةِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَ النَّظَرِ فِیهَا وَ تَعَاهُدِهَا وَ الْعَمَلِ بِهَا فَکَانُوا یَضَعُونَهَا فِی مَسَاجِدِ بُیُوتِهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِیهَا قَالَ وَ حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ الْکُوفِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَی أَصْحَابِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمُ الْعَافِیَةَ وَ عَلَیْکُمْ بِالدَّعَةِ وَ الْوَقَارِ وَ السَّکِینَةِ وَ عَلَیْکُمْ بِالْحَیَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَکُمْ وَ عَلَیْکُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ تَحَمَّلُوا الضَّیْمَ مِنْهُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ مُمَاظَّتَهُمْ دِینُوا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَ خَالَطْتُمُوهُمْ وَ نَازَعْتُمُوهُمُ الْکَلَامَ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَکُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَ مُخَالَطَتِهِمْ وَ مُنَازَعَتِهِمُ الْکَلَامَ بِالتَّقِیَّةِ الَّتِی أَمَرَکُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ فَإِذَا ابْتُلِیتُمْ
الکافی ج : 8 ص : 3
بِذَلِکَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَیُؤْذُونَکُمْ وَ تَعْرِفُونَ فِی وُجُوهِهِمُ الْمُنْکَرَ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَدْفَعُهُمْ عَنْکُمْ لَسَطَوْا بِکُمْ وَ مَا فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ أَکْثَرُ مِمَّا یُبْدُونَ لَکُمْ مَجَالِسُکُمْ وَ مَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ وَ أَرْوَاحُکُمْ وَ أَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ لَا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَ لَا یُحِبُّونَکُمْ غَیْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَکْرَمَکُمْ بِالْحَقِّ وَ بَصَّرَکُمُوهُ وَ لَمْ یَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُجَامِلُونَهُمْ وَ تَصْبِرُونَ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ لَا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَ لَا صَبْرَ لَهُمْ عَلَی شَیْ‏ءٍ وَ حِیَلُهُمْ وَسْوَاسُ بَعْضِهِمْ إِلَی بَعْضٍ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوکُمْ عَنِ الْحَقِّ فَیَعْصِمُکُمْ اللَّهُ مِنْ ذَلِکَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ کُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ فَإِنَّکُمْ إِنْ کَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَکُمْ عَمَّا یَکْرَهُهُ اللَّهُ مِمَّا نَهَاکُمْ عَنْهُ کَانَ خَیْراً لَکُمْ عِنْدَ رَبِّکُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِهِ فَإِنَّ زَلَقَ اللِّسَانِ فِیمَا یَکْرَهُ اللَّهُ وَ مَا یَنْهَی عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ وَ مَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَ صَمٌّ وَ عَمًی وَ بَکَمٌ یُورِثُهُ اللَّهُ إِیَّاهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَتَصِیرُوا کَمَا قَالَ اللَّهُ صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ یَعْنِی لَا یَنْطِقُونَ وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ
الکافی ج : 8 ص : 4
وَ إِیَّاکُمْ وَ مَا نَهَاکُمُ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَرْکَبُوهُ وَ عَلَیْکُمْ بِالصَّمْتِ إِلَّا فِیمَا یَنْفَعُکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِکُمْ وَ یَأْجُرُکُمْ عَلَیْهِ وَ أَکْثِرُوا مِنَ التَّهْلِیلِ وَ التَّقْدِیسِ وَ التَّسْبِیحِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَیْهِ وَ الرَّغْبَةِ فِیمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَیْرِ الَّذِی لَا یَقْدِرُ قَدْرَهُ وَ لَا یَبْلُغُ کُنْهَهُ أَحَدٌ فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِذَلِکَ عَمَّا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِیلِ الْبَاطِلِ الَّتِی تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِی النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَیْهَا وَ لَمْ یَتُبْ إِلَی اللَّهِ وَ لَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا وَ عَلَیْکُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الْمُسْلِمِینَ لَمْ یُدْرِکُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الرَّغْبَةِ إِلَیْهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَهُ فَارْغَبُوا فِیمَا رَغَّبَکُمُ اللَّهُ فِیهِ وَ أَجِیبُوا اللَّهَ إِلَی مَا دَعَاکُمْ إِلَیْهِ لِتُفْلِحُوا وَ تَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُکُمْ إِلَی شَیْ‏ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَکَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ هَاهُنَا فِی الدُّنْیَا حَالَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ نَعِیمِهَا وَ لَذَّتِهَا وَ کَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْ‏آبِدِینَ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللَّهَ بِتَرْکِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ رُکُوبِ مَعْصِیَتِهِ فَاخْتَارَ أَنْ یَنْتَهِکَ مَحَارِمَ اللَّهِ فِی لَذَّاتِ دُنْیَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَی خُلُودِ نَعِیمٍ فِی الْجَنَّةِ وَ لَذَّاتِهَا وَ کَرَامَةِ أَهْلِهَا وَیْلٌ لِأُولَئِکَ مَا أَخْیَبَ حَظَّهُمْ وَ أَخْسَرَ کَرَّتَهُمْ وَ أَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ اسْتَجِیرُوا اللَّهَ أَنْ یُجِیرَکُمْ فِی مِثَالِهِمْ أَبَداً وَ أَنْ یَبْتَلِیَکُمْ بِمَا ابْتَلَاهُمْ بِهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَکُمْ إِلَّا بِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِیَةُ إِنْ أَتَمَّ اللَّهُ لَکُمْ مَا أَعْطَاکُمْ بِهِ فَإِنَّهُ لَا یَتِمُّ الْأَمْرُ حَتَّی یَدْخُلَ عَلَیْکُمْ مِثْلُ الَّذِی دَخَلَ عَلَی الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ حَتَّی تُبْتَلَوْا فِی أَنْفُسِکُمْ

الکافی ج : 8 ص : 5
وَ أَمْوَالِکُمْ وَ حَتَّی تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أَذًی کَثِیراً فَتَصْبِرُوا وَ تَعْرُکُوا بِجُنُوبِکُمْ وَ حَتَّی یَسْتَذِلُّوکُمْ وَ یُبْغِضُوکُمْ وَ حَتَّی یُحَمِّلُوا عَلَیْکُمُ الضَّیْمَ فَتَحَمَّلُوا مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْ‏آخِرَةَ وَ حَتَّی تَکْظِمُوا الْغَیْظَ الشَّدِیدَ فِی الْأَذَی فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْتَرِمُونَهُ إِلَیْکُمْ وَ حَتَّی یُکَذِّبُوکُمْ بِالْحَقِّ وَ یُعَادُوکُمْ فِیهِ وَ یُبْغِضُوکُمْ عَلَیْهِ فَتَصْبِرُوا عَلَی ذَلِکَ مِنْهُمْ وَ مِصْدَاقُ ذَلِکَ کُلِّهِ فِی کِتَابُ اللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَهُ جَبْرَئِیلُ ع عَلَی نَبِیِّکُمْ ص سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّکُمْ ص فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنْ یُکَذِّبُوکَ فَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلی‏ ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا فَقَدْ کُذِّبَ نَبِیُّ اللَّهِ وَ الرُّسُلُ مِنْ قَبْلِهِ وَ أُوذُوا مَعَ التَّکْذِیبِ بِالْحَقِّ فَإِنْ سَرَّکُمْ أَمْرُ اللَّهِ فِیهِمُ الَّذِی خَلَقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ ]مِنَ الْکُفْرِ الَّذِی سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یَخْلُقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ وَ مِنَ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ فِی قَوْلِهِ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ فَتَدَبَّرُوا هَذَا وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَجْهَلُوهُ فَإِنَّهُ مَنْ یَجْهَلْ هَذَا وَ أَشْبَاهَهُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی کِتَابُ‏هِ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ نَهَی عَنْهُ تَرَکَ دِینَ اللَّهِ وَ رَکِبَ مَعَاصِیَهُ فَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ فَأَکَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ إِنَّ اللَّهَ أَتَمَّ لَکُمْ مَا آتَاکُمْ مِنَ الْخَیْرِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ لَا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ یَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِی دِینِهِ بِهَوًی وَ لَا رَأْیٍ وَ لَا مَقَایِیسَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ وَ جَعَلَ فِیهِ تِبْیَانَ کُلِّ شَیْ‏ءٍ وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلًا لَا یَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ یَأْخُذُوا فِیهِ بِهَوًی وَ لَا رَأْیٍ وَ لَا مَقَایِیسَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِکَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ کَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَکْرَمَهُمْ
الکافی ج : 8 ص : 6
بِهَا وَ هُمْ أَهْلُ الذِّکْرِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ وَ هُمُ الَّذِینَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَ قَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یُصَدِّقَهُمْ وَ یَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَ أَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا یَهْتَدِی بِهِ إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ إِلَی جَمِیعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذِینَ لَا یَرْغَبُ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَ عَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِی أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ فِی عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِی أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ فَأُولَئِکَ الَّذِینَ یَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّکْرِ وَ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَ أَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ وَ أُولَئِکَ الَّذِینَ یَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ وَ مَقَایِیسِهِمْ حَتَّی دَخَلَهُمُ الشَّیْطَانُ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْإِیمَانِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ کَافِرِینَ وَ جَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنِینَ وَ حَتَّی جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً وَ جَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا فَذَلِکَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَ قَدْ عَهِدَ إِلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالُوا نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ یَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَیْهِ رَأْیُ النَّاسِ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ ص وَ بَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِی عَهِدَهُ إِلَیْنَا وَ أَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ص فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَی اللَّهِ وَ لَا أَبْیَنَ ضَلَالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذَلِکَ وَ زَعَمَ أَنَّ ذَلِکَ یَسَعُهُ وَ اللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ عَلَی خَلْقِهِ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ یَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بَعْدَ مَوْتِهِ هَلْ یَسْتَطِیعُ أُولَئِکَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ یَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ ص أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَ رَأْیِهِ وَ مَقَایِیسِهِ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ فَقَدْ کَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِیداً وَ إِنْ قَالَ لَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَأْخُذَ بِرَأْیِهِ وَ هَوَاهُ وَ مَقَایِیسِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ هُوَ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَ یُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی‏ أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی‏ عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ وَ ذَلِکَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَ یُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ مُحَمَّداً ص وَ کَمَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْیِهِ وَ لَا مَقَایِیسِهِ خِلَافاً لِأَمْرِ مُحَمَّدٍ ص فَکَذَلِکَ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْیِهِ وَ لَا مَقَایِیسِهِ

الکافی ج : 8 ص : 7
وَ قَالَ دَعُوا رَفْعَ أَیْدِیکُمْ فِی الصَّلَاةِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حِینَ تُفْتَتَحُ الصَّلَاةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَهَرُوکُمْ بِذَلِکَ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَکْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ یَدْعُوهُ وَ قَدْ وَعَدَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِینَ بِالِاسْتِجَابَةِ وَ اللَّهُ مُصَیِّرٌ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَهُمْ عَمَلًا یَزِیدُهُمْ بِهِ فِی الْجَنَّةِ فَأَکْثِرُوا ذِکْرَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فِی کُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِکَثْرَةِ الذِّکْرِ لَهُ وَ اللَّهُ ذَاکِرٌ لِمَنْ ذَکَرَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَذْکُرْهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا ذَکَرَهُ بِخَیْرٍ فَأَعْطُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِکُمُ الِاجْتِهَادَ فِی طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یُدْرَکُ شَیْ‏ءٌ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ فِی ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَ بَاطِنِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی قَالَ فِی کِتَابُ‏هِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ تَجْتَنِبُوهُ فَقَدْ حَرَّمَهُ وَ اتَّبِعُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سُنَّتَهُ فَخُذُوا بِهَا وَ لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَکُمْ وَ آرَاءَکُمْ فَتَضِلُّوا فَإِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ رَأْیَهُ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ وَ أَحْسِنُوا إِلَی أَنْفُسِکُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها وَ جَامِلُوا النَّاسَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَی رِقَابِکُمْ تَجْمَعُوا مَعَ ذَلِکَ طَاعَةَ رَبِّکُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ سَبَّ أَعْدَاءِ اللَّهِ حَیْثُ یَسْمَعُونَکُمْ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ قَدْ یَنْبَغِی لَکُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ لِلَّهِ کَیْفَ هُوَ إِنَّهُ مَنْ سَبَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَکَ سَبَ‏
الکافی ج : 8 ص : 8
اللَّهِ وَ مَنْ أَظْلَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ لِلَّهِ وَ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَمَهْلًا مَهْلًا فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْحَافِظُ اللَّهُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ عَلَیْکُمْ بِ‏آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سُنَّتِهِ وَ آثَارِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ بَعْدِهِ وَ سُنَّتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَ بِذَلِکَ فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ تَرَکَ ذَلِکَ وَ رَغِبَ عَنْهُ ضَلَّ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُدَاوَمَةُ عَلَی الْعَمَلِ فِی اتِّبَاعِ الْ‏آثَارِ وَ السُّنَنِ وَ إِنْ قَلَّ أَرْضَی لِلَّهِ وَ أَنْفَعُ عِنْدَهُ فِی الْعَاقِبَةِ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِی الْبِدَعِ وَ اتِّبَاعِ الْأَهْوَاءِ أَلَا إِنَّ اتِّبَاعَ الْأَهْوَاءِ وَ اتِّبَاعَ الْبِدَعِ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ ضَلَالٌ وَ کُلُّ ضَلَالَةٍ بِدْعَةٌ وَ کُلُّ بِدْعَةٍ فِی النَّارِ وَ لَنْ یُنَالَ شَیْ‏ءٌ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ الصَّبْرِ وَ الرِّضَا لِأَنَّ الصَّبْرَ وَ الرِّضَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ یُؤْمِنَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِهِ حَتَّی یَرْضَی عَنِ اللَّهِ فِیمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ صَنَعَ بِهِ عَلَی مَا أَحَبَّ وَ کَرِهَ وَ لَنْ یَصْنَعَ اللَّهُ بِمَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ إِلَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ مِمَّا أَحَبَّ وَ کَرِهَ وَ عَلَیْکُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَی الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلَاةِ الْوُسْطَی وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ کَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِینَ فِی کِتَابُ‏هِ مِنْ قَبْلِکُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ عَلَیْکُمْ بِحُبِّ الْمَسَاکِینِ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَهُمْ وَ تَکَبَّرَ عَلَیْهِمْ فَقَدْ زَلَّ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لَهُ حَاقِرٌ مَاقِتٌ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَرَنِی رَبِّی بِحُبِّ الْمَسَاکِینِ الْمُسْلِمِینَ مِنْهُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ حَقَّرَ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَلْقَی اللَّهُ عَلَیْهِ الْمَقْتَ مِنْهُ وَ الْمَحْقَرَةَ حَتَّی یَمْقُتَهُ النَّاسُ وَ اللَّهُ لَهُ أَشَدُّ مَقْتاً فَاتَّقُوا اللَّهَ فِی إِخْوَانِکُمُ الْمُسْلِمِینَ الْمَسَاکِینِ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَیْکُمْ حَقّاً أَنْ تُحِبُّوهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ رَسُولَهُ ص بِحُبِّهِمْ فَمَنْ لَمْ یُحِبَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِحُبِّهِ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَاتَ عَلَی ذَلِکَ مَاتَ وَ هُوَ مِنَ الْغَاوِینَ وَ إِیَّاکُمْ وَ الْعَظَمَةَ وَ الْکِبْرَ فَإِنَّ الْکِبْرَ رِدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ خَصَمَهُ اللَّهُ وَ أَذَلَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یَبْغِیَ بَعْضُکُمْ عَلَی بَعْضٍ فَإِنَّهَا لَیْسَتْ مِنْ خِصَالِ الصَّالِحِینَ فَإِنَّهُ مَنْ بَغَی صَیَّرَ اللَّهُ بَغْیَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ صَارَتْ نُصْرَةُ اللَّهِ لِمَنْ بُغِیَ عَلَیْهِ وَ مَنْ نَصَرَهُ اللَّهُ غَلَبَ وَ أَصَابَ الظَّفَرَ مِنَ اللَّهِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یَحْسُدَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّ الْکُفْرَ أَصْلُهُ الْحَسَدُ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تُعِینُوا عَلَی مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ فَیَدْعُوَ اللَّهَ عَلَیْکُمْ وَ یُسْتَجَابَ لَهُ فِیکُمْ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ

الکافی ج : 8 ص : 9
ص کَانَ یَقُولُ إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَ لْیُعِنْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ یَقُولُ إِنَّ مَعُونَةَ الْمُسْلِمِ خَیْرٌ وَ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِکَافِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ إِیَّاکُمْ وَ إِعْسَارَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِکُمُ الْمُسْلِمِینَ أَنْ تُعْسِرُوهُ بِالشَّیْ‏ءِ یَکُونُ لَکُمْ قِبَلَهُ وَ هُوَ مُعْسِرٌ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ یَقُولُ لَیْسَ لِمُسْلِمٍ أَنْ یُعْسِرَ مُسْلِماً وَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ إِیَّاکُمْ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفَضَّلَةُ عَلَی مَنْ سِوَاهَا وَ حَبْسَ حُقُوقِ اللَّهِ قِبَلَکُمْ یَوْماً بَعْدَ یَوْمٍ وَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَجَّلَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ کَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَی التَّعْجِیلِ لَهُ إِلَی مُضَاعَفَةِ الْخَیْرِ فِی الْعَاجِلِ وَ الْ‏آجِلِ وَ إِنَّهُ مَنْ أَخَّرَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ کَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَی تَأْخِیرِ رِزْقِهِ وَ مَنْ حَبَسَ اللَّهُ رِزْقَهُ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَرْزُقَ نَفْسَهُ فَأَدُّوا إِلَی اللَّهِ حَقَّ مَا رَزَقَکُمْ یُطَیِّبِ اللَّهُ لَکُمْ بَقِیَّتَهُ وَ یُنْجِزْ لَکُمْ مَا وَعَدَکُمْ مِنْ مُضَاعَفَتِهِ لَکُمُ الْأَضْعَافَ الْکَثِیرَةَ الَّتِی لَا یَعْلَمُ عَدَدَهَا وَ لَا کُنْهَ فَضْلِهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ وَ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا یَکُونَ مِنْکُمْ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِنَّ مُحْرِجَ الْإِمَامِ هُوَ الَّذِی یَسْعَی بِأَهْلِ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِ الْإِمَامِ الْمُسَلِّمِینَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِینَ عَلَی أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِینَ لِحُرْمَتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ نَزَلَ بِذَلِکَ الْمَنْزِلِ عِنْدَ الْإِمَامِ فَهُوَ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْرَجَ الْإِمَامَ إِلَی أَنْ یَلْعَنَ أَهْلَ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِهِ الْمُسَلِّمِینَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِینَ عَلَی أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِینَ بِحُرْمَتِهِ فَإِذَا لَعَنَهُمْ لِإِحْرَاجِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْإِمَامَ صَارَتْ لَعْنَتُهُ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ صَارَتِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ رُسُلِهِ عَلَی أُولَئِکَ
الکافی ج : 8 ص : 10
وَ اعْلَمُوا أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ أَنَّ السُّنَّةَ مِنَ اللَّهِ قَدْ جَرَتْ فِی الصَّالِحِینَ قَبْلُ وَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً حَقّاً فَلْیَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لْیَبْرَأْ إِلَی اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ یُسَلِّمُ لِمَا انْتَهَی إِلَیْهِ مِنْ فَضْلِهِمْ لِأَنَّ فَضْلَهُمْ لَا یَبْلُغُهُ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ أَ لَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَکَرَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً فَهَذَا وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فَکَیْفَ بِهِمْ وَ فَضْلِهِمْ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُتِمَّ اللَّهُ لَهُ إِیمَانَهُ حَتَّی یَکُونَ مُؤْمِناً حَقّاً حَقّاً فَلْیَفِ لِلَّهِ بِشُرُوطِهِ الَّتِی اشْتَرَطَهَا عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ رَسُولِهِ وَ وَلَایَةِ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِینَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءَ الزَّکَاةِ وَ إِقْرَاضَ اللَّهِ قَرْضاً حَسَناً وَ اجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ فَلَمْ یَبْقَ شَیْ‏ءٌ مِمَّا فُسِّرَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَ فِی جُمْلَةِ قَوْلِهِ فَمَنْ دَانَ اللَّهَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ مُخْلِصاً لِلَّهِ وَ لَمْ یُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِی تَرْکِ شَیْ‏ءٍ مِنْ هَذَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ فِی حِزْبِهِ الْغَالِبِینَ وَ هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً وَ إِیَّاکُمْ وَ الْإِصْرَارَ عَلَی شَیْ‏ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ فِی ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَ بَطْنِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ إِلَی هَاهُنَا رِوَایَةُ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِیعٍ یَعْنِی الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکُمْ إِذَا نَسُوا شَیْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ عَصَوُا اللَّهَ فِی تَرْکِهِمْ ذَلِکَ الشَّیْ‏ءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَ لَمْ یَعُودُوا إِلَی تَرْکِهِ فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ

الکافی ج : 8 ص : 11
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ وَ نَهَی لِیُطَاعَ فِیمَا أَمَرَ بِهِ وَ لِیُنْتَهَی عَمَّا نَهَی عَنْهُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَ قَدْ أَدْرَکَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَهُ وَ مَنْ لَمْ یَنْتَهِ عَمَّا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ أَکَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ مِنْ خَلْقِهِ کُلِّهِمْ إِلَّا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِی طَاعَةِ اللَّهِ إِنْ سَرَّکُمْ أَنْ تَکُونُوا مُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ وَ عَلَیْکُمْ بِطَاعَةِ رَبِّکُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمَ هُوَ الْإِسْلَامُ فَمَنْ سَلَّمَ فَقَدْ أَسْلَمَ وَ مَنْ لَمْ یُسَلِّمْ فَلَا إِسْلَامَ لَهُ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُبْلِغَ إِلَی نَفْسِهِ فِی الْإِحْسَانِ فَلْیُطِعِ اللَّهَ فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَی نَفْسِهِ فِی الْإِحْسَانِ وَ إِیَّاکُمْ وَ مَعَاصِیَ اللَّهِ أَنْ تَرْکَبُوهَا فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَکَ مَعَاصِیَ اللَّهِ فَرَکِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِی الْإِسَاءَةِ إِلَی نَفْسِهِ وَ لَیْسَ بَیْنَ الْإِحْسَانِ وَ الْإِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ فَلِأَهْلِ الْإِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ وَ لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اجْتَنِبُوا مَعَاصِیَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ یُغْنِی عَنْکُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَیْئاً لَا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَطْلُبْ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَرْضَی عَنْهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ یُصِبْ رِضَا اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ص وَ مَعْصِیَتُهُمْ مِنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ لَمْ یُنْکِرْ لَهُمْ فَضْلًا عَظُمَ أَوْ صَغُرَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْکِرِینَ هُمُ الْمُکَذِّبُونَ وَ أَنَّ الْمُکَذِّبِینَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِلْمُنَافِقِینَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً وَ لَا یَفْرَقَنَّ أَحَدٌ مِنْکُمْ أَلْزَمَ اللَّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَ خَشْیَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ وَ لَمْ یَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ فَأُولَئِکَ هُمْ شَیَاطِینُ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ إِنَّ لِشَیَاطِینِ الْإِنْسِ حِیلَةً وَ مَکْراً وَ خَدَائِعَ وَ وَسْوَسَةً بَعْضِهِمْ إِلَی بَعْضٍ یُرِیدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ یَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِی دِینِ اللَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ شَیَاطِینَ الْإِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ یَسْتَوِیَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ أَهْلُ الْحَقِّ

الکافی ج : 8 ص : 12
فِی الشَّکِّ وَ الْإِنْکَارِ وَ التَّکْذِیبِ فَیَکُونُونَ سَوَاءً کَمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابُ‏هِ مِنْ قَوْلِهِ وَدُّوا لَوْ تَکْفُرُونَ کَما کَفَرُوا فَتَکُونُونَ سَواءً ثُمَّ نَهَی اللَّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ یَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَلِیّاً وَ لَا نَصِیراً فَلَا یُهَوِّلَنَّکُمْ وَ لَا یَرُدَّنَّکُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِی خَصَّکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِیلَةِ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ مَکْرِهِمْ مِنْ أُمُورِکُمْ تَدْفَعُونَ أَنْتُمُ السَّیِّئَةَ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ وَجْهَ رَبِّکُمْ بِطَاعَتِهِ وَ هُمْ لَا خَیْرَ عِنْدَهُمْ لَا یَحِلُّ لَکُمْ أَنْ تُظْهِرُوهُمْ عَلَی أُصُولِ دِینِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا مِنْکُمْ فِیهِ شَیْئاً عَادَوْکُمْ عَلَیْهِ وَ رَفَعُوهُ عَلَیْکُمْ وَ جَهَدُوا عَلَی هَلَاکِکُمْ وَ اسْتَقْبَلُوکُمْ بِمَا تَکْرَهُونَ وَ لَمْ یَکُنْ لَکُمُ النَّصَفَةُ مِنْهُمْ فِی دُوَلِ الْفُجَّارِ فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَکُمْ فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ فَإِنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِأَهْلِ الْحَقِّ أَنْ یُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ أَ لَمْ یَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللَّهِ فِی کِتَابُ‏هِ إِذْ یَقُولُ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ أَکْرِمُوا أَنْفُسَکُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ إِمَامَکُمْ وَ دِینَکُمُ الَّذِی تَدِینُونَ بِهِ عُرْضَةً لِأَهْلِ الْبَاطِلِ فَتُغْضِبُوا اللَّهَ عَلَیْکُمْ فَتَهْلِکُوا فَمَهْلًا مَهْلًا یَا أَهْلَ الصَّلَاحِ لَا تَتْرُکُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ مَنْ أَمَرَکُمْ بِطَاعَتِهِ فَیُغَیِّرَ اللَّهُ مَا بِکُمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَحِبُّوا فِی اللَّهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَکُمْ وَ أَبْغِضُوا فِی اللَّهِ مَنْ خَالَفَکُمْ وَ ابْذُلُوا مَوَدَّتَکُمْ وَ نَصِیحَتَکُمْ [لِمَنْ وَصَفَ صِفَتَکُمْ ]وَ لَا تَبْتَذِلُوهَا لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِکُمْ وَ عَادَاکُمْ عَلَیْهَا وَ بَغَی لَکُمُ الْغَوَائِلَ هَذَا أَدَبُنَا أَدَبُ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ تَفَهَّمُوهُ وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ مَا وَافَقَ هُدَاکُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ وَ مَا وَافَقَ هَوَاکُمْ طَرَحْتُمُوهُ وَ لَمْ تَأْخُذُوا بِهِ وَ إِیَّاکُمْ وَ التَّجَبُّرَ عَلَی اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ عَبْداً لَمْ یُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَی اللَّهِ إِلَّا تَجَبَّرَ عَلَی دِینِ اللَّهِ فَاسْتَقِیمُوا لِلَّهِ وَ لَا تَرْتَدُّوا عَلَی أَعْقَابِکُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِینَ أَجَارَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَی اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَکُمْ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ ع إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا کَانَ خَلَقَهُ اللَّهُ فِی الْأَصْلِ أَصْلِ الْخَلْقِ مُؤْمِناً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُکَرِّهَ اللَّهُ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ یُبَاعِدَهُ عَنْهُ وَ مَنْ کَرَّهَ اللَّهُ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ بَاعَدَهُ عَنْهُ عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْکِبْرِ

الکافی ج : 8 ص : 13
أَنْ یَدْخُلَهُ وَ الْجَبْرِیَّةِ فَلَانَتْ عَرِیکَتُهُ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ وَ طَلُقَ وَجْهُهُ وَ صَارَ عَلَیْهِ وَقَارُ الْإِسْلَامِ وَ سَکِینَتُهُ وَ تَخَشُّعُهُ وَ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ اجْتَنَبَ مَسَاخِطَهُ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ مَوَدَّةَ النَّاسِ وَ مُجَامَلَتَهُمْ وَ تَرْکَ مُقَاطَعَةِ النَّاسِ وَ الْخُصُومَاتِ وَ لَمْ یَکُنْ مِنْهَا وَ لَا مِنْ أَهْلِهَا فِی شَیْ‏ءٍ وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا کَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ فِی الْأَصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ ]کَافِراً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُحَبِّبَ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ یُقَرِّبَهُ مِنْهُ فَإِذَا حَبَّبَ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ ابْتُلِیَ بِالْکِبْرِ وَ الْجَبْرِیَّةِ فَقَسَا قَلْبُهُ وَ سَاءَ خُلُقُهُ وَ غَلُظَ وَجْهُهُ وَ ظَهَرَ فُحْشُهُ وَ قَلَّ حَیَاؤُهُ وَ کَشَفَ اللَّهُ سِتْرَهُ وَ رَکِبَ الْمَحَارِمَ فَلَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا وَ رَکِبَ مَعَاصِیَ اللَّهِ وَ أَبْغَضَ طَاعَتَهُ وَ أَهْلَهَا فَبُعْدٌ مَا بَیْنَ حَالِ الْمُؤْمِنِ وَ حَالِ الْکَافِرِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِیَةَ وَ اطْلُبُوهَا إِلَیْهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ صَبِّرُوا النَّفْسَ عَلَی الْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا فَإِنَّ تَتَابُعَ الْبَلَاءِ فِیهَا وَ الشِّدَّةَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلَایَتِهِ خَیْرٌ عَاقِبَةً عِنْدَ اللَّهِ فِی الْ‏آخِرَةِ مِنْ مُلْکِ الدُّنْیَا وَ إِنْ طَالَ تَتَابُعُ نَعِیمِهَا وَ زَهْرَتِهَا وَ غَضَارَةُ عَیْشِهَا فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَةِ مَنْ نَهَی اللَّهُ عَنْ وَلَایَتِهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِوَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ فِی قَوْلِهِ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ هُمُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَلَایَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ الَّذِینَ نَهَی اللَّهُ عَنْ وَلَایَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ هُمْ أَئِمَّةُ الضَّلَالَةِ الَّذِینَ قَضَی اللَّهُ أَنْ یَکُونَ لَهُمْ دُوَلٌ فِی الدُّنْیَا عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ یَعْمَلُونَ فِی دُولَتِهِمْ بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ مَعْصِیَةِ رَسُولِهِ ص لِیَحِقَّ عَلَیْهِمْ کَلِمَةُ الْعَذَابِ وَ لِیَتِمَّ أَنْ تَکُونُوا مَعَ نَبِیِّ اللَّهِ مُحَمَّدٍ ص وَ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فِی کِتَابُ‏هِ مِمَّا ابْتَلَی بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَتْبَاعَهُمُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ أَنْ یُعْطِیَکُمُ الصَّبْرَ عَلَی الْبَلَاءِ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِی أَعْطَاهُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ مُمَاظَّةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ عَلَیْکُمْ بِهُدَی الصَّالِحِینَ وَ وَقَارِهِمْ وَ سَکِینَتِهِمْ وَ حِلْمِهِمْ وَ تَخَشُّعِهِمْ وَ وَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ صِدْقِهِمْ وَ وَفَائِهِمْ وَ اجْتِهَادِهِمْ لِلَّهِ فِی الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ فَإِنَّکُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِکَ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّکُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِکَ أَنْطَقَ
الکافی ج : 8 ص : 14
لِسَانَهُ بِالْحَقِّ وَ عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَیْهِ فَعَمِلَ بِهِ فَإِذَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِکَ تَمَّ لَهُ إِسْلَامُهُ وَ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ مَاتَ عَلَی ذَلِکَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ حَقّاً وَ إِذَا لَمْ یُرِدِ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً وَکَلَهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ کَانَ صَدْرُهُ ضَیِّقاً حَرَجاً فَإِنْ جَرَی عَلَی لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ یُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَیْهِ وَ إِذَا لَمْ یُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَیْهِ لَمْ یُعْطِهِ اللَّهُ الْعَمَلَ بِهِ فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِکَ عَلَیْهِ حَتَّی یَمُوتَ وَ هُوَ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ صَارَ مَا جَرَی عَلَی لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِی لَمْ یُعْطِهِ اللَّهُ أَنْ یُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلُوهُ أَنْ یَشْرَحَ صُدُورَکُمْ لِلْإِسْلَامِ وَ أَنْ یَجْعَلَ أَلْسِنَتَکُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّی یَتَوَفَّیکُمْ وَ أَنْتُمْ عَلَی ذَلِکَ وَ أَنْ یَجْعَلَ مُنْقَلَبَکُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ یُحِبُّهُ فَلْیَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لْیَتَّبِعْنَا أَ لَمْ یَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ ص قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهِ لَا یُطِیعُ اللَّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَّا أَبْغَضَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَّا عَصَی اللَّهَ وَ مَنْ مَاتَ عَاصِیاً لِلَّهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ وَ أَکَبَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ
صَحِیفَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع وَ کَلَامُهُ فِی الزُّهْدِ
2- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ مَا سَمِعْتُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ کَانَ أَزْهَدَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع إِلَّا مَا بَلَغَنِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع قَالَ أَبُو حَمْزَةَ کَانَ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع إِذَا تَکَلَّمَ فِی الزُّهْدِ وَ وَعَظَ أَبْکَی مَنْ بِحَضْرَتِهِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَ قَرَأْتُ صَحِیفَةً فِیهَا کَلَامُ زُهْدٍ مِنْ کَلَامِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع وَ کَتَبْتُ مَا فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ص فَعَرَضْتُ مَا فِیهَا عَلَیْهِ فَعَرَفَهُ وَ صَحَّحَهُ وَ کَانَ مَا فِیهَا
الکافی ج : 8 ص : 15
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ کَفَانَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ کَیْدَ الظَّالِمِینَ وَ بَغْیَ الْحَاسِدِینَ وَ بَطْشَ الْجَبَّارِینَ أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَا یَفْتِنَنَّکُمُ الطَّوَاغِیتُ وَ أَتْبَاعُهُمْ مِنْ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا الْمَائِلُونَ إِلَیْهَا الْمُفْتَتِنُونَ بِهَا الْمُقْبِلُونَ عَلَیْهَا وَ عَلَی حُطَامِهَا الْهَامِدِ وَ هَشِیمِهَا الْبَائِدِ غَداً وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَکُمُ اللَّهُ مِنْهَا وَ ازْهَدُوا فِیمَا زَهَّدَکُمُ اللَّهُ فِیهِ مِنْهَا وَ لَا تَرْکَنُوا إِلَی مَا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا رُکُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا دَارَ قَرَارٍ وَ مَنْزِلَ اسْتِیطَانٍ وَ اللَّهِ إِنَّ لَکُمْ مِمَّا فِیهَا عَلَیْهَا لَدَلِیلًا وَ تَنْبِیهاً مِنْ تَصْرِیفِ أَیَّامِهَا وَ تَغَیُّرِ انْقِلَابِهَا وَ مَثُلَاتِهَا وَ تَلَاعُبِهَا بِأَهْلِهَا إِنَّهَا لَتَرْفَعُ الْخَمِیلَ وَ تَضَعُ الشَّرِیفَ وَ تُورِدُ أَقْوَاماً إِلَی النَّارِ غَداً فَفِی هَذَا مُعْتَبَرٌ وَ مُخْتَبَرٌ وَ زَاجِرٌ لِمُنْتَبِهٍ إِنَّ الْأُمُورَ الْوَارِدَةَ عَلَیْکُمْ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ مِنْ مُظْلِمَاتِ الْفِتَنِ وَ حَوَادِثِ الْبِدَعِ وَ سُنَنِ الْجَوْرِ وَ بَوَائِقِ الزَّمَانِ وَ هَیْبَةِ السُّلْطَانِ وَ وَسْوَسَةِ الشَّیْطَانِ لَتُثَبِّطُ الْقُلُوبَ عَنْ تَنَبُّهِهَا وَ تُذْهِلُهَا عَنْ مَوْجُودِ الْهُدَی وَ مَعْرِفَةِ أَهْلِ الْحَقِّ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّنْ عَصَمَ اللَّهُ فَلَیْسَ یَعْرِفُ تَصَرُّفَ أَیَّامِهَا وَ تَقَلُّبَ حَالَاتِهَا وَ عَاقِبَةَ ضَرَرِ فِتْنَتِهَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ وَ نَهَجَ سَبِیلَ الرُّشْدِ وَ سَلَکَ طَرِیقَ الْقَصْدِ ثُمَّ اسْتَعَانَ عَلَی ذَلِکَ بِالزُّهْدِ فَکَرَّرَ الْفِکْرَ وَ اتَّعَظَ بِالصَّبْرِ فَازْدَجَرَ وَ زَهِدَ فِی عَاجِلِ بَهْجَةِ الدُّنْیَا وَ تَجَافَی عَنْ لَذَّاتِهَا وَ رَغِبَ فِی دَائِمِ نَعِیمِ الْ‏آخِرَةِ وَ سَعَی لَهَا سَعْیَهَا وَ رَاقَبَ الْمَوْتَ وَ شَنَأَ الْحَیَاةَ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ نَظَرَ إِلَی مَا فِی الدُّنْیَا بِعَیْنٍ نَیِّرَةٍ حَدِیدَةَ الْبَصَرِ وَ أَبْصَرَ حَوَادِثَ الْفِتَنِ وَ ضَلَالَ الْبِدَعِ وَ جَوْرَ الْمُلُوکِ الظَّلَمَةِ فَلَقَدْ لَعَمْرِی اسْتَدْبَرْتُمُ الْأُمُورَ الْمَاضِیَةَ فِی الْأَیَّامِ الْخَالِیَةِ مِنَ الْفِتَنِ الْمُتَرَاکِمَةِ وَ الِانْهِمَاکِ فِیمَا تَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَی تَجَنُّبِ الْغُوَاةِ وَ أَهْلِ الْبِدَعِ وَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ فَاسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ ارْجِعُوا إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ مَنْ هُوَ أَوْلَی بِالطَّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ فَأُطِیعَ

الکافی ج : 8 ص : 16
فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ قَبْلِ النَّدَامَةِ وَ الْحَسْرَةِ وَ الْقُدُومِ عَلَی اللَّهِ وَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ تَاللَّهِ مَا صَدَرَ قَوْمٌ قَطُّ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَّا إِلَی عَذَابِهِ وَ مَا آثَرَ قَوْمٌ قَطُّ الدُّنْیَا عَلَی الْ‏آخِرَةِ إِلَّا سَاءَ مُنْقَلَبُهُمْ وَ سَاءَ مَصِیرُهُمْ وَ مَا الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ الْعَمَلُ إِلَّا إِلْفَانِ مُؤْتَلِفَانِ فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَهُ وَ حَثَّهُ الْخَوْفُ عَلَی الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ أَرْبَابَ الْعِلْمِ وَ أَتْبَاعَهُمُ الَّذِینَ عَرَفُوا اللَّهَ فَعَمِلُوا لَهُ وَ رَغِبُوا إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فَلَا تَلْتَمِسُوا شَیْئاً مِمَّا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ اشْتَغِلُوا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اغْتَنِمُوا أَیَّامَهَا وَ اسْعَوْا لِمَا فِیهِ نَجَاتُکُمْ غَداً مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِکَ أَقَلُّ لِلتَّبِعَةِ وَ أَدْنَی مِنَ الْعُذْرِ وَ أَرْجَی لِلنَّجَاةِ فَقَدِّمُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ طَاعَةَ مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ طَاعَتَهُ بَیْنَ یَدَیِ الْأُمُورِ کُلِّهَا وَ لَا تُقَدِّمُوا الْأُمُورَ الْوَارِدَةَ عَلَیْکُمْ مِنْ طَاعَةِ الطَّوَاغِیتِ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْیَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ عَبِیدُ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَعَکُمْ یَحْکُمُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْکُمْ سَیِّدٌ حَاکِمٌ غَداً وَ هُوَ مُوقِفُکُمْ وَ مُسَائِلُکُمْ فَأَعِدُّوا الْجَوَابَ قَبْلَ الْوُقُوفِ وَ الْمُسَاءَلَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ یَوْمَئِذٍ لَا تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا یُصَدِّقُ یَوْمَئِذٍ کَاذِباً وَ لَا یُکَذِّبُ صَادِقاً وَ لَا یَرُدُّ عُذْرَ مُسْتَحِقٍّ وَ لَا یَعْذِرُ غَیْرَ مَعْذُورٍ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَی خَلْقِهِ بِالرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ الرُّسُلِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ اسْتَقْبِلُوا فِی إِصْلَاحِ أَنْفُسِکُمْ وَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ مَنْ تَوَلَّوْنَهُ فِیهَا لَعَلَّ نَادِماً قَدْ نَدِمَ فِیمَا فَرَّطَ بِالْأَمْسِ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ ضَیَّعَ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَ تُوبُوا إِلَیْهِ فَإِنَّهُ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ یَعْفُو عَنِ السَّیِّئَةِ وَ یَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَ إِیَّاکُمْ وَ صُحْبَةَ الْعَاصِینَ وَ مَعُونَةَ الظَّالِمِینَ وَ مُجَاوَرَةَ الْفَاسِقِینَ احْذَرُوا فِتْنَتَهُمْ وَ تَبَاعَدُوا مِنْ سَاحَتِهِمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ خَالَفَ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ دَانَ بِغَیْرِ دِینِ اللَّهِ وَ اسْتَبَدَّ بِأَمْرِهِ دُونَ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ کَانَ فِی نَارٍ تَلْتَهِبُ تَأْکُلُ أَبْدَاناً قَدْ غَابَتْ عَنْهَا أَرْوَاحُهَا وَ غَلَبَتْ عَلَیْهَا شِقْوَتُهَا فَهُمْ مَوْتَی لَا یَجِدُونَ حَرَّ النَّارِ وَ لَوْ کَانُوا أَحْیَاءً لَوَجَدُوا مَضَضَ حَرِّ النَّارِ
الکافی ج : 8 ص : 17
وَ اعْتَبِرُوا یَا أُولِی الْأَبْصَارِ وَ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَی مَا هَدَاکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ إِلَی غَیْرِ قُدْرَتِهِ وَ سَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ وَ تَأَدَّبُوا بِ‏آدَابِ الصَّالِحِینَ
3- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْکُوفِیُّ وَ هُوَ الْعَاصِمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الصَّوَّافِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی ع قَالَ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع یُوصِی أَصْحَابَهُ وَ یَقُولُ أُوصِیکُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهَا غِبْطَةُ الطَّالِبِ الرَّاجِی وَ ثِقَةُ الْهَارِبِ اللَّاجِی وَ اسْتَشْعِرُوا التَّقْوَی شِعَاراً بَاطِناً وَ اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکْراً خَالِصاً تَحْیَوْا بِهِ أَفْضَلَ الْحَیَاةِ وَ تَسْلُکُوا بِهِ طَرِیقَ النَّجَاةِ انْظُرُوا فِی الدُّنْیَا نَظَرَ الزَّاهِدِ الْمُفَارِقِ لَهَا فَإِنَّهَا تُزِیلُ الثَّاوِیَ السَّاکِنَ وَ تَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الْ‏آمِنَ لَا یُرْجَی مِنْهَا مَا تَوَلَّی فَأَدْبَرَ وَ لَا یُدْرَی مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَیُنْتَظَرَ وُصِلَ الْبَلَاءُ مِنْهَا بِالرَّخَاءِ وَ الْبَقَاءُ مِنْهَا إِلَی فَنَاءٍ فَسُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ وَ الْبَقَاءُ فِیهَا إِلَی الضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ فَهِیَ کَرَوْضَةٍ اعْتَمَّ مَرْعَاهَا وَ أَعْجَبَتْ مَنْ یَرَاهَا عَذْبٌ شِرْبُهَا طَیِّبٌ تَرْبُهَا تَمُجُّ عُرُوقُهَا الثَّرَی وَ تَنْطُفُ فُرُوعُهَا النَّدَی حَتَّی إِذَا بَلَغَ الْعُشْبُ إِبَّانَهُ وَ اسْتَوَی بَنَانُهُ هَاجَتْ رِیحٌ تَحُتُّ الْوَرَقَ وَ تُفَرِّقُ مَا اتَّسَقَ فَأَصْبَحَتْ کَمَا قَالَ اللَّهُ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیاحُ وَ کانَ اللَّهُ عَلی‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ مُقْتَدِراً انْظُرُوا فِی الدُّنْیَا فِی کَثْرَةِ مَا یُعْجِبُکُمْ وَ قِلَّةِ مَا یَنْفَعُکُمْ

الکافی ج : 8 ص : 18
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ هِیَ خُطْبَةُ الْوَسِیلَةِ
4- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُکَایَةَ التَّمِیمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِیِّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَرْمَضَنِی اخْتِلَافُ الشِّیعَةِ فِی مَذَاهِبِهَا فَقَالَ یَا جَابِرُ أَ لَمْ أَقِفْکَ عَلَی مَعْنَی اخْتِلَافِهِمْ مِنْ أَیْنَ اخْتَلَفُوا وَ مِنْ أَیِّ جِهَةٍ تَفَرَّقُوا قُلْتُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَلَا تَخْتَلِفْ إِذَا اخْتَلَفُوا یَا جَابِرُ إِنَّ الْجَاحِدَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ کَالْجَاحِدِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِی أَیَّامِهِ یَا جَابِرُ اسْمَعْ وَ عِ قُلْتُ إِذَا شِئْتَ قَالَ اسْمَعْ وَ عِ وَ بَلِّغْ حَیْثُ انْتَهَتْ بِکَ رَاحِلَتُکَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَیَّامٍ مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ذَلِکَ حِینَ فَرَغَ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَ تَأْلِیفِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَعَ الْأَوْهَامَ أَنْ تَنَالَ إِلَّا وُجُودَهُ وَ حَجَبَ الْعُقُولَ أَنْ تَتَخَیَّلَ ذَاتَهُ لِامْتِنَاعِهَا مِنَ الشَّبَهِ وَ التَّشَاکُلِ بَلْ هُوَ الَّذِی لَا یَتَفَاوَتُ فِی ذَاتِهِ وَ لَا یَتَبَعَّضُ بِتَجْزِئَةِ الْعَدَدِ فِی کَمَالِهِ فَارَقَ الْأَشْیَاءَ لَا عَلَی اخْتِلَافِ الْأَمَاکِنِ وَ یَکُونُ فِیهَا لَا عَلَی وَجْهِ الْمُمُازَجَةِ وَ عَلِمَهَا لَا بِأَدَاةٍ لَا یَکُونُ الْعِلْمُ إِلَّا بِهَا وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَیْرِهِ بِهِ کَانَ عَالِماً بِمَعْلُومِهِ إِنْ قِیلَ کَانَ فَعَلَی تَأْوِیلِ أَزَلِیَّةِ الْوُجُودِ وَ إِنْ قِیلَ لَمْ یَزَلْ فَعَلَی تَأْوِیلِ نَفْیِ الْعَدَمِ فَسُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ مَنْ عَبَدَ سِوَاهُ وَ اتَّخَذَ إِلَهاً غَیْرَهُ عُلُوّاً کَبِیراً نَحْمَدُهُ بِالْحَمْدِ الَّذِی ارْتَضَاهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَوْجَبَ قَبُولَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ شَهَادَتَانِ تَرْفَعَانِ الْقَوْلَ وَ تُضَاعِفَانِ
الکافی ج : 8 ص : 19
الْعَمَلَ خَفَّ مِیزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ وَ ثَقُلَ مِیزَانٌ تُوضَعَانِ فِیهِ وَ بِهِمَا الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ وَ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَ الْجَوَازُ عَلَی الصِّرَاطِ وَ بِالشَّهَادَةِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ بِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ أَکْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی نَبِیِّکُمْ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا شَرَفَ أَعْلَی مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا کَرَمَ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَی وَ لَا مَعْقِلَ أَحْرَزُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا شَفِیعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَا لِبَاسَ أَجْمَلُ مِنَ الْعَافِیَةِ وَ لَا وِقَایَةَ أَمْنَعُ مِنَ السَّلَامَةِ وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ بِالْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَا بِالْقَنَاعَةِ وَ لَا کَنْزَ أَغْنَی مِنَ الْقُنُوعِ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَی بُلْغَةِ الْکَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ وَ الِاحْتِکَارُ مَطِیَّةُ النَّصَبِ وَ الْحَسَدُ آفَةُ الدِّینِ وَ الْحِرْصُ دَاعٍ إِلَی التَّقَحُّمِ فِی الذُّنُوبِ وَ هُوَ دَاعِی الْحِرْمَانِ وَ الْبَغْیُ سَائِقٌ إِلَی الْحَیْنِ وَ الشَّرَهُ جَامِعٌ لِمَسَاوِی الْعُیُوبِ رُبَّ طَمَعٍ خَائِبٍ وَ أَمَلٍ کَاذِبٍ وَ رَجَاءٍ یُؤَدِّی إِلَی الْحِرْمَانِ وَ تِجَارَةٍ تَئُولُ إِلَی الْخُسْرَانِ أَلَا وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِی الْأُمُورِ غَیْرَ نَاظِرٍ فِی الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُفْضِحَاتِ النَّوَائِبِ وَ بِئْسَتِ الْقِلَادَةُ الذَّنْبُ لِلْمُؤْمِنِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا کَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا عِزَّ أَرْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ وَ لَا حَسَبَ أَبْلَغُ مِنَ الْأَدَبِ وَ لَا نَصَبَ أَوْضَعُ مِنَ الْغَضَبِ وَ لَا جَمَالَ أَزْیَنُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا سَوْأَةَ أَسْوَأُ مِنَ الْکَذِبِ وَ لَا حَافِظَ أَحْفَظُ مِنَ الصَّمْتِ وَ لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ نَظَرَ فِی عَیْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَیْبِ غَیْرِهِ وَ مَنْ رَضِیَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ یَأْسَفْ عَلَی مَا فِی یَدِ غَیْرِهِ وَ مَنْ سَلَّ سَیْفَ الْبَغْیِ قُتِلَ بِهِ وَ مَنْ حَفَرَ لِأَخِیهِ بِئْراً وَقَعَ فِیهَا وَ مَنْ هَتَکَ حِجَابَ غَیْرِهِ انْکَشَفَ عَوْرَاتُ بَیْتِهِ وَ مَنْ نَسِیَ زَلَلَهُ اسْتَعْظَمَ زَلَلَ غَیْرِهِ وَ مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْیِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَی بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَکَبَّرَ عَلَی النَّاسِ ذَلَّ

الکافی ج : 8 ص : 20
وَ مَنْ سَفِهَ عَلَی النَّاسِ شُتِمَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ وَ مَنْ حَمَلَ مَا لَا یُطِیقُ عَجَزَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا مَالَ هُوَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا وَاعِظَ هُوَ أَبْلَغُ مِنَ النُّصْحِ وَ لَا عَقْلَ کَالتَّدْبِیرِ وَ لَا عِبَادَةَ کَالتَّفَکُّرِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحْشَةَ أَشَدُّ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا وَرَعَ کَالْکَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لَا حِلْمَ کَالصَّبْرِ وَ الصَّمْتِ أَیُّهَا النَّاسُ فِی الْإِنْسَانِ عَشْرُ خِصَالٍ یُظْهِرُهَا لِسَانُهُ شَاهِدٌ یُخْبِرُ عَنِ الضَّمِیرِ حَاکِمٌ یَفْصِلُ بَیْنَ الْخِطَابِ وَ نَاطِقٌ یُرَدُّ بِهِ الْجَوَابُ وَ شَافِعٌ یُدْرَکُ بِهِ الْحَاجَةُ وَ وَاصِفٌ یُعْرَفُ بِهِ الْأَشْیَاءُ وَ أَمِیرٌ یَأْمُرُ بِالْحَسَنِ وَ وَاعِظٌ یَنْهَی عَنِ الْقَبِیحِ وَ مُعَزٍّ تُسَکَّنُ بِهِ الْأَحْزَانُ وَ حَاضِرٌ تُجْلَی بِهِ الضَّغَائِنُ وَ مُونِقٌ تَلْتَذُّ بِهِ الْأَسْمَاعُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الصَّمْتِ عَنِ الْحُکْمِ کَمَا أَنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ وَ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ لَمْ یَمْلِکْ لِسَانَهُ یَنْدَمْ وَ مَنْ لَا یَعْلَمْ یَجْهَلْ وَ مَنْ لَا یَتَحَلَّمْ لَا یَحْلُمْ وَ مَنْ لَا یَرْتَدِعْ لَا یَعْقِلْ وَ مَنْ لَا یَعْلَمْ یُهَنْ وَ مَنْ یُهَنْ لَا یُوَقَّرْ وَ مَنْ لَا یُوَقَّرْ یَتَوَبَّخْ وَ مَنْ یَکْتَسِبْ مَالًا مِنْ غَیْرِ حَقِّهِ یَصْرِفْهُ فِی غَیْرِ أَجْرِهِ وَ مَنْ لَا یَدَعْ وَ هُوَ مَحْمُودٌ یَدَعْ وَ هُوَ مَذْمُومٌ وَ مَنْ لَمْ یُعْطِ قَاعِداً مُنِعَ قَائِماً وَ مَنْ یَطْلُبِ الْعِزَّ بِغَیْرِ حَقٍّ یَذِلَّ وَ مَنْ یَغْلِبْ بِالْجَوْرِ یُغْلَبْ وَ مَنْ عَانَدَ الْحَقَّ لَزِمَهُ الْوَهْنُ وَ مَنْ تَفَقَّهَ وُقِّرَ وَ مَنْ تَکَبَّرَ حُقِّرَ وَ مَنْ لَا یُحْسِنْ لَا یُحْمَدْ
الکافی ج : 8 ص : 21
أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمَنِیَّةَ قَبْلَ الدَّنِیَّةِ وَ التَّجَلُّدَ قَبْلَ التَّبَلُّدِ وَ الْحِسَابَ قَبْلَ الْعِقَابِ وَ الْقَبْرَ خَیْرٌ مِنَ الْفَقْرِ وَ غَضَّ الْبَصَرِ خَیْرٌ مِنْ کَثِیرٍ مِنَ النَّظَرِ وَ الدَّهْرَ یَوْمٌ لَکَ وَ یَوْمٌ عَلَیْکَ فَإِذَا کَانَ لَکَ فَلَا تَبْطَرْ وَ إِذَا کَانَ عَلَیْکَ فَاصْبِرْ فَبِکِلَیْهِمَا تُمْتَحَنُ [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ کِلَاهُمَا سَیُخْتَبَرُ ]أَیُّهَا النَّاسُ أَعْجَبُ مَا فِی الْإِنْسَانِ قَلْبُهُ وَ لَهُ مَوَادُّ مِنَ الْحِکْمَةِ وَ أَضْدَادٌ مِنْ خِلَافِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَکَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَکَهُ الْیَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَیْظُ وَ إِنْ أُسْعِدَ بِالرِّضَی نَسِیَ التَّحَفُّظَ وَ إِنْ نَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْعِزَّةُ [وَ فِی نُسْخَةٍ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ ]وَ إِنْ جُدِّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ وَ إِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَی وَ إِنْ عَضَّتْهُ فَاقَةٌ شَغَلَهُ الْبَلَاءُ [وَ فِی نُسْخَةٍ جَهَدَهُ الْبُکَاءُ ]وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ أَجْهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ فَکُلُّ تَقْصِیرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ کُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ فَلَّ ذَلَّ وَ مَنْ جَادَ سَادَ وَ مَنْ کَثُرَ مَالُهُ رَأَسَ وَ مَنْ کَثُرَ حِلْمُهُ

الکافی ج : 8 ص : 22
نَبُلَ وَ مَنْ أَفْکَرَ فِی ذَاتِ اللَّهِ تَزَنْدَقَ وَ مَنْ أَکْثَرَ مِنْ شَیْ‏ءٍ عُرِفَ بِهِ وَ مَنْ کَثُرَ مِزَاحُهُ اسْتُخِفَّ بِهِ وَ مَنْ کَثُرَ ضِحْکُهُ ذَهَبَتْ هَیْبَتُهُ فَسَدَ حَسَبُ مَنْ لَیْسَ لَهُ أَدَبٌ إِنَّ أَفْضَلَ الْفِعَالِ صِیَانَةُ الْعِرْضِ بِالْمَالِ لَیْسَ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ بِذِی مَعْقُولٍ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ فَلْیَسْتَعِدَّ لِقِیلٍ وَ قَالٍ لَنْ یَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ غَنِیٌّ بِمَالِهِ وَ لَا فَقِیرٌ لِإِقْلَالِهِ أَیُّهَا النَّاسُ لَوْ أَنَّ الْمَوْتَ یُشْتَرَی لَاشْتَرَاهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْیَا الْکَرِیمُ الْأَبْلَجُ وَ اللَّئِیمُ الْمَلْهُوجُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَوَاهِدَ تُجْرِی الْأَنْفُسَ عَنْ مَدْرَجَةِ أَهْلِ التَّفْرِیطِ وَ فِطْنَةُ الْفَهْمِ لِلْمَوَاعِظِ مَا یَدْعُو النَّفْسَ إِلَی الْحَذَرِ مِنَ الْخَطَرِ وَ لِلْقُلُوبِ خَوَاطِرَ لِلْهَوَی وَ الْعُقُولُ تَزْجُرُ وَ تَنْهَی وَ فِی التَّجَارِبِ عِلْمٌ مُسْتَأْنَفٌ وَ الِاعْتِبَارُ یَقُودُ إِلَی الرَّشَادِ وَ کَفَاکَ أَدَباً لِنَفْسِکَ مَا تَکْرَهُهُ لِغَیْرِکَ وَ عَلَیْکَ لِأَخِیکَ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ الَّذِی لَکَ عَلَیْهِ لَقَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَی بِرَأْیِهِ وَ التَّدَبُّرُ قَبْلَ الْعَمَلِ فَإِنَّهُ یُؤْمِنُکَ مِنَ النَّدَمِ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْ‏آرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَإِ وَ مَنْ أَمْسَکَ عَنِ الْفُضُولِ عَدَلَتْ رَأْیَهُ الْعُقُولُ وَ مَنْ حَصَّنَ
الکافی ج : 8 ص : 23
شَهْوَتَهُ فَقَدْ صَانَ قَدْرَهُ وَ مَنْ أَمْسَکَ لِسَانَهُ أَمِنَهُ قَوْمُهُ وَ نَالَ حَاجَتَهُ وَ فِی تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ وَ الْأَیَّامُ تُوضِحُ لَکَ السَّرَائِرَ الْکَامِنَةَ وَ لَیْسَ فِی الْبَرْقِ الْخَاطِفِ مُسْتَمْتَعٌ لِمَنْ یَخُوضُ فِی الظُّلْمَةِ وَ مَنْ عُرِفَ بِالْحِکْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُیُونُ بِالْوَقَارِ وَ الْهَیْبَةِ وَ أَشْرَفُ الْغِنَی تَرْکُ الْمُنَی وَ الصَّبْرُ جُنَّةٌ مِنَ الْفَاقَةِ وَ الْحِرْصُ عَلَامَةُ الْفَقْرِ وَ الْبُخْلُ جِلْبَابُ الْمَسْکَنَةِ وَ الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ وَ وَصُولٌ مُعْدِمٌ خَیْرٌ مِنْ جَافٍ مُکْثِرٍ وَ الْمَوْعِظَةُ کَهْفٌ لِمَنْ وَعَاهَا وَ مَنْ أَطْلَقَ طَرْفَهُ کَثُرَ أَسَفُهُ وَ قَدْ أَوْجَبَ الدَّهْرُ شُکْرَهُ عَلَی مَنْ نَالَ سُؤْلَهُ وَ قَلَّ مَا یُنْصِفُکَ اللِّسَانُ فِی نَشْرِ قَبِیحٍ أَوْ إِحْسَانٍ وَ مَنْ ضَاقَ خُلُقُهُ مَلَّهُ أَهْلُهُ وَ مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ وَ قَلَّ مَا تَصْدُقُکَ الْأُمْنِیَّةُ وَ التَّوَاضُعُ یَکْسُوکَ الْمَهَابَةَ وَ فِی سَعَةِ الْأَخْلَاقِ کُنُوزُ الْأَرْزَاقِ کَمْ مِنْ عَاکِفٍ عَلَی ذَنْبِهِ فِی آخِرِ أَیَّامِ عُمُرِهِ وَ مَنْ کَسَاهُ الْحَیَاءُ ثَوْبَهُ خَفِیَ عَلَی النَّاسِ عَیْبُهُ وَ انْحُ الْقَصْدَ مِنَ الْقَوْلِ فَإِنَّ مَنْ تَحَرَّی الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَیْهِ الْمُؤَنُ وَ فِی خِلَافِ النَّفْسِ رُشْدُکَ مَنْ عَرَفَ الْأَیَّامَ لَمْ یَغْفُلْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ أَلَا وَ إِنَّ مَعَ کُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقاً وَ إِنَّ فِی کُلِّ أُکْلَةٍ غُصَصاً لَا تُنَالُ نِعْمَةٌ إِلَّا بِزَوَالِ أُخْرَی وَ لِکُلِّ ذِی رَمَقٍ قُوتٌ وَ لِکُلِّ حَبَّةٍ آکِلٌ وَ أَنْتَ قُوتُ الْمَوْتِ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ مَشَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّهُ یَصِیرُ إِلَی بَطْنِهَا وَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ یَتَنَازَعَانِ [یَتَسَارَعَانِ ]فِی هَدْمِ الْأَعْمَارِ
الکافی ج : 8 ص : 24
یَا أَیُّهَا النَّاسُ کُفْرُ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ وَ صُحْبَةُ الْجَاهِلِ شُؤْمٌ إِنَّ مِنَ الْکَرَمِ لِینَ الْکَلَامِ وَ مِنَ الْعِبَادَةِ إِظْهَارَ اللِّسَانِ وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ إِیَّاکَ وَ الْخَدِیعَةَ فَإِنَّهَا مِنْ خُلُقِ اللَّئِیمِ لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ یُصِیبُ وَ لَا کُلُّ غَائِبٍ یَئُوبُ لَا تَرْغَبْ فِیمَنْ زَهِدَ فِیکَ رُبَّ بَعِیدٍ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ قَرِیبٍ سَلْ عَنِ الرَّفِیقِ قَبْلَ الطَّرِیقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ أَلَا وَ مَنْ أَسْرَعَ فِی الْمَسِیرِ أَدْرَکَهُ الْمَقِیلُ اسْتُرْ عَوْرَةَ أَخِیکَ کَمَا تَعْلَمُهَا فِیکَ اغْتَفِرْ زَلَّةَ صَدِیقِکَ لِیَوْمِ یَرْکَبُکَ عَدُوُّکَ مَنْ غَضِبَ عَلَی مَنْ لَا یَقْدِرُ عَلَی ضَرِّهِ طَالَ حُزْنُهُ وَ عَذَّبَ نَفْسَهُ مَنْ خَافَ رَبَّهُ کَفَّ ظُلْمَهُ [مَنْ خَافَ رَبَّهُ کُفِیَ عَذَابَهُ ]وَ مَنْ لَمْ یَزِغْ فِی کَلَامِهِ أَظْهَرَ فَخْرَهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الْخَیْرَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهِیمَةِ إِنَّ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةَ الزَّادِ مَا أَصْغَرَ الْمُصِیبَةَ مَعَ عِظَمِ الْفَاقَةِ غَداً هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ وَ مَا تَنَاکَرْتُمْ إِلَّا لِمَا فِیکُمْ مِنَ الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَمَا أَقْرَبَ الرَّاحَةَ مِنَ التَّعَبِ وَ الْبُؤْسَ مِنَ النَّعِیمِ وَ مَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَ مَا خَیْرٌ بِخَیْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَ کُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ وَ کُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِیَةٌ وَ عِنْدَ تَصْحِیحِ الضَّمَائِرِ تُبْدُو الْکَبَائِرُ تَصْفِیَةُ الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ وَ تَخْلِیصُ النِّیَّةِ مِنَ الْفَسَادِ أَشَدُّ عَلَی الْعَامِلِینَ مِنْ طُولِ الْجِهَادِ هَیْهَاتَ لَوْ لَا التُّقَی لَکُنْتُ أَدْهَی الْعَرَبِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَعَدَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً ص الْوَسِیلَةَ وَ وَعْدُهُ الْحَقُّ وَ لَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ أَلَا وَ إِنَّ الْوَسِیلَةَ عَلَی دَرَجِ الْجَنَّةِ وَ ذِرْوَةِ ذَوَائِبِ الزُّلْفَةِ وَ نِهَایَةِ غَایَةِ الْأُمْنِیَّةِ لَهَا أَلْفُ مِرْقَاةٍ مَا بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ مِائَةَ عَامٍ وَ هُوَ مَا بَیْنَ مِرْقَاةِ دُرَّةٍ

الکافی ج : 8 ص : 25
إِلَی مِرْقَاةِ جَوْهَرَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ زَبَرْجَدَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ لُؤْلُؤَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ یَاقُوتَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ زُمُرُّدَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ مَرْجَانَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ کَافُورٍ إِلَی مِرْقَاةِ عَنْبَرٍ إِلَی مِرْقَاةِ یَلَنْجُوجٍ إِلَی مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَی مِرْقَاةِ غَمَامٍ إِلَی مِرْقَاةِ هَوَاءٍ إِلَی مِرْقَاةِ نُورٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَی کُلِّ الْجِنَانِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَوْمَئِذٍ قَاعِدٌ عَلَیْهَا مُرْتَدٍ بِرَیْطَتَیْنِ رَیْطَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَیْطَةٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَلَیْهِ تَاجُ النُّبُوَّةِ وَ إِکْلِیلُ الرِّسَالَةِ قَدْ أَشْرَقَ بِنُورِهِ الْمَوْقِفُ وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ عَلَی الدَّرَجَةِ الرَّفِیعَةِ وَ هِیَ دُونَ دَرَجَتِهِ وَ عَلَیَّ رَیْطَتَانِ رَیْطَةٌ مِنْ أُرْجُوَانِ النُّورِ وَ رَیْطَةٌ مِنْ کَافُورٍ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ قَدْ وَقَفُوا عَلَی الْمَرَاقِی وَ أَعْلَامُ الْأَزْمِنَةِ وَ حُجَجُ الدُّهُورِ عَنْ أَیْمَانِنَا وَ قَدْ تَجَلَّلَهُمْ حُلَلُ النُّورِ وَ الْکَرَامَةِ لَا یَرَانَا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا بُهِتَ بِأَنْوَارِنَا وَ عَجِبَ مِنْ ضِیَائِنَا وَ جَلَالَتِنَا وَ عَنْ یَمِینِ الْوَسِیلَةِ عَنْ یَمِینِ الرَّسُولِ ص غَمَامَةٌ بَسْطَةَ الْبَصَرِ یَأْتِی مِنْهَا النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِیَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الْعَرَبِیِّ وَ مَنْ کَفَرَ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ وَ عَنْ یَسَارِ الْوَسِیلَةِ عَنْ یَسَارِ الرَّسُولِ ص ظُلَّةٌ یَأْتِی مِنْهَا النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِیَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ الَّذِی لَهُ الْمُلْکُ الْأَعْلَی لَا فَازَ أَحَدٌ وَ لَا نَالَ الرَّوْحَ وَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ لَقِیَ خَالِقَهُ بِالْإِخْلَاصِ لَهُمَا وَ الِاقْتِدَارِ بِنُجُومِهِمَا فَأَیْقِنُوا یَا أَهْلَ وَلَایَةِ اللَّهِ بِبَیَاضِ وُجُوهِکُمْ وَ شَرَفِ مَقْعَدِکُمْ وَ کَرَمِ مَ‏آبِکُمْ وَ بِفَوْزِکُمُ الْیَوْمَ عَلَی سُرُرٍ مُتَقَابِلِینَ وَ یَا أَهْلَ الِانْحِرَافِ وَ الصُّدُودِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ رَسُولِهِ وَ صِرَاطِهِ وَ أَعْلَامِ الْأَزْمِنَةِ أَیْقِنُوا بِسَوَادِ وُجُوهِکُمْ وَ غَضَبِ رَبِّکُمْ جَزَاءً بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ مَا مِنْ رَسُولٍ سَلَفَ وَ لَا نَبِیٍّ مَضَی إِلَّا وَ قَدْ کَانَ مُخْبِراً أُمَّتَهُ بِالْمُرْسَلِ الْوَارِدِ مِنْ بَعْدِهِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولِ اللَّهِ
الکافی ج : 8 ص : 26
ص وَ مُوصِیاً قَوْمَهُ بِاتِّبَاعِهِ وَ مُحَلِّیَهُ عِنْدَ قَوْمِهِ لِیَعْرِفُوهُ بِصِفَتِهِ وَ لِیَتَّبِعُوهُ عَلَی شَرِیعَتِهِ وَ لِئَلَّا یَضِلُّوا فِیهِ مِنْ بَعْدِهِ فَیَکُونَ مَنْ هَلَکَ أَوْ ضَلَّ بَعْدَ وُقُوعِ الْإِعْذَارِ وَ الْإِنْذَارِ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ تَعْیِینِ حُجَّةٍ فَکَانَتِ الْأُمَمُ فِی رَجَاءٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ وُرُودٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَئِنْ أُصِیبَتْ بِفَقْدِ نَبِیٍّ بَعْدَ نَبِیٍّ عَلَی عِظَمِ مَصَائِبِهِمْ وَ فَجَائِعِهَا بِهِمْ فَقَدْ کَانَتْ عَلَی سَعَةٍ مِنَ الْأَمَلِ وَ لَا مُصِیبَةٌ عَظُمَتْ وَ لَا رَزِیَّةٌ جَلَّتْ کَالْمُصِیبَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص لِأَنَّ اللَّهَ خَتَمَ بِهِ الْإِنْذَارَ وَ الْإِعْذَارَ وَ قَطَعَ بِهِ الِاحْتِجَاجَ وَ الْعُذْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ بَابَهُ الَّذِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِهِ وَ مُهَیْمِنَهُ الَّذِی لَا یَقْبَلُ إِلَّا بِهِ وَ لَا قُرْبَةَ إِلَیْهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ قَالَ فِی مُحْکَمِ کِتَابُ‏هِ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً فَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ وَ مَعْصِیَتَهُ بِمَعْصِیَتِهِ فَکَانَ ذَلِکَ دَلِیلًا عَلَی مَا فَوَّضَ إِلَیْهِ وَ شَاهِداً لَهُ عَلَی مَنِ اتَّبَعَهُ وَ عَصَاهُ وَ بَیَّنَ ذَلِکَ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْکِتَابُ الْعَظِیمِ فَقَالَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی التَّحْرِیضِ عَلَی اتَّبَاعِهِ وَ التَّرْغِیبِ فِی تَصْدِیقِهِ وَ الْقَبُولِ بِدَعْوَتِهِ قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ فَاتِّبَاعُهُ ص مَحَبَّةُ اللَّهِ وَ رِضَاهُ غُفْرَانُ الذُّنُوبِ وَ کَمَالُ الْفَوْزِ وَ وُجُوبُ الْجَنَّةِ وَ فِی التَّوَلِّی عَنْهُ وَ الْإِعْرَاضِ مُحَادَّةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ وَ الْبُعْدُ مِنْهُ مُسْکِنُ النَّارِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ یَعْنِی الْجُحُودَ بِهِ وَ الْعِصْیَانَ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ اسْمُهُ امْتَحَنَ بِی عِبَادَهُ وَ قَتَلَ بِیَدِی أَضْدَادَهُ وَ أَفْنَی بِسَیْفِی جُحَّادَهُ وَ جَعَلَنِی زُلْفَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ حِیَاضَ مَوْتٍ عَلَی الْجَبَّارِینَ وَ سَیْفَهُ عَلَی الْمُجْرِمِینَ وَ شَدَّ بِی أَزْرَ رَسُولِهِ وَ أَکْرَمَنِی بِنَصْرِهِ وَ شَرَّفَنِی بِعِلْمِهِ وَ حَبَانِی بِأَحْکَامِهِ وَ اخْتَصَّنِی بِوَصِیَّتِهِ وَ اصْطَفَانِی بِخِلَافَتِهِ فِی أُمَّتِهِ فَقَالَ ص وَ قَدْ حَشَدَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ وَ انْغَصَّتْ بِهِمُ الْمَحَافِلُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی کَهَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَعَقَلَ الْمُؤْمِنُونَ

الکافی ج : 8 ص : 27
عَنِ اللَّهِ نَطَقَ الرَّسُولُ إِذْ عَرَفُونِی أَنِّی لَسْتُ بِأَخِیهِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ کَمَا کَانَ هَارُونُ أَخَا مُوسَی لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ لَا کُنْتُ نَبِیّاً فَاقْتَضَی نُبُوَّةً وَ لَکِنْ کَانَ ذَلِکَ مِنْهُ اسْتِخْلَافاً لِی کَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَی هَارُونَ ع حَیْثُ یَقُولُ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ وَ قَوْلُهُ ع حِینَ تَکَلَّمَتْ طَائِفَةٌ فَقَالَتْ نَحْنُ مَوَالِی رَسُولِ اللَّهِ ص فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی حَجَّةِ الْوَدَاعِ ثُمَّ صَارَ إِلَی غَدِیرِ خُمٍّ فَأَمَرَ فَأُصْلِحَ لَهُ شِبْهُ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَلَاهُ وَ أَخَذَ بِعَضُدِی حَتَّی رُئِیَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ قَائِلًا فِی مَحْفِلِهِ مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَکَانَتْ عَلَی وَلَایَتِی وَلَایَةُ اللَّهِ وَ عَلَی عَدَاوَتِی عَدَاوَةُ اللَّهِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً فَکَانَتْ وَلَایَتِی کَمَالَ الدِّینِ وَ رِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اخْتِصَاصاً لِی وَ تَکَرُّماً نَحَلَنِیهِ وَ إِعْظَاماً وَ تَفْصِیلًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنَحَنِیهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی ثُمَّ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُکْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ فِیَّ مَنَاقِبُ لَوْ ذَکَرْتُهَا لَعَظُمَ بِهَا الِارْتِفَاعُ فَطَالَ لَهَا الِاسْتِمَاعُ وَ لَئِنْ تَقَمَّصَهَا دُونِیَ الْأَشْقَیَانِ وَ نَازَعَانِی فِیمَا لَیْسَ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ رَکِبَاهَا ضَلَالَةً وَ اعْتَقَدَاهَا جَهَالَةً فَلَبِئْسَ مَا عَلَیْهِ وَرَدَا وَ لَبِئْسَ مَا لِأَنْفُسِهِمَا مَهَّدَا یَتَلَاعَنَانِ فِی دُورِهِمَا وَ یَتَبَرَّأُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ یَقُولُ لِقَرِینِهِ إِذَا الْتَقَیَا یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ فَیُجِیبُهُ الْأَشْقَی عَلَی رُثُوثَةٍ یَا لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْکَ خَلِیلًا لَقَدْ
الکافی ج : 8 ص : 28
أَضْلَلْتَنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِی وَ کَانَ الشَّیْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا فَأَنَا الذِّکْرُ الَّذِی عَنْهُ ضَلَّ وَ السَّبِیلُ الَّذِی عَنْهُ مَالَ وَ الْإِیمَانُ الَّذِی بِهِ کَفَرَ وَ الْقُرْآنُ الَّذِی إِیَّاهُ هَجَرَ وَ الدِّینُ الَّذِی بِهِ کَذَّبَ وَ الصِّرَاطُ الَّذِی عَنْهُ نَکَبَ وَ لَئِنْ رَتَعَا فِی الْحُطَامِ الْمُنْصَرِمِ وَ الْغُرُورِ الْمُنْقَطِعِ وَ کَانَا مِنْهُ عَلَی شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ لَهُمَا عَلَی شَرِّ وُرُودٍ فِی أَخْیَبِ وُفُودٍ وَ أَلْعَنِ مَوْرُودٍ یَتَصَارَخَانِ بِاللَّعْنَةِ وَ یَتَنَاعَقَانِ بِالْحَسْرَةِ مَا لَهُمَا مِنْ رَاحَةٍ وَ لَا عَنْ عَذَابِهِمَا مِنْ مَنْدُوحَةٍ إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ یَزَالُوا عُبَّادَ أَصْنَامٍ وَ سَدَنَةَ أَوْثَانٍ یُقِیمُونَ لَهَا الْمَنَاسِکَ وَ یَنْصِبُونَ لَهَا الْعَتَائِرَ وَ یَتَّخِذُونَ لَهَا الْقُرْبَانَ وَ یَجْعَلُونَ لَهَا الْبَحِیرَةَ وَ الْوَصِیلَةَ وَ السَّائِبَةَ وَ الْحَامَ وَ یَسْتَقْسِمُونَ بِالْأَزْلَامِ عَامِهِینَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ حَائِرِینَ عَنِ الرَّشَادِ مُهْطِعِینَ إِلَی الْبِعَادِ وَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطَانُ وَ غَمَرَتْهُمْ سَوْدَاءُ الْجَاهِلِیَّةِ وَ رَضَعُوهَا جَهَالَةً وَ انْفَطَمُوهَا ضَلَالَةً فَأَخْرَجَنَا اللَّهُ إِلَیْهِمْ رَحْمَةً وَ أَطْلَعَنَا عَلَیْهِمْ رَأْفَةً وَ أَسْفَرَ بِنَا عَنِ الْحُجُبِ نُوراً لِمَنِ اقْتَبَسَهُ وَ فَضْلًا لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَ تَأْیِیداً لِمَنْ صَدَّقَهُ فَتَبَوَّءُوا الْعِزَّ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَ الْکَثْرَةَ بَعْدَ الْقِلَّةِ وَ هَابَتْهُمُ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ وَ أَذْعَنَتْ لَهُمُ الْجَبَابِرَةُ وَ طَوَائِفُهَا وَ صَارُوا أَهْلَ نِعْمَةٍ مَذْکُورَةٍ وَ کَرَامَةٍ مَیْسُورَةٍ وَ أَمْنٍ بَعْدَ خَوْفٍ وَ جَمْعٍ بَعْدَ کَوْفٍ وَ أَضَاءَتْ بِنَا مَفَاخِرُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَ أَوْلَجْنَاهُمْ بَابَ الْهُدَی وَ أَدْخَلْنَاهُمْ دَارَ السَّلَامِ وَ أَشْمَلْنَاهُمْ ثَوْبَ الْإِیمَانِ وَ فَلَجُوا بِنَا فِی الْعَالَمِینَ وَ أَبْدَتْ لَهُمْ أَیَّامُ الرَّسُولِ آثَارَ الصَّالِحِینَ مِنْ حَامٍ مُجَاهِدٍ وَ مُصَلٍّ

الکافی ج : 8 ص : 29
قَانِتٍ وَ مُعْتَکِفٍ زَاهِدٍ یُظْهِرُونَ الْأَمَانَةَ وَ یَأْتُونَ الْمَثَابَةَ حَتَّی إِذَا دَعَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ ص وَ رَفَعَهُ إِلَیْهِ لَمْ یَکُ ذَلِکَ بَعْدَهُ إِلَّا کَلَمْحَةٍ مِنْ خَفْقَةٍ أَوْ وَمِیضٍ مِنْ بَرْقَةٍ إِلَی أَنْ رَجَعُوا عَلَی الْأَعْقَابِ وَ انْتَکَصُوا عَلَی الْأَدْبَارِ وَ طَلَبُوا بِالْأَوْتَارِ وَ أَظْهَرُوا الْکَتَائِبَ وَ رَدَمُوا الْبَابَ وَ فَلُّوا الدِّیَارَ وَ غَیَّرُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَغِبُوا عَنْ أَحْکَامِهِ وَ بَعُدُوا مِنْ أَنْوَارِهِ وَ اسْتَبْدَلُوا بِمُسْتَخْلَفِهِ بَدِیلًا اتَّخَذُوهُ وَ کَانُوا ظَالِمِینَ وَ زَعَمُوا أَنَّ مَنِ اخْتَارُوا مِنْ آلِ أَبِی قُحَافَةَ أَوْلَی بِمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِمَّنِ اخْتَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِمَقَامِهِ وَ أَنَّ مُهَاجِرَ آلِ أَبِی قُحَافَةَ خَیْرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِیِّ الْأَنْصَارِیِّ الرَّبَّانِیِّ نَامُوسِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَلَا وَ إِنَّ أَوَّلَ شَهَادَةِ زُورٍ وَقَعَتْ فِی الْإِسْلَامِ شَهَادَتُهُمْ أَنَّ صَاحِبَهُمْ مُسْتَخْلَفُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا کَانَ مِنْ أَمْرِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَا کَانَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِکَ وَ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَضَی وَ لَمْ یَسْتَخْلِفْ فَکَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص الطَّیِّبُ الْمُبَارَکُ أَوَّلَ مَشْهُودٍ عَلَیْهِ بِالزُّورِ فِی الْإِسْلَامِ وَ عَنْ قَلِیلٍ یَجِدُونَ غِبَّ مَا [یَعْلَمُونَ وَ سَیَجِدُونَ التَّالُونَ غِبَّ مَا ]أَسَّسَهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَئِنْ کَانُوا فِی مَنْدُوحَةٍ مِنَ الْمَهْلِ وَ شِفَاءٍ مِنَ الْأَجَلِ وَ سَعَةٍ مِنَ الْمُنْقَلَبِ وَ اسْتِدْرَاجٍ مِنَ الْغُرُورِ وَ سُکُونٍ مِنَ الْحَالِ وَ إِدْرَاکٍ مِنَ الْأَمَلِ فَقَدْ أَمْهَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَدَّادَ بْنَ عَادٍ وَ ثَمُودَ بْنَ عَبُّودٍ وَ بَلْعَمَ بْنَ بَاعُورٍ وَ أَسْبَغَ عَلَیْهِمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً وَ أَمَدَّهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَ الْأَعْمَارِ وَ أَتَتْهُمُ الْأَرْضُ بِبَرَکَاتِهَا لِیَذَّکَّرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَ لِیَعْرِفُوا الْإِهَابَةَ لَهُ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْهِ وَ لِیَنْتَهُوا عَنِ الِاسْتِکْبَارِ فَلَمَّا بَلَغُوا الْمُدَّةَ وَ اسْتَتَمُّوا الْأُکْلَةَ أَخَذَهُمُ
الکافی ج : 8 ص : 30
اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اصْطَلَمَهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ حُصِبَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّیْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقَتْهُ الظُّلَّةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَوْدَتْهُ الرَّجْفَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَرْدَتْهُ الْخَسْفَةُ فَما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ أَجَلٍ کِتَابُ‏اً فَإِذَا بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ لَوْ کُشِفَ لَکَ عَمَّا هَوَی إِلَیْهِ الظَّالِمُونَ وَ آلَ إِلَیْهِ الْأَخْسَرُونَ لَهَرَبْتَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا هُمْ عَلَیْهِ مُقِیمُونَ وَ إِلَیْهِ صَائِرُونَ أَلَا وَ إِنِّی فِیکُمْ أَیُّهَا النَّاسُ کَهَارُونَ فِی آلِ فِرْعَوْنَ وَ کَبَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ کَسَفِینَةِ نُوحٍ فِی قَوْمِ نُوحٍ إِنِّی النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ الصِّدِّیقُ الْأَکْبَرُ وَ عَنْ قَلِیلٍ سَتَعْلَمُونَ مَا تُوعَدُونَ وَ هَلْ هِیَ إِلَّا کَلُعْقَةِ الْ‏آکِلِ وَ مَذْقَةِ الشَّارِبِ وَ خَفْقَةِ الْوَسْنَانِ ثُمَّ تُلْزِمُهُمُ الْمَعَرَّاتُ خِزْیاً فِی الدُّنْیَا وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُرَدُّونَ إِلی‏ أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعْمَلُونَ فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَنَکَّبَ مَحَجَّتَهُ وَ أَنْکَرَ حُجَّتَهُ وَ خَالَفَ هُدَاتَهُ وَ حَادَّ عَنْ نُورِهِ وَ اقْتَحَمَ فِی ظُلَمِهِ وَ اسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ وَ بِالنَّعِیمِ الْعَذَابَ وَ بِالْفَوْزِ الشَّقَاءَ وَ بِالسَّرَّاءِ الضَّرَّاءَ وَ بِالسَّعَةِ الضَّنْکَ إِلَّا جَزَاءُ اقْتِرَافِهِ وَ سُوءُ خِلَافِهِ فَلْیُوقِنُوا بِالْوَعْدِ عَلَی حَقِیقَتِهِ وَ لْیَسْتَیْقِنُوا بِمَا یُوعَدُونَ یَوْمَ تَأْتِی الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی وَ نُمِیتُ وَ إِلَیْنَا الْمَصِیرُ یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً إِلَی آخِرِ السُّورَةِ

الکافی ج : 8 ص : 31
خُطْبَةُ الطَّالُوتِیَّةِ
5- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَیُّوبَ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ کُهَیْلٍ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ التَّیِّهَانِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ کَانَ حَیّاً بِلَا کَیْفٍ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کَانٌ وَ لَا کَانَ لِکَانِهِ کَیْفٌ وَ لَا کَانَ لَهُ أَیْنٌ وَ لَا کَانَ فِی شَیْ‏ءٍ وَ لَا کَانَ عَلَی شَیْ‏ءٍ وَ لَا ابْتَدَعَ لِکَانِهِ مَکَاناً وَ لَا قَوِیَ بَعْدَ مَا کَوَّنَ شَیْئاً وَ لَا کَانَ ضَعِیفاً قَبْلَ أَنْ یُکَوِّنَ شَیْئاً وَ لَا کَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ یَبْتَدِعَ شَیْئاً وَ لَا یُشْبِهُ شَیْئاً وَ لَا کَانَ خِلْواً عَنِ الْمُلْکِ قَبْلَ إِنْشَائِهِ وَ لَا یَکُونُ خِلْواً مِنْهُ بَعْدَ ذَهَابِهِ کَانَ إِلَهاً حَیّاً بِلَا حَیَاةٍ وَ مَالِکاً قَبْلَ أَنْ یُنْشِئَ شَیْئاً وَ مَالِکاً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْکَوْنِ وَ لَیْسَ یَکُونُ لِلَّهِ کَیْفٌ وَ لَا أَیْنٌ وَ لَا حَدٌّ یُعْرَفُ وَ لَا شَیْ‏ءٌ یُشْبِهُهُ وَ لَا یَهْرَمُ لِطُولِ بَقَائِهِ وَ لَا یَضْعُفُ لِذُعْرَةٍ وَ لَا یَخَافُ کَمَا تَخَافُ خَلِیقَتُهُ مِنْ شَیْ‏ءٍ وَ لَکِنْ سَمِیعٌ بِغَیْرِ سَمْعٍ وَ بَصِیرٌ بِغَیْرِ بَصَرٍ وَ قَوِیٌّ بِغَیْرِ قُوَّةٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا تُدْرِکُهُ حَدَقُ النَّاظِرِینَ وَ لَا یُحِیطُ بِسَمْعِهِ سَمْعُ السَّامِعِینَ إِذَا أَرَادَ شَیْئاً کَانَ بِلَا مَشُورَةٍ وَ لَا مُظَاهَرَةٍ وَ لَا مُخَابَرَةٍ وَ لَا یَسْأَلُ أَحَداً عَنْ شَیْ‏ءٍ مِنْ خَلْقِهِ أَرَادَهُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَ أَنْهَجَ الدَّلَالَةَ ص
الکافی ج : 8 ص : 32
أَیُّهَا الْأُمَّةُ الَّتِی خُدِعَتْ فَانْخَدَعَتْ وَ عَرَفَتْ خَدِیعَةَ مَنْ خَدَعَهَا فَأَصَرَّتْ عَلَی مَا عَرَفَتْ وَ اتَّبَعَتْ أَهْوَاءَهَا وَ ضَرَبَتْ فِی عَشْوَاءِ غَوَایَتِهَا وَ قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا الْحَقُّ فَصَدَّتْ عَنْهُ وَ الطَّرِیقُ الْوَاضِحُ فَتَنَکَّبَتْهُ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوِ اقْتَبَسْتُمُ الْعِلْمَ مِنْ مَعْدِنِهِ وَ شَرِبْتُمُ الْمَاءَ بِعُذُوبَتِهِ وَ ادَّخَرْتُمُ الْخَیْرَ مِنْ مَوْضِعِهِ وَ أَخَذْتُمُ الطَّرِیقَ مِنْ وَاضِحِهِ وَ سَلَکْتُمْ مِنَ الْحَقِّ نَهْجَهُ لَنَهَجَتْ بِکُمُ السُّبُلُ وَ بَدَتْ لَکُمُ الْأَعْلَامُ وَ أَضَاءَ لَکُمُ الْإِسْلَامُ فَأَکَلْتُمْ رَغَداً وَ مَا عَالَ فِیکُمْ عَائِلٌ وَ لَا ظُلِمَ مِنْکُمْ مُسْلِمٌ وَ لَا مُعَاهَدٌ وَ لَکِنْ سَلَکْتُمْ سَبِیلَ الظَّلَامِ فَأَظْلَمَتْ عَلَیْکُمْ دُنْیَاکُمْ بِرُحْبِهَا وَ سُدَّتْ عَلَیْکُمْ أَبْوَابُ الْعِلْمِ فَقُلْتُمْ بِأَهْوَائِکُمْ وَ اخْتَلَفْتُمْ فِی دِینِکُمْ فَأَفْتَیْتُمْ فِی دِینِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ اتَّبَعْتُمُ الْغُوَاةَ فَأَغْوَتْکُمْ وَ تَرَکْتُمُ الْأَئِمَّةَ فَتَرَکُوکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ تَحْکُمُونَ بِأَهْوَائِکُمْ إِذَا ذُکِرَ الْأَمْرُ سَأَلْتُمْ أَهْلَ الذِّکْرِ فَإِذَا أَفْتَوْکُمْ قُلْتُمْ هُوَ الْعِلْمُ بِعَیْنِهِ فَکَیْفَ وَ قَدْ تَرَکْتُمُوهُ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَ خَالَفْتُمُوهُ رُوَیْداً عَمَّا قَلِیلٍ تَحْصُدُونَ جَمِیعَ مَا زَرَعْتُمْ وَ تَجِدُونَ وَخِیمَ مَا اجْتَرَمْتُمْ وَ مَا اجْتَلَبْتُمْ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّی صَاحِبُکُمْ وَ الَّذِی بِهِ أُمِرْتُمْ وَ أَنِّی عَالِمُکُمْ وَ الَّذِی بِعِلْمِهِ نَجَاتُکُمْ وَ وَصِیُّ نَبِیِّکُمْ وَ خِیَرَةُ رَبِّکُمْ وَ لِسَانُ نُورِکُمْ وَ الْعَالِمُ بِمَا یُصْلِحُکُمْ فَعَنْ قَلِیلٍ رُوَیْداً یَنْزِلُ بِکُمْ مَا وُعِدْتُمْ وَ مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَکُمْ وَ سَیَسْأَلُکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَئِمَّتِکُمْ مَعَهُمْ تُحْشَرُونَ وَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ غَداً تَصِیرُونَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ کَانَ لِی عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ أَوْ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ وَ هُمْ أَعْدَاؤُکُمْ لَضَرَبْتُکُمْ بِالسَّیْفِ حَتَّی تَئُولُوا إِلَی الْحَقِّ وَ تُنِیبُوا لِلصِّدْقِ فَکَانَ أَرْتَقَ لِلْفَتْقِ وَ آخَذَ بِالرِّفْقِ اللَّهُمَّ فَاحْکُمْ بَیْنَنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْحَاکِمِینَ
الکافی ج : 8 ص : 33
قَالَ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ بِصِیرَةٍ فِیهَا نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِینَ شَاةً فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ لِی رِجَالًا یَنْصَحُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ بِعَدَدِ هَذِهِ الشِّیَاهِ لَأَزَلْتُ ابْنَ آکِلَةِ الذِّبَّانِ عَنْ مُلْکِهِ قَالَ فَلَمَّا أَمْسَی بَایَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ رَجُلًا عَلَی الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع اغْدُوا بِنَا إِلَی أَحْجَارِ الزَّیْتِ مُحَلِّقِینَ وَ حَلَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَمَا وَافَی مِنَ الْقَوْمِ مُحَلِّقاً إِلَّا أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ جَاءَ سَلْمَانُ فِی آخِرِ الْقَوْمِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی کَمَا اسْتَضْعَفَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ هَارُونَ اللَّهُمَّ فَإِنَّکَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِی وَ مَا نُعْلِنُ وَ مَا یَخْفَی عَلَیْکَ شَیْ‏ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ أَمَا وَ الْبَیْتِ وَ الْمُفْضِی إِلَی الْبَیْتِ [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ الْمُزْدَلِفَةِ ]وَ الْخِفَافِ إِلَی التَّجْمِیرِ لَوْ لَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیَّ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ ص لَأَوْرَدْتُ الْمُخَالِفِینَ خَلِیجَ الْمَنِیَّةِ وَ لَأَرْسَلْتُ عَلَیْهِمْ شَ‏آبِیبَ صَوَاعِقِ الْمَوْتِ وَ عَنْ قَلِیلٍ سَیَعْلَمُونَ
6- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَصِیرٍ وَ قَدْ خَفَرَهُ النَّفَسُ فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ کَبِرَ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی مَعَ أَنَّنِی لَسْتُ أَدْرِی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ إِنَّکَ لَتَقُولُ هَذَا قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ کَیْفَ لَا أَقُولُ هَذَا فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُکْرِمُ الشَّبَابَ مِنْکُمْ
الکافی ج : 8 ص : 34
وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَکَیْفَ یُکْرِمُ الشَّبَابَ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ فَقَالَ یُکْرِمُ اللَّهُ الشَّبَابَ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ أَنْ یُحَاسِبَهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذَا لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ التَّوْحِیدِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا لَکُمْ خَاصَّةً دُونَ الْعَالَمِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزاً انْکَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا وَ اسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِی حَدِیثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّافِضَةُ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْکُمْ وَ لَکِنَّ اللَّهَ سَمَّاکُمْ بِهِ أَ مَا عَلِمْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلَالُهُمْ فَلَحِقُوا بِمُوسَی ع لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ هُدَاهُ فَسُمُّوا فِی عَسْکَرِ مُوسَی الرَّافِضَةَ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ کَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ ذَلِکَ الْعَسْکَرِ عِبَادَةً وَ أَشَدَّهُمْ حُبّاً لِمُوسَی وَ هَارُونَ وَ ذُرِّیَّتِهِمَا ع فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی ع أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الِاسْمَ فِی التَّوْرَاةِ فَإِنِّی قَدْ سَمَّیْتُهُمْ بِهِ وَ نَحَلْتُهُمْ إِیَّاهُ فَأَثْبَتَ مُوسَی ع الِاسْمَ لَهُمْ ثُمَّ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَکُمْ هَذَا الِاسْمَ حَتَّی نَحَلَکُمُوهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَفَضُوا الْخَیْرَ وَ رَفَضْتُمُ الشَّرَّ افْتَرَقَ النَّاسُ کُلَّ فِرْقَةٍ وَ تَشَعَّبُوا کُلَّ شُعْبَةٍ فَانْشَعَبْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ ص وَ ذَهَبْتُمْ حَیْثُ ذَهَبُوا وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ لَکُمْ وَ أَرَدْتُمْ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِکُمْ وَ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِکُمْ مَنْ لَمْ یَأْتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ وَ لَمْ یُتَجَاوَزْ لَهُ عَنْ سَیِّئَةٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِکَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا کَمَا یُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا اسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَکُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ فَقَالَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا

الکافی ج : 8 ص : 35
إِنَّکُمْ وَفَیْتُمْ بِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِیثَاقَکُمْ مِنْ وَلَایَتِنَا وَ إِنَّکُمْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَیْرَنَا وَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَعَیَّرَکُمُ اللَّهُ کَمَا عَیَّرَهُمْ حَیْثُ یَقُولُ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ ما وَجَدْنا لِأَکْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَکْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ فَقَالَ إِخْواناً عَلی‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شِیعَتَنَا وَ عَدُوَّنَا فِی آیَةٍ مِنْ کِتَابُ‏هِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ فَنَحْنُ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ شِیعَتَهُ فَقَالَ فِی کِتَابُ‏هِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ یَعْنِی بِذَلِکَ عَلِیّاً ع وَ شِیعَتَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابُ‏هِ إِذْ یَقُولُ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا إِلَّا الْأَئِمَّةَ ع وَ شِیعَتَهُمْ فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ‏هِ فَقَالَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ
الکافی ج : 8 ص : 36
أُولئِکَ رَفِیقاً فَرَسُولُ اللَّهِ ص فِی الْ‏آیَةِ النَّبِیُّونَ وَ نَحْنُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ کَمَا سَمَّاکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ إِذْ حَکَی عَنْ عَدُوِّکُمْ فِی النَّارِ بِقَوْلِهِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَری‏ رِجالًا کُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ وَ اللَّهِ مَا عَنَی وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ صِرْتُمْ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ وَ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَقُودُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا تَذْکُرُ أَهْلَهَا بِخَیْرٍ إِلَّا وَ هِیَ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَذْکُرُ أَهْلَهَا بِشَرٍّ وَ لَا تَسُوقُ إِلَی النَّارِ إِلَّا وَ هِیَ فِی عَدُوِّنَا وَ مَنْ خَالَفَنَا فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِکَ بُرَآءُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَقَالَ حَسْبِی