تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 4
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ عِلَّةِ الْحَرَمِ وَ کَیْفَ صَارَ هَذَا الْمِقْدَارَ

1- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع عَنِ الْحَرَمِ وَ أَعْلَامِهِ کَیْفَ صَارَ بَعْضُهَا أَقْرَبَ مِنْ بَعْضٍ وَ بَعْضُهَا أَبْعَدَ مِنْ بَعْضٍ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَهْبَطَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ هَبَطَ عَلَی أَبِی قُبَیْسٍ فَشَکَا إِلَی رَبِّهِ الْوَحْشَةَ وَ أَنَّهُ لَا یَسْمَعُ مَا کَانَ یَسْمَعُهُ فِی الْجَنَّةِ فَأَهْبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ فَوَضَعَهَا فِی مَوْضِعِ الْبَیْتِ فَکَانَ یَطُوفُ بِهَا آدَمُ فَکَانَ ضَوْؤُهَا یَبْلُغُ مَوْضِعَ الْأَعْلَامِ فَیُعَلَّمُ الْأَعْلَامُ عَلَی ضَوْئِهَا وَ جَعَلَهُ اللَّهُ حَرَماً
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی هَمَّامٍ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع نَحْوَ هَذَا
2- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی جَبْرَئِیلَ ع أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنِّی قَدْ رَحِمْتُ آدَمَ وَ حَوَّاءَ لَمَّا شَکَیَا إِلَیَّ مَا شَکَیَا فَاهْبِطْ عَلَیْهِمَا بِخَیْمَةٍ مِنْ خِیَمِ الْجَنَّةِ وَ عَزِّهِمَا عَنِّی بِفِرَاقِ الْجَنَّةِ وَ اجْمَعْ بَیْنَهُمَا فِی الْخَیْمَةِ فَإِنِّی قَدْ رَحِمْتُهُمَا لِبُکَائِهِمَا وَ وَحْشَتِهِمَا فِی وَحْدَتِهِمَا وَ انْصِبِ الْخَیْمَةَ عَلَی التُّرْعَةِ الَّتِی بَیْنَ جِبَالِ مَکَّةَ قَالَ وَ التُّرْعَةُ مَکَانُ الْبَیْتِ وَ قَوَاعِدِهِ الَّتِی رَفَعَتْهَا
الکافی ج : 4 ص : 196
الْمَلَائِکَةُ قَبْلَ آدَمَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ ع عَلَی آدَمَ بِالْخَیْمَةِ عَلَی مِقْدَارِ أَرْکَانِ الْبَیْتِ وَ قَوَاعِدِهِ فَنَصَبَهَا قَالَ وَ أَنْزَلَ جَبْرَئِیلُ آدَمَ مِنَ الصَّفَا وَ أَنْزَلَ حَوَّاءَ مِنَ الْمَرْوَةِ وَ جَمَعَ بَیْنَهُمَا فِی الْخَیْمَةِ قَالَ وَ کَانَ عَمُودُ الْخَیْمَةِ قَضِیبَ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ فَأَضَاءَ نُورُهُ وَ ضَوْؤُهُ جِبَالَ مَکَّةَ وَ مَا حَوْلَهَا قَالَ وَ امْتَدَّ ضَوْءُ الْعَمُودِ قَالَ فَهُوَ مَوَاضِعُ الْحَرَمِ الْیَوْمَ مِنْ کُلِّ نَاحِیَةٍ مِنْ حَیْثُ بَلَغَ ضَوْءُ الْعَمُودِ قَالَ فَجَعَلَهُ اللَّهُ حَرَماً لِحُرْمَةِ الْخَیْمَةِ وَ الْعَمُودِ لِأَنَّهُمَا مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ وَ لِذَلِکَ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَسَنَاتِ فِی الْحَرَمِ مُضَاعَفَةً وَ السَّیِّئَاتِ مُضَاعَفَةً قَالَ وَ مُدَّتْ أَطْنَابُ الْخَیْمَةِ حَوْلَهَا فَمُنْتَهَی أَوْتَادِهَا مَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ وَ کَانَتْ أَوْتَادُهَا مِنْ عِقْیَانِ الْجَنَّةِ وَ أَطْنَابُهَا مِنْ ضَفَائِرِ الْأُرْجُوَانِ قَالَ وَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَبْرَئِیلَ ع اهْبِطْ عَلَی الْخَیْمَةِ بِسَبْعِینَ أَلْفَ مَلَکٍ یَحْرُسُونَهَا مِنْ مَرَدَةِ الشَّیَاطِینِ وَ یُؤْنِسُونَ آدَمَ وَ یَطُوفُونَ حَوْلَ الْخَیْمَةِ تَعْظِیماً لِلْبَیْتِ وَ الْخَیْمَةِ قَالَ فَهَبَطَ بِالْمَلَائِکَةِ فَکَانُوا بِحَضْرَةِ الْخَیْمَةِ یَحْرُسُونَهَا مِنْ مَرَدَةِ الشَّیَاطِینِ الْعُتَاةِ وَ یَطُوفُونَ حَوْلَ أَرْکَانِ الْبَیْتِ وَ الْخَیْمَةِ کُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ کَمَا کَانُوا یَطُوفُونَ فِی السَّمَاءِ حَوْلَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ قَالَ وَ أَرْکَانُ الْبَیْتِ الْحَرَامِ فِی الْأَرْضِ حِیَالَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ الَّذِی فِی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی جَبْرَئِیلَ بَعْدَ ذَلِکَ أَنِ اهْبِطْ إِلَی آدَمَ وَ حَوَّاءَ فَنَحِّهِمَا عَنْ مَوَاضِعِ قَوَاعِدِ بَیْتِی وَ ارْفَعْ قَوَاعِدَ بَیْتِی لِمَلَائِکَتِی ثُمَّ وُلْدِ آدَمَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی آدَمَ وَ حَوَّاءَ فَأَخْرَجَهُمَا مِنَ الْخَیْمَةِ وَ نَحَّاهُمَا عَنْ تُرْعَةِ الْبَیْتِ وَ نَحَّی الْخَیْمَةَ عَنْ مَوْضِعِ التُّرْعَةِ قَالَ وَ وَضَعَ آدَمَ عَلَی الصَّفَا وَ حَوَّاءَ عَلَی الْمَرْوَةِ فَقَالَ آدَمُ یَا جَبْرَئِیلُ أَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَوَّلْتَنَا وَ فَرَّقْتَ بَیْنَنَا أَمْ بِرِضاً وَ تَقْدِیرٍ عَلَیْنَا فَقَالَ لَهُمَا لَمْ یَکُنْ ذَلِکَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ عَلَیْکُمَا وَ لَکِنَّ اللَّهَ لَا یُسْأَلُ عَمَّا یَفْعَلُ یَا آدَمُ إِنَّ السَّبْعِینَ أَلْفَ مَلَکٍ الَّذِینَ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ إِلَی الْأَرْضِ لِیُؤْنِسُوکَ وَ یَطُوفُوا حَوْلَ أَرْکَانِ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ الْخَیْمَةِ سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ یَبْنِیَ لَهُمْ مَکَانَ الْخَیْمَةِ بَیْتاً عَلَی مَوْضِعِ التُّرْعَةِ الْمُبَارَکَةِ حِیَالَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فَیَطُوفُونَ حَوْلَهُ
الکافی ج : 4 ص : 197
کَمَا کَانُوا یَطُوفُونَ فِی السَّمَاءِ حَوْلَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ أَنْ أُنَحِّیَکَ وَ أَرْفَعَ الْخَیْمَةَ فَقَالَ آدَمُ قَدْ رَضِینَا بِتَقْدِیرِ اللَّهِ وَ نَافِذِ أَمْرِهِ فِینَا فَرَفَعَ قَوَاعِدَ الْبَیْتِ الْحَرَامِ بِحَجَرٍ مِنَ الصَّفَا وَ حَجَرٍ مِنَ الْمَرْوَةِ وَ حَجَرٍ مِنْ طُورِ سَیْنَاءَ وَ حَجَرٍ مِنْ جَبَلِ السَّلَامِ وَ هُوَ ظَهْرَ الْکُوفَةِ وَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَبْرَئِیلَ أَنِ ابْنِهِ وَ أَتِمَّهُ فَاقْتَلَعَ جَبْرَئِیلُ الْأَحْجَارَ الْأَرْبَعَةَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ مَوَاضِعِهِنَّ بِجَنَاحِهِ فَوَضَعَهَا حَیْثُ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَرْکَانِ الْبَیْتِ عَلَی قَوَاعِدِهِ الَّتِی قَدَّرَهَا الْجَبَّارُ وَ نَصَبَ أَعْلَامَهَا ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَبْرَئِیلَ ع أَنِ ابْنِهِ وَ أَتِمَّهُ بِحِجَارَةٍ مِنْ أَبِی قُبَیْسٍ وَ اجْعَلْ لَهُ بَابُ‏یْنِ بَابُ‏اً شَرْقِیّاً وَ بَابُ‏اً غَرْبِیّاً قَالَ فَأَتَمَّهُ جَبْرَئِیلُ ع فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ طَافَتْ حَوْلَهُ الْمَلَائِکَةُ فَلَمَّا نَظَرَ آدَمُ وَ حَوَّاءُ إِلَی الْمَلَائِکَةِ یَطُوفُونَ حَوْلَ الْبَیْتِ انْطَلَقَافَطَافَا سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ثُمَّ خَرَجَا یَطْلُبَانِ مَا یَأْکُلَانِ